حلب | تصاعدت وتيرة المعارك على جبهات حلب، أمس، في قوس امتد من جنوب شرق المدينة في العزيزة إلى محيطها الغربي باتجاه الشمال، وصولاً حتى حيّ بني زيد. وشهدت ضاحية الزهراء، غرب المدينة، أشرس المعارك بين الجيش السوري والجماعات الإسلامية، في استعادة للهجمات العنيفة التي شنّها المسلّحون نهاية عام 2012 على فرع «المخابرات الجوية».
وتمكّن المسلحون من اقتحام مبان عدة في منطقة غربي الزهراء، القريبة من فرع «الجوية»، أحد أهم المراكز الأمنية المهمة في حلب، وطردوا سكّانها.
وما لبثت وحدات الجيش السوري أن «تصدّت لهم بالنار وقضت على أعداد كبيرة منهم، بينما فرّ آخرون إلى منطقة الليرمون»، وفق مصدر عسكري لـ«الأخبار».
وأوضح المصدر أنّ «عشرات المسلحين لقوا مصرعهم خلال محاولتهم الدخول إلى حي غربي الزهراء، والسيطرة على مبان سكنية فيه بالقرب من ساحة النعناعي».
وإثر الهجوم الذي شنّه المعارضون، أرسلت تعزيزات عسكرية إلى المنطقة التي ترابط فيها مجموعات مختلفة من الجيش السوري و«الدفاع الوطني» و«كتائب البعث» و«لواء القدس» التابع لـ«الجان الشعبية» الفلسطينية في مخيم النيرب.
وأفاد مصدر في «اللجان» لـ«الأخبار» أنّ «مجموعة من اللجان حوصرت في جبهة غربي الزهراء _ صالات الليرمون، وسقط عدد من الشهداء والجرحى أثناء التصدي للجماعات الإرهابية التي تحاول اقتحام المنطقة».
وإلى الجنوب من الزهراء، شهدت ضاحية الراشدين لليوم الثالث على التوالي معارك عنيفة تركزت في محيط مدرسة «الحكمة»، حيث تحاول الجماعات المسلّحة السيطرة على المدرسة والتقدم باتجاه «أكاديمية الأسد» وضاحية الحمدانية. وتحوي ضاحية الحمدانية مراكز إيواء تضم عشرات آلاف النازحين الذين هجّروا من المناطق التي تسيطر عليها تلك الجماعات.
وفي السياق، قال مصدر معارض لـ«الأخبار» إنّ «غزوة الاعتصام مستمرّة باستخدام عدد كبير من المدرعات والآليات المصفحة الجديدة، وتم تحقيق خروقات في أكثر من منطقة في سوق الجبس وفي جمعية الزهراء، وقصف الكليات العسكرية بصواريخ الغراد».
في المقابل، استعاد الجيش جميع النقاط التي سيطر عليها المسلحون في اليوم الأول لـ«الغزوة». وعادت الحركة إلى طبيعتها على طريق حلب _ خناصر، المنفذ البري الوحيد للمدينة باتجاه العاصمة والمحافظات الأخرى، مع تسجيل محاولة تسلل واستهداف بقذائف المدفعية للطريق عند نقطة حاجز المجبل.
وشهد محور القتال في العامرية ـــ صلاح الدين محاولة تسلل عبر «الشارع 15» باتجاه جسر الراموسة لقطع الطريق المؤدي إلى خناصر وجنوب حلب، حيث تمكّنت وحدة من الجيش من صد الهجوم وإيقاع عدد من المسلحين بين قتيل ومصاب. كذلك امتدت الاشتباكات إلى البساتين الواقعة بين قريتي الشيخ لطفي والعزيزة جنوب شرق حلب.
بدورها، أكدت مصادر المعارضة أنباء تدمير مقر تابع لـ«تجمع فاستقم كما أُمرت» في حيّ الأنصاري، وهو مقر يضم غرفة عمليات ومستودعاً للذخيرة، حيث قتل عدد من عناصر المجموعة، وبينهم وكيلها مصطفى السلطان والقاضي «المنشق» عبد الحميد مزراب الذي ترك سلك القضاء وتحول إلى شيخ وانضم إلى «القضاء الشرعي».
إلى ذلك، تبنّت «غرفة عمليات أهل الشام» التي تضم كلاً من «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين»، قصف مبنى القصر البلدي أثناء زيارة وفد أممي للمحافظة، إلا أنّ معظم القذائف سقطت في محيطه، بينما لم توقع القذيفة التي أصابته خسائر في الأرواح.
وفي شمال المدينة، اندلعت اشتباكات عنيفة في محور بني زيد ـــ الأشرفية لتمتد إلى المدينة القديمة، من دون تغيير في مواقع سيطرة الطرفين.
في موازاة ذلك، كثّفت الطائرات الحربية غاراتها في ريف حلب، مستهدفة تجمعات المسلّحين في محيط السجن المركزي والمدينة الصناعية وعندان وحريتان وحيان.