لم يعد الحديث عن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا وقفاً على التسريبات الاعلامية وبضعة تصريحات هنا وهناك. مسألة «فبركة» أخصام دمشق اتهاماً للأخيرة باستخدام السلاح المحرّم دولياً، حضر في موسكو أمس على نحو أساسي. فبالتزامن مع إعلان منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن سوريا سلّمت ثلثي ترسانتها الكيميائية، عبّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قلق بلاده من الأنباء التي تحدثت عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، داعياً إلى إجراء تحقيق فوري في هذه المزاعم.
ورأى، في مؤتمر صحافي مع نظيره السوداني علي كرتي، أن «موسكو تحمّل جزءاً كبيراً من المسؤولية لمموّلي المعارضة المتطرفة التي لم تتوقف عن محاولات إحباط عملية نزع السلاح الكيميائي، وذلك من أجل خلق ذريعة جديدة كي تطالب بتدخل عسكري خارجي». وأعاد لافروف إلى الأذهان أنّ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 يطالب بالحيلولة دون وقوع الأسلحة الكيميائية ومكوناتها في أيدي أطراف غير حكومية، وبالدرجة الأولى في أيدي إرهابيين ومتطرفين.
بدورها، أكدت وزارة الخارجية السورية في رسالتين وجهتهما إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي أنّ «الدول الشريكة في التآمر على سوريا، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والسعودية، سعت منذ بداية الأزمة في سوريا إلى خلق الذرائع من أجل تبرير الاستمرار بالعدوان عليها...».وأضافت أنّه «وبعد مضي أقل من عام على هذه الجريمة الإرهابية (استخدام السلاح الكيميائي في غوطة دمشق) بدأت تتكشف الحقائق، حيث ظهر العديد من الدراسات والتقارير الموثقة التي أكدت تورط الإدارة الأميركية وتركيا ودول أخرى بشكل مباشر وغير مباشر في هذه الجريمة البشعة».
واشنطن: جهودنا للتنسيق مع
المعارضة مستمرة
وأوضحت الوزارة أن محاولة التغطية على مثل هذه الجرائم، وتوجيه الاتهامات إلى الحكومة السورية، ومحاولة اختلاق الذرائع وفبركتها، ستؤدي بالضرورة إلى تشجيع المجموعات المسلحة على استخدام مثل هذه الأسلحة المحرمة دولياً مرة أخرى. في المقابل، أكّد «وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة» المعارضة، أسعد مصطفى، أنّ السلطات السورية استخدمت قنابل تحمل غازات سامة، طوّرها خبراء إيرانيون في دمشق، في 7 مواقع، بينها خان شيخون وكفرزيتا وجوبر ورنكوس.
إلى ذلك، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أمس، أنّ سوريا سلّمت ثلثي ترسانتها الكيميائية تقريباً، مؤكدة أن على دمشق «زيادة» وتيرة عمليات التسليم وحجمها. وأفادت المنظمة، في بيان، أنّ «الحكومة السورية قامت بعملية التسليم الثالثة عشرة لمواد كيميائية شحنت على متن سفن شحن لنقلها خارج سوريا»، وأنه «بعملية التسليم هذه ترتفع الى 65,1% نسبة المواد الكيميائية التي نقلت من سوريا».
في سياق آخر، أعلنت واشنطن أنّها لا توافق الرئيس السوري بشار الأسد تحليله أن النزاع السوري يمر حاليا بـ«مرحلة انعطاف» لصالح نظامه، مشيرة إلى أن ما يجري هو «حرب استنزاف». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، جنيفر بساكي، إنّ «تحليلنا يبقى على حاله، وإن ما من طرف استطاع أن يحرز أو أن يحافظ على مكاسب مهمة». وأضافت أنّ «جهودنا للتنسيق مع المعارضة مستمرة».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)