في أول ظهور مباشر له أمام الجزائريين منذ أكثر من سنتين، أدلى الرئيس الجزائري المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة بصوته أمس، وهو على كرسي متحرك، في الانتخابات الرئاسية التي يبقى الأوفر حظاً للفوز فيها رغم متاعبه الصحية. وبثّ التلفزيون الحكومي صوراً لبوتفليقة وهو يدخل مكتب التصويت في الابيار في أعالي العاصمة الجزائرية، وهو على كرسي متحرك يدفعه أحد حراسه الشخصيين ويرافقه عدد من أفراد عائلته. وحيّا بوتفليقة المصورين وموظفي مكتب التصويت بدون أن يدلي بأي تصريح.

وغير بعيد عن حي الابيار، صوّت منافسه الأكبر علي بن فليس في حيدرة، حيث ذكّر بتحذيره من التزوير. وقال «إما أن العملية الانتخابية تكون نظيفة نقية غير مشوبة بالتزوير وتذهب الجزائر إلى المستقبل والأمان، وإن كان عكس ذلك فإن الأزمة ستتعمق»، مضيفاً «أعلموني أن التزوير بدأ في بعض الأماكن، وسأعلق على ذلك عندما تصلني كل المعلومات».
كذلك رأى بن فليس أن التغيير السلمي عبر الصناديق في «متناول الجزائريين من خلال هذا الاقتراع الرئاسي». وأضاف «أنا مقتنع اقتناعاً كاملاً بأن التغيير والتجديد السلمي عبر صناديق الاقتراع هو اليوم في متناولنا».
وتابع: «بلدنا على موعد فاصل مع تاريخه، موعد بالغ الأهمية بالنسبة لنا جميعاً لا ينبغي علينا أن نفوته على أنفسنا»، مشدداًً: «أستغل هذه الفرصة كي أجدد للمواطنين والمواطنات دعوتي إليهم كي يشاركوا بكثافة في هذا الاقتراع الحاسم، وعلى كل واحد منا أن يكون على اقتناع بأن التغيير الديموقراطي الذي نسعى من أجله، ونتطلع إليه يبدأ اليوم، وفي هذه الساعات التي تفصلنا عن نهاية هذا الاستحقاق الانتخابي الدقيق».
من جهته، أعلن وزير الداخلية الجزائري الطيب بلعيز أن نسبة المشاركة في انتخابات الرئاسة الجزائرية حتى الساعة الثانية من بعد الظهر بلغت 23.25% من إجمالي الناخبين المسجلين.
وأكد الوزير أن أعلى نسبة مشاركة سجلت في محافظة تيندوف في أقصى الجنوب الغربي وبلغت 45.94%، مشيراً إلى أن «الانتخابات تجري في ظروف جيدة، وهناك معلومات عن تزايد عدد الناخبين المقبلين على صناديق التصويت بعد الظهيرة.
من جهة أخرى، شابت حوادث متفرقة أمس الانتخابات الرئاسية الجزائرية، خاصة في البويرة جنوب شرق الجزائر، حيث اندلعت مشادات بين السكان الرافضين للعملية الانتخابية وقوات الدرك، ما أدى إلى سقوط 70 جريحاً، بحسب مصادر متطابقة.
واندلعت الأحداث مباشرة بعد فتح مراكز التصويت في الساعة السابعة بتوقيت غرينتش عندما حطمت مجموعة من الشبان صناديق الاقتراع في مناطق الرافور ومشدالة والصهاريج في البويرة، بحسب مصادر محلية.
وأدت المواجهات إلى سقوط 70 جريحاً، منهم 47 دركياً، نتيجة الاختناق بالغاز والرشق المكثف بالحجارة.
وتسببت الحوادث بتوقف عملية التصويت لبعض الوقت قبل استئنافها تحت حماية مكثفة من قوات الدرك.
إلى ذلك، اجتاحت موجة من السخرية موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» بعد ظهور بوتفليقة على كرسي متحرّك وهو يدلي بصوته في أحد مراكز الاقتراع في العاصمة الجزائرية.
ونشر رواد «فايسبوك» صورة لبوتفليقة لحظة إدلائه بصوته وكتبوا عليها «انتخبوا المُقعَد». وعلّق أحد الجزائريين ساخراً: «بوتفليقة من شدة حبه للكرسي وخوفه الشديد على فقدانه أخذه معه إلى مكتب التصويت».
(أ ف ب، الأناضول)




أعلنت الهيئة الإعلامية للمعارض الإسلامي علي بن حاج أمس أنه «تم اعتقاله من قبل الأمن خلال قيامه بجولة ملاحظة في عدد من مراكز التصويت في انتخابات الرئاسة بالعاصمة».
وقالت الهيئة، في بيان، «اعتقلت الأجهزة الأمنية الشيخ علي بن حاج اليوم (الخميس) بدون أي سبب أو مبرر قانوني، وذلك خلال قيامه بجولة ملاحظة على العديد من مراكز الاقتراع».
وأضاف البيان: «ليفاجأ وهو في طريقه إلى باب الواد (حي بوسط العاصمة) بتوقيف السيارة التي كان يركبها بدون أي مبرر قانوني ثمّ يتمّ اعتقاله رغم أنّه أخبرهم وشدّد عليهم أنّه لم ينزل حتى من سيارته، إلا أنهم أبوا إلا أن يواصلوا ظلمهم وعدوانهم ويقتادوه إلى مكان مجهول».
(الأناضول).