إذا لم يحصل اي طارئ فإنه من المرجح أن تكون قضية اختطاف السفير الأردني في ليبيا فواز العيطان قد انتهت على خير باطلاق سراحه. فحتى وقت متأخر من ليل أمس كانت المعلومات المتناقلة عن مصادر دبلوماسية أردنية أن الجهات الخاطفة لسفير عمان في ليبيا ستطلق سراحه «خلال ساعات قليلة». وأضافت المصادر في تصريحات لوكالة «الأناضول» أن العملية المرتقبة لإطلاق سراح السفير فواز العيطان، تأتي بعد «جهود الحكومتين الأردنية والليبية في ذلك»، دون تحديد هوية الخاطفين.

ولفتت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، إلى أن «وفداً أردنياً رفيع المستوى توجه للعاصمة الليبية طرابلس بعد اختطاف السفير بوقت قليل للعمل مع الليبيين لاطلاق سراحه».وكان العيطان تعرض واثنان من مرافقيه للاختطاف، صباح أمس، وأصيب سائقه بجروح إثر تعرضهم لهجوم من قبل مسلحين مجهولين بالعاصمة الليبية طرابلس.
وكشفت وزارة الخارجية الليبية عن أن مسلحين ملثمين خطفوا سفير الأردن لدى ليبيا فواز العيطان في طرابلس أمس، بعد أن هاجموا سيارته وأطلقوا النار على سائقه. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الليبية سعيد الأسود، إن السائق نجا ونقل إلى المستشفى. وأضاف إن الوزارة لم تتلق أي مطالب من الخاطفين.
وأردف قائلاً إن وزارة الخارجية ليس لديها ما يمكن أن تؤكده في ما يتعلق بأسباب خطف السفير. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن ذلك.
وأبلغ رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور، البرلمان بأن العيطان خُطف من سيارته أثناء مغادرته منزله، ولكن لم تعرف هوية مرتكبي الهجوم، مضيفاً «إن الحكومة تحمل الجهة الخاطفة التي لم تعرف هويتها بعد مسؤولية سلامة السفير، وستتخذ كل الإجراءات المناسبة للحفاظ على حياته وإطلاق سراحه». وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، إن «البعثة الأردنية في نيويورك ستطلب من مجلس الأمن الدولي إصدار بيان يدين اختطاف السفير الأردني بليبيا فواز العيطان». وأعرب جودة.
وأعرب جودة عن «رفضه الشديد لهذا الحادث الذي استهدف المملكة الأردنية الهاشمية وتمثيلها الدبلوماسي بليبيا». وأضاف جودة أن «كل كوادر وزارة الخارجية وبالتنسيق مع كل الأجهزة المعنية والمؤسسات المعنية في اجتماع دائم، منذ وصول الخبر ونتابع الموضوع مع كل الجهات المعنية بتفاصيله وحسب تطورات الأحداث»، لافتاً إلى أن «هذا الحادث يشكل منعطفاً خطيراً». وفيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث، رجّح مسؤول حكومي رفيع في الأردن أن تكون جماعات جهادية تقف وراء اختطاف السفير الأردني في ليبيا، فيما قالت وسائل إعلام ليبية محلية إن الجهة الخاطفة هي جماعة «أنصار الشريعة الإسلامية» لمقابلته بمعتقل من أعضائها.
وقال المصدر إن «الاحتمال الأكبر أن تكون جماعات جهادية وراء عملية الاختطاف، وذلك للضغط على الحكومة الأردنية للإفراج عن معتقلين ينتمون إلى هذه الجماعات»، مشيراً إلى أن الأردن ينتظر إعلان هذه الجماعات، أسباب الاختطاف، ومطالبها، وإمكانية تنفيذها. وكان الأردن قد اعتقل في أوقات سابقة ليبيين ينتمون إلى جماعات «جهادية»، ولا توجد إحصائية بعدد المعتقلين الليبيين في السجون الأردنية.
إلى ذلك، أطلقت منظمة «تجمع لأجلك ليبيا» مبادرة المصالحة الوطنية من تونس بهدف إقناع العائلات الليبية النازحة بالعودة إلى بلادها.
وقال عضو المنظمة محمد النمار إن «تجمع لأجلك ليبيا، يطلق مبادرة المصالحة الوطنية من تونس لإقناع العائلات الليبية التي غادرت البلاد، ومنها العائلات التابعة للنظام القديم (نظام الرئيس السابق معمر القذافي) منذ ثورة 17 فبراير بالعودة للوطن و حل كل مشاكلها».
والتجمع من أجل ليبيا (غير حكومي) يضم قيادات من ثوار يمثلون أغلب المناطق في ليبيا على غرار مصراتة والزنتان والتبو.
(لأناضول، رويترز)