ليس كل عناصر القسام يقبلون المشاركة في اشتباكات داخلية. قد لا يقتنع المطلعون على التيارات الإسلامية عموماً والإخوانية خصوصاً، كحماس، بوجود مثل هذه النماذج، لأن نظام البيعة المعتمد من كل عنصر إلى أميره ثم من يعلوه وصولاً إلى قمة الهرم، يستلزم طاعة العناصر كل الأوامر التي تصدر إليهم.رغم ذلك، هناك عشرات من كتائب القسام رفضوا خلال أحداث نيسان 2007 المشاركة في الاشتباكات ضد السلطة الفلسطينية وعناصر الأمن التابعين لحركة فتح. هؤلاء يقولون إنهم لم يُفصلوا من الكتائب، لكنهم حُرموا بعد ذلك كثيراً من الامتيازات التي جناها أولئك كالترقيات التنظيمية والسيارات وعلاوات مالية. ومع أنه لم ينظر إليهم بعين الشك بناءً على إخلاصهم في مواقف كثيرة، فإن رفضهم يوماً ما أوامر عسكرية لا يزال نقطة سوداء في سجلهم الداخلي.
على المنوال نفسه، يقول (أ.أ.)، الذي رفض أوامر بتولي مهمة قنص في أحداث الانقسام الداخلي قبل أعوام، إنه وبعض رفاقه يرون أن أي اشتباك داخلي مع فصيل مقاوم يخالف ما تربوا عليه، وهو مقاومة الاحتلال فقط.

لا ينكر القسامي الذي رفض ذكر اسمه خوفاً من المساءلة أن مبدأ الطاعة مهم وإلزامي، ويضرب لـ«الأخبار» مثالاً على ذلك، ما حدث لصحابة النبي حين خالفوا أوامره في معركة أحد. لكن لا مجال للمقارنة في رأيه بين النبي وقيادته، فالأخيرة قد تخطئ في بعض الأحيان، «أو قد تقع تحت ضغوط ظروف سياسية وإقليمية تجعلها تتخذ قرارات غير مناسبة في لحظات حرجة».
«لو أمرنا برفع السلاح ضد الجيش المصري، فلن نفعل، فكيف برفاق المقاومة في الأجنحة العسكرية كسرايا القدس أو كتائب الأقصى»، يقول رفيق (أ.أ). ويضيف لـ«الأخبار»: «كنا نعلم أن الحديث عن هجوم مصري على غزة شائعات يطلقها الإعلام المصري، لكننا نرفض أي مواجهة مع غير إسرائيل»، شارحاً أن بعض التصرفات الفردية بين عناصر التنظيمات قد تؤدي إلى إشكالات مرحلية يجري تجاوزها.
واستدل العنصر القسامي على ذلك ببعض الحوادث الأخيرة بين الشرطة التابعة لحكومة حماس وسرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي، ذاكراً أن أغلب الأحداث يجري تطويقها ومنع تفاقمها وتحولها إلى مواجهة.
أما عن شعوره حين يخوض فصيل دون القسام مواجهة عسكرية ضد إسرائيل، فيعلق: «تكون أيدينا جاهزة على الزناد بانتظار أمر القيادة السياسية والعسكرية. لا يظن أحد أننا نكون مرتاحين حين يقتل أحد من أبناء شعبنا، لكن يجب علينا التزام توجيهات قيادتنا».
هذا كله لا ينفي عن القسام وحماس الانضباطية العالية التي يتحلى بها العناصر والتزامهم أوامر القيادة السياسية، كذلك يعمل جزء من القيادة السياسية على لجم أي إشكالية ميدانية من باب الحرص على الحلول دون اللجوء إلى السلاح. يشار إلى أن أي حالة احتقان بين حماس والجهاد الإسلامي تفتح باباً لحركة فتح تستغله مواقعها الإعلامية للإشارة إلى «ظلم حماس ونفيها باقي المكونات الفلسطينية»، فضلاً عن أنه يخدم إسرائيل أولاً.