أكتب إليكم بخصوص مقال أيهم مرعي المنشور في جريدتكم في 4 أيار 2021، والذي تضمّن مزاعم واتهامات غير مقبولة ضد تركيا بشأن استخدام مياه نهر الفرات والنقص في المياه في محافظة الحسكة السورية.قبل مشاركة المعلومات الدقيقة حول سياسة تركيا المائية، بالإضافة إلى الحقائق والأرقام حول هذا الموضوع استناداً أيضاً إلى مصادر دولية مثل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة العامل في المنطقة، أود أن أعبّر عن استغرابي برؤية صحيفة بارزة مثل "الأخبار" تنشر مقالاً متحيّزاً دون أي تحقُّق من السلطات التركية أو الهيئات الدولية.
أودّ أن أشارككم المعلومات التالية لتسليط الضوء على سياسة تركيا المائية والوقائع المتعلّقة بالوضع في مياه علوك التي لمّح إليها المقال كمصدر لانقطاع المياه في محافظة الحسكة.
- المزاعم بأن تركيا قطعت أو خفضت مياه نهر الفرات لا أساس لها من الصحة. لم تقم تركيا أبداً بتخفيض أو قطع كمية المياه المتدفقة من أنهارها العابرة للحدود لأغراض سياسية أو لأغراض أخرى طوال تاريخها. تتناول تركيا قضية المياه فقط من منظور "إنساني" وتولِي أهمية لاحتياجات المياه لسكان البلدان المجاورة أيضاً.
- على عكس التصوّر العام، تركيا ليست دولة غنية بموارد المياه العذبة ولا أغنى دولة في المنطقة. تقع تركيا في منطقة شبه قاحلة تعرّضت أخيراً لجفاف شديد. نحن نشهد الآثار السلبية لتغيّر المناخ على مواردنا المائية. بينما تسعى تركيا إلى إطلاق الكميات اللازمة من المياه في الفترة القادمة حسب الظروف المناخية والجفاف، وقد تنخفض كمية المياه المنبعثة في بعض الفترات. ومع ذلك، ستواصل تركيا اتخاذ جميع التدابير الاحترازية اللازمة.
تركيا ليست دولة غنية بموارد المياه العذبة ولا أغنى دولة في المنطقة


من ناحية أخرى، ليس فقط دول المنبع، ولكن أيضاً دول المصب مسؤولة عن استخدام المياه العابرة للحدود بطريقة فعّالة ومستدامة وعليها التصدّي لتحديات المياه التي تواجهها والتي تنبع أساساً من عدم الكفاءة في إدارة المياه والممارسات الزراعية.
- أما بالنسبة إلى محطة مياه علوك، فتقع قرب بلدة رأس العين الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية. تدعم تركيا الجهود الشاملة التي تبذلها السلطات المحلية لضمان تشغيل المحطة بشكل سليم.
- قطع حزب العمال الكردستاني/ وحدات حماية الشعب الإرهابية عن عمد، المصدر الوحيد للطاقة الكهربائية في رأس العين والذي يأتي من سد تشرين عبر محطتَي كهرباء مبروكة والدرباسية. تم تسجيل 97 حالة انقطاع للتيار الكهربائي منذ بداية العام الحالي فقط.
- يتم توفير المياه من محطة مياه علوك إلى محافظة الحسكة من خلال مضخات المياه التي تعمل بالطاقة الكهربائية. قطع التيار الكهربائي من قبل حزب العمال الكردستاني/ وحدات الشعب، يعيق التشغيل السليم لمحطة المياه ويقيّد إمدادات المياه إلى الحسكة.
- إن حادث انقطاع التيار الكهربائي الأخير الذي أثّر على تشغيل محطة علوك في 18 نيسان سببه عطل في محطة كهرباء الدرباسية، التي تقع خارج منطقة سيطرة المعارضة. بعد إتمام أعمال التصليح في الشبكات الكهربائية، استأنفت محطة علوك عملياتها في 24 نيسان، حيث أعادت إمدادات المياه إلى الحسكة. ومع ذلك، فإن محطة المياه تعمل حالياً بقدرة منخفضة بسبب عدم كفاية إمدادات الطاقة الكهربائية وانخفاض فلطية التيار الكهربائي.
- إن كل المزاعم التي لا أساس لها من الصحة تنبع من حملة تشهير من قِبَل حزب العمال الكردستاني/ وحدات حماية الشعب الإرهابية، بهدف التغطية على أنشطتها الإرهابية في شمال شرق سوريا. إن حزب العمال الكردستاني/ وحدات حماية الشعب هو نفسه الذي يرتكب جرائم ضد الإنسانية منتهكاً كل حق من حقوق المدنيين السوريين الخاضعين لسيطرته. كما أنه يشكّل تهديداً خطيراً على أمن تركيا القومي.
إن تجاهل هذه الحقائق وإلقاء اللوم على تركيا في الادعاءات الملفّقة ليس سلوكاً أخلاقياً ومنصفاً، ولا نهجاً بنّاءً لخدمة السلام والأمن في المنطقة.
في ضوء ما سبق، أرفق طيّاً تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بتاريخ 28 نيسان 2021 حول الوضع في محطة مياه علوك كمصدر دولي ومستقلّ لاستكمال هذه الرسالة.

مكتب السفير

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا