قبل أسابيع من موعد الانتخابات الرئاسية السورية، يشيع الرئيس بشار الأسد جوّاً من التفاؤل أمام ضيوفه، يعكس حالة ارتياح على الصعيد السياسي والميداني، إذ قال مسؤول روسي إنّ الرئيس الأسد أكد خلال لقاء جمعهما في دمشق الأسبوع الماضي أن «المرحلة النشطة» من العمليات القتالية في سوريا ستنتهي خلال عام. وذكرت وكالة «إيتار تاس» الروسية أنّ رئيس الجمعية الأرثوذكسية الفلسطينية الروسية، سيرغي ستيباشين، أفاد، في مؤتمر صحافي عقده عقب عودته من زيارة دمشق، أن الأخير قال، رداً على سؤال عن الوضع العسكري، إنه «خلال هذا العام ستنتهي المرحلة النشطة من العمليات القتالية في سوريا»، لكن الحكومة ستواصل معركتها مع «الإرهابيين». وأشار المسؤول الروسي إلى أنّ الأسد طلب عدم مقارنته بنظيره الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش. وقال ستيباشين «لا يوجد لدى الأسد أي شك في ما يفعله... وطلب مني أن أُبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: أنا لست يانوكوفيتش، ولن يغادر البلاد ولن يقتدي بما فعله».

وأوضح ستيباشين أنه سلّم الأسد خلال اللقاء رسالة شفوية من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وأكد أن «روسيا تدعم سوريا في مكافحة الإرهاب وتدعو إلى ضرورة إطلاق حوار سوري شامل لتسوية الوضع في البلاد».
في موازاة ذلك، رأى الرئيس السوري أنّ «مشروع الإسلام السياسي سقط»، لافتاً إلى وجوب فصل العمل السياسي عن الديني. وأضاف، خلال استقباله قيادات في حزب البعث لمناسبة ذكرى تأسيس الحزب السابعة والستين: «حين نكون أقوياء في الداخل فكل ما هو خارجي يبقى خارجياً، وظاهرتان يجب على الحزب (البعث) العمل على تغييرهما داخل المجتمع هما التطرف وقلة الوعي».
من جهة أخرى، قال الأسد «إننا مستمرون في عملية المصالحات، لأن همنا هو وقف سفك الدم ووقف تدمير البنى التحتية»، مشيراً إلى أن دور حزب البعث «في المصالحات الجارية مهم جداً، وللحزبي دور قيادي فيها ضمن منطقته». وأوضح أن استهداف الحزب ومحاولة تشويه صورته حصلا منذ بداية الأزمة لكونه قاعدة أساسية في العمل الوطني، داعياً إلى التفكير داخل الحزب في الجوانب التي أثرت فيها الأزمة وأدت إلى حدوث خلل فيها. وأكد أن قوة أي حزب ليست فقط في عدد أعضائه بل في اتساع شريحة المؤيدين له.
الى ذلك، انتخبت الهيئة العامة لـ«الائتلاف» المعارض «هيئة سياسية» جديدة، وذلك خلال اجتماعاتها في العاصمة التركية إسطنبول. وقال المكتب الإعلامي لـ«الائتلاف»، في بيان فجر أمس، إنّ الانتخابات أسفرت عن إعادة انتخاب كل من «هادي البحرة وأنس العبدة ونذير الحكيم وأحمد رمضان وعبد الأحد اصطيفو». وعاد إلى الهيئة سالم المسلط بعد غياب دام ثلاثة أشهر، في حين خرج كل من «ميشيل كيلو وفايز سارة وموفق نيربية وأكرم العساف ومنذر ماخوس وكمال اللبواني ولؤي صافي وعبد الباسط سيدا ومنى مصطفى».
ووفق نظام «الائتلاف»، فإنه يضاف إلى الهيئة السياسية الأعضاء السابقون في الهيئة الرئاسية إضافة إلى كل من رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا ونوابه الثلاثة فاروق طيفور ونورة الأمير وعبد الحكيم بشار والأمين العام بدر جاموس.
وفي السياق، قال المتحدث باسم «الائتلاف» لؤي صافي إنّ «كل المهمات التنفيذية لدى الائتلاف نقلت إلى الحكومة المؤقتة عسكرياً وسياسياً وخدماتياً، وفي قضايا الإغاثة ومساعدة السوريين المحتاجين». وأوضح أنّه «خلال اليومين الماضيين شاركت الحكومة المؤقتة بكثافة في الاجتماعات، وقدمت عدداً من التقارير والخطط، ويمكن القول، اليوم، إن كل المهمات التنفيذية نقلت إلى الحكومة المؤقتة». وأضاف أنّه «تم استيفاء الشرط الأساسي للجامعة العربية في ما يتعلق بالهيئة التنفيذية، وهي الحكومة المؤقتة، وهناك خطة لإجراء مزيد من الحوار مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لتسليم مقعد سوريا الشاغر، باعتباره (الائتلاف) الممثل الشرعي للشعب السوري، وأُكد ذلك في مؤتمر القمة العربية الأخير في الكويت».
(الاخبار، أ ف ب، رويترز، سانا)