قبل ساعات من تَلقِّي رئيس حكومة العدو الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، النتائج عن تحقيقه تَقدُّماً في انتخابات «الكنيست» الرابعة، وإمكانية تشكيله حكومة ضعيفة بـ 61 مقعداً، وخلال زيارته مدينة بئر السبع المحتلّة، كرّرت المقاومة الفلسطينية مشهد هربه المُذلِّ من صواريخها، بعد إطلاق صاروخ واحد على المدينة التي كان فيها، وظهوره هارباً وسط حماية مشدَّدة، ما يعيد إلى الأذهان حادثة 2019. وأعلن جيش العدو سقوط صاروخ في منطقة مفتوحة في «غلاف غزة»، لكن وسائل الإعلام العبرية كذّبت الجيش، وأكدت أن صاروخاً واحداً على الأقل سقط في منطقة مفتوحة بعيدة من غزة وتبعد قرابة 40 كيلومتراً، وهو ما يناقض محاولة التقليل من الحدث، فيما لم يعلِن أيّ من الفصائل الفلسطينية مسؤوليته عن إطلاق الصاروخ.في شأن الانتخابات الرابعة ونتائجها الأولية، أظهرت العيّنات التلفزيونية التي تعكس نتائج قريبة من تلك الحقيقية تَصدُّر حزب «الليكود» بـ 31 ــ 33 مقعداً، وفوز الكتلة المؤيدة له بـ 53 ــ 54 مقعداً. وإذا أضيف إليهم حزب «يمينا» الذي نال 7 ــ 8 مقاعد، يصبح نتنياهو قادراً، من الناحية النظرية، حتى الآن، على تشكيل حكومة يمينية، وفقاً لهذه النتائج المفترضة. مع ذلك، ينبغي تأكيد أن هذه النتائج قد يتغيَّر بعضها وتؤدّي إلى بلورة صورة مغايرة. وفي المقابل، أظهرت العيّنات قَدراً من المفاجأة عندما تجاوز عدد من أحزاب الوسط واليسار نسبة الحسم، إذ نال «العمل» 7 مقاعد، فيما نال «أزرق أبيض»، الذي كانت الأضواء مسلّطة عليه لجهة إمكانية فشله في الدخول إلى «الكنيست»، 7 ــ 8 مقاعد. وبينما نالت «الصهيونية الدينية» 6 ــ 7 مقاعد، تراوحت مقاعد «ميرتس» بين 6 ــ 7 أيضاً. أما الأحزاب العربية، فتلقَّت صفعة قويّة ساهمت إلى حد كبير في التأثير في توزيع المقاعد التي خسرتها على بقية الأحزاب اليهودية، إذ تراجعت «القائمة العربية المشتركة» من 15 مقعداً في الانتخابات السابقة إلى 8 ــ 9 الآن، فيما لم تتجاوز «القائمة العربية الموحّدة» نسبة الحسم.
في كل الأحوال، ينبغي انتظار النتائج النهائية من أجل تكوين صورة أكثر ثباتاً ودقّة حول خريطة موازين القوى البرلمانية، وفي ضوئها، يمكن استشراف السيناريوات والخيارات الماثلة أمام نتنياهو؛ فكتلته، بالتحالف مع نفتالي بينت (يمينا)، قد تحصل على ما بين 60 إلى 61 مقعداً، وهو ما يمكّنه من تشكيل حكومة ضعيفة، أو يضطرّ إلى الذهاب نحو انتخابات خامسة. ومع ذلك، يُتوقّع أن تشهد مرحلة ما بعد الإعلان الرسمي للنتائج، حالة من التجاذب والمساومات والابتزاز، وخاصة إذا تأكَّد أن «يمينا» قادر وحده على ترجيح كفَّة نتنياهو في تشكيل حكومة يمينية صرف، الأمر الذي دفع هذا الأخير، ليلة أمس، إلى الاتصال ببينِت وإبلاغه بضرورة انتظار النتائج الرسمية. لكن الخطر الداهم الذي يواجه «بيبي» أنه في حال عجزه عن تشكيل حكومة خلال الأشهر الأربعة المقبلة، يمكن لرئيس الوزراء البديل، وزير الأمن، بيني غانتس، أن يكون رئيساً مؤقتاً للوزراء حتى عقد الانتخابات الخامسة.
كرّرت المقاومة مشهد 2019 حينما أُخليَ نتنياهو بسبب صاروخ


بالعودة إلى الصاروخ، قالت جيلي كوهين، وهي مراسلة قناة «كان»، إن إطلاقه تجاه بئر السبع جاء بعدما زار نتنياهو المدينة، يذكّر بحادثة أسدود عام 2019، مشيرة إلى أنها المرّة الأولى التي يطلق فيها صواريخ من غزة خلال الانتخابات العامة الإسرائيلية. وصبّ «صاروخ» غزة جام الانتقادات على نتنياهو من خصومه، إذ قال بينت: «حماس تضحك على ضعف نتنياهو، أطلقوا صاروخ غراد قرب بئر السبع أثناء زيارته... بيبي يخضع لحماس». أما المنشقّ عن «الليكود»، جدعون ساعر، فقال: «في الحملة الانتخابية عام 2009، وعد نتنياهو بإطاحة حكم حماس في غزة، وهو الآن يعطيهم اللقاحات حتى دون أيّ معلومة تدلّ على حياة الأسرى الإسرائيليين في غزة ودون إعادة الجنود... لا عجب أنهم يسخرون منه ومنّا».



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا