في تصريح يشبه التهديد بإقصاء جميع المعارضين من الحكومة التي ستتألف بعد الانتخابات البرلمانية في 30 نيسان الجاري، أكد رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي، في كلمته الأسبوعية أمس، أن العراق يحتاج إلى حكومة الأغلبية السياسية، مبيناً أن هذه الحكومة لا تعني أنها تهميش لأي مكون آخر.
ورأى المالكي أن «العراق بحاجة إلى التغيير وتحقيق الاستقرار»، مبيناً أن «هذا الأمر لن يحصل إلا عندما يحسن المواطن الاختيار». وأضاف «نحن بحاجة إلى أن يختار المواطن حكومة جديدة تستند إلى قاعدة واسعة»، مشيراً إلى أن «الحاجة ملحّة إلى حكومة الأغلبية السياسية التي يقف جميع المشتركين فيها وهم مقتنعون ببرامجهم السياسية».
وأكد المالكي أن «هذه الحكومة لا تهمش أي مكون آخر»، لافتاً إلى أن «من يرغب في الانضمام إلى هذه الحكومة فلينضم، ومن لا يرغب فليتجه ليكون من المعارضة». من جهة أخرى، أكد وزير العدل العراقي حسن الشمري أمس، أن أنظمة خليجية تدعم المجموعات الإرهابية في بلاده لإضعاف النظام. وفي كلمة له لمناسبة ذكرى استهداف مبنى الوزارة في بغداد، استغرب الشمري مواقف المنظمات الدولية حول المدانين والمحكومين بالإعدام على جرائم الإرهاب، فيما سقط أكثر من نصف مليون ضحية خلال الأعوام الماضية في العراق. وقال إن «الوزارة منذ عام 2003 نفذت 690 حالة إعدام،400 منها خلال فترة تسلّم منصبي الوزاري، ورأى أن «العراق أصبح ميدانا لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية». وكانت بعثة الأمم المتحدة في العراق يونامي قد طالبت في الـ20 من كانون الثاني الماضي بتعديل قانون «الإرهاب»، ودعت إلى وقف عقوبة الإعدام، إلا أن بغداد رفضت الطلب ودعت إلى الاهتمام بآلاف الضحايا الذين سقطوا من جرّاء الأعمال الإرهابية . من جانب آخر، حذّر مبعوث الأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف من أن الحملات الدعائية لانتخابات 30 نيسان المقبل، تمثل عامل انقسام جديدا، بسبب توجه الأحزاب إلى قواعدها الطائفية والعشائرية، مشيراً إلى أن «الجميع صعّد في انتقاداته إلى درجة عالية حتى قبل انطلاق الحملة الدعائية بصورة رسمية»، كما أشار إلى أن «الجهود الرامية إلى تجاوز الانقسام الطائفي ضعيفة جداً».
إلى ذلك، كشف مصدر استخباري مطلع في محافظة ديالى أمس، أن القوات الأمنية كادت تصطاد زعيم تنظيم «داعش» في العراق أبو بكر البغدادي، في عملية نوعية جرت شمال بعقوبة.
وقال المصدر، وهو ضابط برتبة عقيد، إن «مفرزة عسكرية خاصة نفذت في منتصف شهر آذار الماضي عملية نوعية في عمق منطقة انجانه (60 كم شمال بعقوبة)، لتدمير وكر سري لتنظيم «داعش» بعد تحديد موقعه بدقة»، مبيناً أن «العملية نفذت بسرعة ولم تستغرق سوى نصف ساعة، جرى خلالها قتل أربعة مسلحين واعتقال خامس». وأضاف المصدر أن «اعترافات المعتقل أكدت أن زعيم تنظيم «داعش» في العراق ابو بكر البغدادي كان داخل الوكر لحضور اجتماع لقادته الميدانيين قبل الهجوم المباغت بنحو ساعة»، مشيراً الى أن «البغدادي كاد يسقط في قبضة العدالة».
(الأخبار، أ ف ب)