صنعاء | انشقّ عدد من الكتائب العسكرية التابعة لقوّات الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، وأعلنت ولاءها لقوّات الجيش و«اللجان الشعبية». انشقاق جاء في أعقاب إعلان المئات من المقاتلين القبليّين في جبهة العبدية جنوبي مأرب، تخلّيهم عن القتال في صفوف قوات هادي، وتسليم المواقع العسكرية كافة في هذه الجبهة إلى قوات صنعاء، في موازاة استقبال «المركز الوطني للعائدين» التابع لوزارة الدفاع في حكومة الإنقاذ، الأسبوع الماضي، كتيبة عسكرية من الميليشيات الموالية للإمارات في الساحل الغربي. في هذا الإطار، أكّدت مصادر عسكرية وصول 150 جندياً وضابطاً إلى مدينة الحديدة بعد انشقاقهم عن ميليشيات طارق صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح. وأشارت المصادر إلى أن الانشقاقات العسكرية في صفوف الميليشيات الموالية لأبو ظبي في الساحل الغربي، متواصلة من دون توقّف، إلّا أن انشقاق الكتيبة هذه يُعدُّ الأكبر منذ سنوات في جبهة الساحل.وكشفت صنعاء التي أبقت باب العفو العام مفتوحاً، هشاشة البناء التنظيمي لتلك القوّات من الداخل، بعدما تمكّنت من اختراقها استخباراتياً، وهو ما أثار رعب قيادتها التي غلب على تعاملها مع القيادات الميدانية في مختلف الجبهات المناهضة لقوات الجيش و«اللجان الشعبية» الشكّ، وتسبّب في أزمة ثقة بين قيادة تلك الميليشيات ودول تحالف العدوان. واستقبلت السلطة المحلية في محافظة الحديدة، الخميس الماضي، قائد الكتيبة السادسة في ميليشيات «حرّاس الجمهورية»، المقدّم يحيى عريك، برفقة ما يزيد على 150 فرداً بكامل عتادهم العسكري. وخلال لقائهم محافظ الحديدة، محمد عياش قحيم، رحّب هذا الأخير «بصفّ ضباط وأفراد الكتيبة المنشقّة من أبناء تهامة، وعودتهم إلى صف الوطن»، وأشاد «بكل الأحرار ممّن لا يزالون في صف الطرف الآخر، ويعملون بشكل كامل مع الجيش واللجان الشعبية في تسهيل عودة الكثير من المغرر بهم وتسليم المواقع والسلاح، بعمليات مدروسة وتنسيق مسبق مع شُعب الاستخبارات العسكرية في الساحل الغربي». وانضمّ إلى هؤلاء 140 فرداً عسكريّاً من محورَي «آزال» و«حرس الحدود»، أعلنوا انشقاقهم، يوم أمس، عن قوّات هادي، وتوجّههم إلى صنعاء.
قدّرت مصادر عسكرية أعداد المنشقّين عن قوات هادي وميليشيات العدوان بـ 10 آلاف جندي وضابط


وقدّرت مصادر عسكرية أعداد المنشقّين عن قوات هادي والميليشيات التابعة لدول العدوان بشكل مباشر، في الأشهر الماضية، بـ 10 آلاف جندي وضابط. لكن مصدراً عسكرياً مسؤولاً في صنعاء، أكّد، لـ«الأخبار»، أن أعداد المنشقّين الذين تواصلوا مع «المركز الوطني للعائدين» تتجاوز الـ 6 آلاف، مشيراً إلى «عودة الآلاف بطرق غير رسمية، إذ يعود الكثير من هؤلاء إلى مناطقهم بعد التواصل مع شخصيات اجتماعية في نطاق القرى والعزل، وبضمانات زعماء القبائل».
ويعدُّ التعامل الدوني والفساد المستشري وانعدام الثقة في صفوف القوات الموالية للتحالف السعودي - الإماراتي، فضلاً عن تصاعد الصراعات الداخلية في معسكراته، والانتهاكات التي يتعرّض لها المقاتلون في صفوفه، من أبرز دوافع الاستنزاف في تلك الجبهات. فحالة الصراع احتدمت في أوساط الموالين للإمارات في الساحل الغربي، خصوصاً بين ميليشيات طارق صالح من جهة، وميليشيات ما يسمّى بـ«المقاومة التهامية» وميليشيات «العمالقة» الجنوبية من جهة ثانية، ووصلت إلى حدّ المواجهة العسكرية بالأسلحة المختلفة وتبادل الاختطافات والاغتيالات. وتعيش جبهات الحدّ الجنوبي للمملكة حالة تصادم بين مقاتلين من المرتزقة اليمنيين وبين الجانب السعودي الذي يتهرّب من صرف أجور تلك الميليشيات منذ أشهر. ونتيجةَ تصاعد الاحتجاجات في أوساط معسكرات المجندين اليمنيين المغرّر بهم، ارتفعت أعداد المعتقلين من قِبَل القوات السعودية، ما أدّى إلى عودة المئات للانضمام إلى صفوف قوات صنعاء. كذلك، أدّى صراع النفود والسيطرة المحتدِم وسط أروقة وزارة دفاع هادي بين الموالين للإمارات وآخرين موالين لـ«الإصلاح»، إلى تصدّع تلك القوات وانشقاق المئات عنها. وتفيد مصادر مطّلعة في صنعاء، بأن أعداد المنشقّين في جبهات الحدّ الجنوبي، احتلت المرتبة الأولى من إجمالي المنشقين، يليهم المنشقون عن ميليشيات طارق صالح في جبهة الساحل الغربي، فيما يحتلّ المنشقون عن جبهات مأرب والجوف المركز الثالث.
وخلال الأسبوعين الماضيين، عاد المئات من المجندين في صفوف قوات هادي من جبهات مأرب، وأعلنوا انشقاقهم عن تلك القوات وانضمامهم إلى صنعاء. في هذا السياق، أكّدت مصادر محلية في مأرب انشقاق قيادات عسكرية رفيعة من اللواء 159 مشاة المموّل من السعودية بعشرات الملايين من الريالات في جبهة مراد. ووفق المصادر، فقد انشق القيادي العسكري في قوات هادي في جبهة العبدية جنوبي مدينة مأرب، العميد بوجخ الحجوري، قائد ما يسمّى بـ«مقاومة حجر» في هذه الجبهة، وأعلن انضمامه مع العشرات من قواته إلى صنعاء بعد تسليمه المواقع العسكرية كافة التي كان يسيطر عليها، وما بحوزته من عتاد وسلاح. وتزامن ذلك مع إعلان جميع أبناء قبيلة «آل ثابت» في جبهات جنوبي مأرب انشقاقهم عن قوات هادي. هذه الانشقاقات الجديدة عن القوات الموالية لتحالف العدوان، شملت قيادات عسكرية رفيعة المستوى والمئات من المجندين من جبهات الجوف أيضاً. ووفقاً لمصادر في هذه المحافظة، فإن عدداً من الكتائب انسحب من مواقعه في جبهة برفا الواقعة في نطاق مديرية خب والشعب القريبة من الحدود السعودية. ويأتي هذا الانشقاق الكبير في الجوف عقب انشقاق لواء العز العسكري في هذه الجبهة بكامل أفراده وعتاده، وانضمامه إلى صفوف قوات الجيش و«اللجان الشعبية».