غزة | تتواصل سياسة «تنقيط الصواريخ» من قطاع غزة تجاه فلسطين المحتلة، محمّلةً برسائل فلسطينية وسط تفشٍّ كبير لفيروس كورونا المستجد. في هذا الوقت، ينقل الوسطاء عدداً من الرسائل المتبادلة بين المقاومة والاحتلال، آخرها موافقة العدو على إدخال المعدّات الطبية إلى غزة بخلاف ما تقوله وسائل الإعلام العبرية. يقول مصدر في «حماس»، لـ«الأخبار»، إن الحركة حمّلت المصريين رسالة إلى العدو مفادها بأن الأمور قد تخرج عن السيطرة نتيجة الضغط الكبير الذي يعيشه القطاع، وإن إطلاق الصواريخ «مؤشر واضح يجب الانتباه إليه ومعالجة الأسباب التي تؤدي إليه». مع ذلك، ردّ العدو بأنه يستعد لحملة كبيرة وواسعة.بالنسبة إلى طلبات «حماس»، فهي تتركّز على المعدّات الطبية اللازمة، بما في ذلك أجهزة التنفس وأجهزة فحص «PCR»، إذ لا يوجد في القطاع سوى مئة سرير عناية مجهّزة بأجهزة تنفّس لأكثر من مليوني نسمة، ونسبة الإشغال فيها تصل حالياً إلى 70%. وسبق أن رفض العدو إدخال هذه المعدّات، لكن القاهرة نقلت بعد إطلاق الصاروخ على عسقلان قبل ثلاثة أيام أن الاحتلال وافق على إدخال الأجهزة التي ترسلها السلطة في رام الله إلى غزة مقابل المحافظة على الهدوء، كما أنه سيسمح بإدخال الأجهزة الأخرى في وقت لاحق من دون تحديد موعد. لكن المصدر «الحمساوي» يؤكد أن الحركة «غير راضية، وهي تطلب إدخال 40 جهاز تنفس و10 أجهزة فحص جديدة».
يجري العدو مناورات حول غزة حتى نهاية الأسبوع


ومع استمرار رفض «حماس» للطرح الذي نقله الوسطاء، كشف مراسل موقع «وللا» العبري، أمير بخبوط، عن عقد جلسة بحضور جيش العدو وجهاز «الشاباك» و«المنسق» ووزارة الصحة الإسرائيلية و«مجلس الأمن القومي» لمناقشة وضع «كورونا» في غزة. ومن نتائج هذا الاجتماع كما يبدو، موافقة العدو مبدئياً على إدخال 15 جهاز تنفس اصطناعي وجهاز فحص خلال الأسبوع الجاري، كانت وزارة الصحة في رام الله قد أرسلتها منذ أسبوعين دون السماح بعبورها.
بالتزامن، أعلن العدو إجراء مناورات كبيرة تستمرّ حتى نهاية الأسبوع الجاري، فيما أبلغت «حماس» المصريين أن مثل هذه المناورات تدفع المقاومة إلى رفع درجة الاستعداد لدى الأذرع العسكرية، ما قد يؤدي إلى «إطلاق الصواريخ نتيجة عوامل خارج إرادة المقاومة». وبينما قالت صحيفة «معاريف» العبرية إن تقديرات المنظومة الأمنية تشير إلى أن «الجهاد الإسلامي» هي التي تقف خلف صاروخ عسقلان، فتح جيش العدو تحقيقاً في تعطّل منظومة اعتراض الصواريخ وعجزها عن اكتشاف الصاروخ، كما يحقّق في إطلاق جنوده قذيفة على موقع تابع للجناح العسكري لـ«حماس» على الحدود كادت تودي بشهداء على خلاف تعليمات قيادة الجيش بقصف مواقع فارغة، وهو ما كان سيتسبّب في جولة تصعيد كبيرة.
في شأن آخر، أعلن أمين سرّ «اللجنة المركزية لفتح»، جبريل الرجوب، إخفاق الحوارات الأخيرة في القاهرة في ملف المصالحة بسبب خلافات مع «حماس» على مواعيد الانتخابات، مشيراً إلى أن «حماس» تريد إجراء الانتخابات دفعة واحدة وبالتزامن (الرئاسية والتشريعية و«المجلس الوطني لمنظمة التحرير») وهو ما رفضته «فتح» بحجة الإجماع الفصائلي على عقد الانتخابات بداية من «التشريعي» ثمّ الرئاسة ثمّ «الوطني».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا