«رمز المقاومة السورية. رجلٌ يحلم بالديموقراطية والحرية والسلام، ليس فقط داخل سوريا، وإنما أيضاً بين سوريا وجارتها الجنوبية، إسرائيل». هكذا قدّم موقع «والاه» الإسرائيلي المعارض السوري كمال اللبواني الذي «يجول العالم محاولاً تجنيد الدعم الدولي لنضال الشعب السوري ضد نظام الرئيس (بشار) الأسد، من جهة، والجهاد العالمي، من جهة أخرى». مناسبة التقديم هي مقابلة أجراها الموقع الإخباري الإسرائيلي مع اللبواني الذي «بعد أن خاب أمله من كل دول العالم تقريباً، توجه الآن إلى إسرائيل».
في مقابلته يكشف اللبواني عن وجه آخر لـ«الثورة السورية» هو أنها «أوجدت فرصة تاريخية للسلام بين الشعبين (الإسرائيلي والسوري). فلدينا أعداء مشتركون ومصالح متشابهة. هذا هو الوقت، وقد يصبح متأخراً في ما بعد». ويردف مفصّلاً نظريته حول السلام الممكن مع إسرائيل بالقول: «أنا أعتمد على المصالح المشتركة. الشعب السوري يريد إسقاط الأسد، لكنه لا يريد أن تحلّ مكانه المنظمات الإرهابية المتطرفة. وهذا أيضاً من مصلحة إسرائيل: التخلّص من الأسد، حليف إيران وحزب الله، لكن أيضاً منع صعود القاعدة». ويضيف: «الطريق الوحيدة للقيام بذلك هو دعم المعارضة السورية المعتدلة. العالم فشل في سوريا، لكن قد تكون إسرائيل على وجه التحديد هي الدولة المستعدة لتحمل المسؤولية والقيام بالأمر الصحيح». لماذا إسرائيل؟ يرى اللبواني أنّ «العالم اليوم يعلم ما يجري في سوريا ولا يحرّك ساكناً. وأنا أعتقد أنكم أنتم اليهود بإمكانكم فهم هذا الأمر». وفي سياق استدراجه التدخل الإسرائيلي، لا ينسى المعارض السوري أن يشكو على مسامع محاوريه من الإسرائيليين «خيبة الأمل الكبيرة للشعب السوري من الرئيس الأميركي باراك أوباما. فإدارته تقف جانباً في حين يتم إرتكاب مجزرة بحق الشعب السوري وتدمر دولته».
ويبسّط اللبواني رؤيته للتعاون مع إسرائيل كالتالي: «الأسد يحصل على دعم كبير من حزب الله وإيران، في حين أن المنظمات الإرهابية لديها مصادر تمويل ودعم واسعة. والشعب السوري عالق في الوسط. نحن لا يمكننا أن ننتصر بقوانا الذاتية على إيران والقاعدة. نحتاج إلى مساعدة كبيرة لم تصل إلى الآن. أنا أعتقد أنه توجد لدينا مصالح مشتركة مع الشعب الإسرائيلي. فإيران وحزب الله والقاعدة أعداء مشتركون لكل من إسرائيل والشعب السوري، ويجب علينا أن نتعاون ضدهم».
خلال المقابلة، يستحضر موقع «والاه» ما يصفه بـ«الإقتراح الثوري» الذي أثاره اللبواني قبل أسابيع، والذي يقوم على التعاون العلني بين المعارضة السورية وتل أبيب «خلافاً لجهات في المعارضة السورية والعالم العربي ممن يقيمون علاقات مع إسرائيل بالسر فقط». ولدى سؤاله عن الإنتقادات التي تعرض لها جراء هذا الإقتراح الذي تضمن دعوة إسرائيل، في إحدى المقابلات التي أجراها مؤخراً، إلى فرض منطقة حظر جوي في جنوب سوريا من أجل مساعدة المعارضة على السيطرة على المنطقة، يجيب اللبواني «هناك الكثيرون في سوريا ممن يدركون أن الواقع في الشرق الأوسط تغير. كل المفاهيم التي تربينا عليها تغيرت. الشريك تحول إلى عدو، وبالعكس. الكثير من الشعب السوري مستعد لبحث حلول جديدة».
وماذا عن هضبة الجولان؟ يسأله المراسل الإسرائيلي. يجيب اللبواني «كان هناك من حاول تشويه أقاويلي التي أدليت بها إلى الصحافة العربية والإدعاء بأنني اقترحت بيع الجولان لإسرائيل. هذا غير صحيح. أنا أعتقد بأن علينا أن نجد سوياً حلاً لمسألة الجولان بالإستناد إلى القرارات الدولية. الجولان يمكن أن يتحول إلى منطقة صناعية وسياحية مشتركة. منتزه سلام دولي، من دون أن تكون هناك حاجة إلى إخلاء الإسرائيليين. في كل الأحوال، ثمة أمر واحد واضح: إذا انهارت سوريا أو تقسّمت إلى أربع دول، فلن يكون هناك من يطالب بالجولان. في هذه الحالة سنخسر كل سوريا والجولان أيضاً». ويضيف: «الحل الذي أقترحه هو إنقاذ سوريا وحل مسألة الجولان بالطرق السلمية. (...) ونحن نرى الآن كيف أن حزب الله يحاول التموضع هناك واستخدام المنظمات الإرهابية لمهاجمة إسرائيل».
الباحث الإسرائيلي بوموس
يحافظ على علاقات دائمة مع المعارضة السورية

ولا يقصر اللبواني دعوته إلى شراكة المصالح مع إسرائيل على «الشعب السوري» الذي يزعم أنه يمثله، بل يوسّع دائرة الدعوة لتشمل دولاً أخرى في المنطقة: «إسرائيل محاطة بدول سنية ترى في إيران تهديداً لأمنها. إيران هي السبب الرئيس لعدم الإستقرار في المنطقة. في كل مكان يوجد عنف، يمكن أن نرى التدخل الإيراني».
وبحسب الموقع الإسرائيلي، فإن المؤسسة الأمنية تتابع باهتمام تصريحات اللبواني، إلا أنها تحافظ على مسافة آمنة. «فالموقف الرسمي الإسرائيلي هو عدم التدخل في الحرب السورية، لكن مع ذلك فإن هناك محافل رفيعة المستوى في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعترف مؤخراً بأن إسرائيل تساعد المتمردين السوريين المعتدلين بطرق مختلفة، خصوصاً إنسانياً».
ويشير الموقع إلى أن الإسرائيليين الذين هم على علاقة بالمعارضة السورية يصفون اللبواني بـ «الرمز الحقيقي». وينقل عن رئيس حزب العمل الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، قوله «في حواراتي مع جهات في المعارضة السورية يتحدثون عن الرجل بإعجاب. هم يتحدثون عنه كما نتحدث نحن عن ناتان شارانسكي (معارض يهودي كان مسجوناً في الإتحاد السوفياتي)». كذلك ينقل الموقع شهادة الدكتور نير بوموس، «الباحث الإسرائيلي الذي يحافظ على علاقات دائمة مع المعارضة السورية»، إذ يرى في اللبواني «عاملاً موحداً في صفوف المعارضة السورية المشتتة. هم ينظرون إليه كرمز للثورة».