القاهرة | تستمر المطاردة بين الأجهزة الأمنية المصرية والجماعات المسلحة التي تنشط في أرض الكنانة. مواجهة لا يبدو أنها ستكون نهايتها قريبة، مع ما يتكشف يومياً من معطيات للأجهزة الأمنية عن مخططات للمجموعات في ضرب الاستقرار في مصر. مصادر أمنية كشفت لـ «الأخبار» أن «الاجهزة الاستخبارية والأمنية نجحت في رصد تحركات المجموعات «الإرهابية»، وإلقاء القبض على مجموعات منها داخل مدن وقرى الدلتا وعلى الحدود الشرقية والغربية والجنوبية لمصر».

وتدعي المصادر أن المقبوض عليهم التابعين للتنظيمات الإسلامية المسلحة، وابرزها تنظيم «أنصار بيت المقدس»، «اعترفوا بأن المخطط كان يقضي باستهداف المنشآت الحيوية، وفي الصدارة منها تفجير السد العالي، الذي وضعوه على أولويات الأهداف لتنفيذها، إضافة إلى استهداف عدد من الكنائس ودور العبادة ومنشآت تابعة لقوات الشرطة والجيش».
رصد مخططات التنظيمات ترافق مع إحالة النائب العام هشام بركات، «68 إرهابياً»، من بينهم محمد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري؛ على محكمة الجنايات، لاتهامهم «بإنشاء تنظيم إرهابي داخل مصر يستهدف منشآت الدولة والمواطنين».
جميع افراد هذا التنظيم والخلايا التكفيرية المنبثقة عنه، سواء الموجودة في سيناء، أو التي تنشط في عدد من محافظات الدلتا، تلقّوا تدريبات على يد قادة تنظيم «أنصار بيت المقدس» في سيناء، قبل أن يجري تخييرهم بين البقاء تحت لواء التنظيم، أو العمل ضمن كيانات منفصلة، بغرض ارباك الأوضاع داخلياً وعرقلة الانتخابات الرئاسية.
التنظيم والمجموعات المرتبطة به «وضعت في سلم أولوياتها استهداف الجيش والشرطة عبر كمائن مسلحة وتفجيرات بهدف ضرب هيبة الدولة في سيناء، واجبار القوات المسلحة على وقف عملياتها العسكرية في شبه الجزيرة» بحسب ما تقول المصادر الأمنية. تقارير الأجهزة المعلوماتية ذكرت أن تنظيم «أنصار بيت المقدس» نفسه، يلجأ إلى تأسيس كيانات موازية من أعضائه، ويمنحها أسماء وهمية، مستخدماً في ذلك شبكات التواصل الاجتماعي على موقعي «تويتر» و«الفايسبوك» بهدف تشتيت جهود الأمن للبحث عنهم.
وفي تعليق على ما يحصل في مصر، شددت مصادر عسكرية مطلعة لـ «الأخبار» على أن «مصر في أزمة حقيقية»، للاشارة إلى خطورة الفترة الدقيقة التي تمر بها البلاد، لأن «أجهزة الأمن والمعلومات أمام كارثة الجهل بعناصر الإرهاب الجديد» على حد قول المصادر. وأضافت المصادر إنه «رُصدت محاولات لتأسيس الجيش الحر في ليبيا، أو ما يسمى «الجيش المصرى للتحرير»، بمشاركة تنظيمي «الإخوان» و«القاعدة»، وتحت رعاية قطرية ـــــ تركية - ايرانية، بجانب وجود مخططات لاستهداف منشآت حيوية، منها مطار القاهرة الدولي، واقتحام السجون لتهريب قادة «الإخوان»، ونشر الفوضى بهدف تعطيل الانتخابات الرئاسية».
ووفق المصادر، فإن «مصانع في ليبيا تتولى صناعة الزي الخاص بالجيش المصري، وتوزيعه على أعضاء في الجيش الحر، لدخول البلاد خلال الفترة المقبلة، وتنفيذ تلك المخططات منتظرين الساعة الصفر التي تحددها الأجهزة الاستخبارية التي تحركهم».
ولفتت المصادر لـ «الأخبار» إلى أن المسؤول عن معسكرات الجيش الحر في لبيبا، شخص يدعى شريف الردواني، وأنه شارك في عمليات العنف المسلح في سوريا ولبنان وباكستان. وأن مسؤول الاتصال شخص يدعى إسماعيل الصلابي، وهو عضو في تنظيم «القاعدة»، وتجمعه اتصالات مع رئيس الاستخبارات القطرية غانم الكبيسي، والتقيا سراً في قطر، خلال الأشهر الماضية. وتابعت «كامي السيفي وإسماعيل الصلابي، عضوا تنظيم «القاعدة»، كانا على اتصالات بنائب المرشد العام لتنظيم الإخوان خيرت الشاطر، ولهما دور خاص في احداث فوضى قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة».
وأوضحت المصادر «أن الجيش الحر، يضم طلابا مصريين تمكنوا من الهرب إلى ليبيا، عبر الحدود، بمساعدة شخص يدعى أبو فهد الزاز، أحد القادة العسكريين الذين شاركوا في عمليات القتال في سوريا، ثم عاد إلى ليبيا»، مضيفة أن عناصر من تنظيم القاعدة انضموا إلى هذه المعسكرات تحت راية «سفيان الحكيم»، القيادي في القاعدة، ويجري مدهم بالسلاح والذخيرة من ليبيا عبر الحدود، فضلاً عن وجود ضباط قطريين في الأراضي الليبية، للاجتماع بالقادة المؤسسين للجيش الحر، وعلى رأسهم أبوعبيدة، أحد قادة «القاعدة» المشاركين في إعداد تلك المخططات، لمدة ساعتين في طرابلس، بأحد الفنادق الشهيرة.