عمان | تبدو سيرة الأمير حمزة (1980)، الأخ غير الشقيق للملك عبد الله، والابن الأكبر للملكة نور (آخر زوجات الملك حسين)، كقصّة أمير اختُطف منه قدَر المُلك على حين غرّة. فقد تربّى حمزة ليصير ملكاً، وهو يجيد العربية خلافاً لعبد الله، ويعرف الوضع الداخلي والعادات والتقاليد جيداً، كما أنه ابن المؤسّسة العسكرية... إلى أن أحاله عبد الله الثاني على التقاعد في 2018.
في حفل الزواج الثاني للأمير حمزة (وسط) سنة 2012 (أ ف ب )

تبوّأ حمزة ولاية العهد بعد التغييرات التي جرت قبيل وفاة أبيه في 1999، ثمّ نُقلت ولاية العهد من الأمير حسن إلى الأمير عبد الله، وعندما تسلم الأخير الحكم، آلت ولاية العهد تلقائياً، ووفق وصية حسين، إلى الأمير حمزة حتى 2004، عندما سحب أخوه الملِك الولاية منه ليبقى المنصب شاغراً حتى 2009، ثمّ يُعلَن رسمياً الأمير حسين بن عبد الله وليّاً للعهد. صراع العائلة هذا بقي في الدوائر الضيقة، ولم ينعكس في تحرُّك رافض على الأرض أو بين مكوّنات العشائر كما يعتقد غير الأردنيين، فهذا شأن داخلي لمؤسّسة العرش لا يتدخّل فيه أحد، ولا سيما أن الأمور لم تأخذ منحًى عنيفاً.
منذ ذلك الوقت، لم يلعب الأمير حمزة دوراً سياسياً، وبقيت تصريحاته وتغريداته في أطر تحاكي الجانب العاطفي لأهل الأردن، لكونهم عموماً غير مسيّسين. كما ليس ثمّة مواقف واضحة له بخصوص التطبيع والعلاقة مع إسرائيل والوجود الأميركي في المملكة، سوى ما تتناقله مصادر غير دقيقة. مع هذا، ظَلّ ينشط في زيارات ميدانية للعشائر، أبرزها إلى أهالي المتوفّين في حادثة مستشفى السلط أخيراً. حتى إن زيارته بلا ترتيبات وحرس سَرقت الأنظار من أخيه الملك الذي توجَّه بالزي العسكري يوم الحادثة إلى المستشفى. أمّا آخر ظهور له، فكان في ضيافة عشيرة الحويطات التي لها امتداد في السعودية، حيث عمدت السلطات هناك إلى تجريف بيوت بعض أبنائها ومصادرة أراضيهم، في إطار تنفيذ مشروع «نيوم»، الذي يُعدّ باسم عوض الله جزءاً من فريقه. والأخير رُبط اسمه مع حمزة في التخطيط لحدث «يُهدّد الأمن والاستقرار» في الأردن.
يشار إلى أن الأمير حمزة تزوّج مرتين، الأولى بالأميرة نور من أفراد العائلة، إذ كان جدّها نايف بن عبد الله الأول (الأخ غير الشقيق للملك طلال) وليّاً للعهد زمن طلال، وقد انفصل عنها لتتزوَّج بعده برجل أعمال سعودي. أمّا الزوجة الثانية، بسمة العتوم، فهي من إحدى العشائر الصغيرة نسبياً في الأردن من محافظة جرش الشمالية.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا