اقتحم ناشطون مناهضون للحرب على اليمن، للمرّة الأولى، المجال الذي ينشط فيه عادةً النظام السعودي لدى مخاطبته الرأي العام الغربي، من خلال تعاقده بمبالغ طائلة مع شركات علاقات عامة وكبريات الصحف ووسائل الإعلام الأخرى للترويج لأفكاره وسياساته وتبريراته للعدوان على اليمن. في هذا الإطار، نُظمّت تظاهرات ووقفات احتجاجية في العديد من العواصم العالمية، وعلى رأسها واشنطن ولندن الداعمتان الرئيستان لهذه الحرب. وبدأ فكرة «اليوم العالمي من أجل اليمن»، كل من جيرمي كوربن، الرئيس السابق لـ»حزب العمال» البريطاني، والمعروف بمعارضته الشديدة للحرب وتمويل السعودية لها، والمرشّح السابق للانتخابات الرئاسية الأميركية، بيرني ساندرز.وحقّقت حملة إلكترونية للتضامن مع اليمن، يوم أمس، صدى واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما نجحت في استقطاب تعاطف دولي وعربي. وتصدّرت الحملة قائمة «الترندات» العالمية، حيث شارك آلاف المستخدمين وسم #dayofaction4yemen، مطالبين بسرعة إنهاء الحرب ورفع الحصار عن اليمن. كما دعا هؤلاء بلدانهم إلى وقف تسليح الدول المنضوية في إطار هذه التحالف.
بدأ فكرة «اليوم العالمي من أجل اليمن» كلّ من جيرمي كوربن وبيرني ساندرز


في موازاة انطلاق أكبر حملة دوليّة تنادي بوقف الحرب على اليمن، شارك فيها أكثر من 300 منظّمة دولية، وسياسيون من مختلف أنحاء العالم، دفع تحالف العدوان السعودي وكلاءه إلى إطلاق حملة مضادة، تزعم أن «أنصار الله» تقف خلف هذه الدعوات. حملةٌ توحّد خلفها جميع الوكلاء المحليين المتخاصمين، ليطالبوا واشنطن بإبقاء الحركة ضمن لوائح الإرهاب، وتصعيد الحرب في اليمن. واللافت أيضاً أن جماعة «الإخوان المسلمين» المصنّفة هي الأخرى في قوائم الإرهاب السعودية، شاركت في الحملة المضادة؛ إذ سُجِّل حضور «حزب الإصلاح» (إخوان اليمن) بفروعه الثلاثة (فرع الرياض، وفرع الدوحة، وفرع أنقرة)، بقوّة، وعلى رأس مغرّديه رئيس الهيئة العليا للحزب، محمد عبد الله اليدموي، الذي قال: «أنصار الله منظمة إرهابية»، لتتبعه جميع قيادات الصفَّين الأول والثاني، وناشطو الحزب على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أطراف «الشرعية» كافة. الحملة المضادة برّرت أيضاً بأن قرار إدراج «أنصار الله» في لوائح الإرهاب الأميركية، استثنى المنظمات الإنسانية والإغاثية. غير أن تلك المنظمات قالت بوضوح، في بيان أصدرته حول الإعفاءات التي استثنتها وزارة الخارجية الأميركية في إدارة ترامب، إن التراخيص الممنوحة ليست كافية للبنوك الدولية وشركات الشحن والموردين الذين ما زالوا يواجهون خطر الوقوع في مخالفة القوانين الأميركية. ونتيجة لذلك، من المرجّح أن يشعر الكثيرون في القطاع التجاري بأن الخطر أكبر من أن يستمروا في العمل في اليمن، وفقاً للبيان. ومن بين الموقّعين عليه: «منظمة ميرسي كوربس»، و»المجلس النروجي للاجئين»، و»أوكسفام»، و»منظمة سايف ذا تشيلدرن»، و»لجنة الإنقاذ الدولية». ومن خلال متابعة الحملة المضادة، يتبيّن أن الذباب الإلكتروني السعودي شارك بكثافة عالية.
وتزامناً مع المسيرات المليونية التي نفّذها الشعب اليمني، يوم أمس، في المحافظات الشمالية كافة، نظّم ناشطون في عشرات البلدان حول العالم، منها: الولايات المتحدة، وكندا، وتشيلي، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وبولندا، وإسبانيا، وسويسرا، وأوستراليا، وبنغلادش، والهند، وغيرها من الدول، تظاهرات ووقفات احتجاجية مندّدة بالعدوان على اليمن، ومطالبة برفع الحصار المفروض عليه منذ قرابة سبع سنوات. كما عُقد اجتماع موسّع على شبكة الإنترنت حضره أكثر من 700 شخص من 620 منظمة على مستوى العالم للوقوف ضدّ العدوان.
وسبق تلك الفعاليات صدور بيان مشترك عن 300 منظمة دولية، يطالب بسرعة إنهاء الحرب التي أدّت إلى مقتل عشرات آلاف اليمنيين وتدمير البلد. واستشهد البيان بما وصفته الأمم المتحدة بأنه أكبر أزمة إنسانية على الأرض، حيث يقبع نصف سكان اليمن تحت تهديد المجاعة. وأشار البيان بوضوح إلى الولايات المتحدة كطرف محارب أضرّ عن قصد بشعب اليمن على مدى السنوات الست الماضية، خاتماً بالقول إن الحرب لا تزال مستمرّة، لأن الدول الغربية تقوم بتسليح السعودية، وتواصل الإسناد العسكري والسياسي والتسويقي للحرب.