بحفاوة كبيرة استقبل الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في القاهرة ضمن زيارة استمرت ليومين التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وزار مجلس النواب والجامعة العربية، إضافة إلى تفقده المعالم السياحية في الأقصر، فيما تسببت الزيارة وانتقاله المتكرر داخل القاهرة في ازدحام مروري كبير نتيجة إغلاق الطرق الرئيسية لأكثر من عشر ساعات وسط استنفار أمني مكثف.
السيسي استقبل نظيره شي في مطار القاهرة واصطحبه إلى قصر عابدين التاريخي ومقر إقامة الرئيس الضيف لتفقد الأماكن التاريخية في قصر عابدين وتناول العشاء، وهو أول رئيس يحظى بالاستقبال الرسمي في القصر وتفقده منذ زيارة الرئيس الأميركي، باراك اوباما، في 2009 إلى القاهرة، ثم عقدت قمة مصرية ــ صينية في قصر القبة.
وشهدت القمة المشتركة توقيع 21 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين أبرزها بمليار دولار قرض لدعم الاحتياطي النقدي في البنك المركزي، وقرض قيمته 700 مليون دولار للبنك الأهلي المصري، بجانب التوقيع على البيان المشترك بشأن البرنامج التنفيذي لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين خلال السنوات الخمس المقبلة، الذي وقعه وزيرا الخارجية.
ومن الاتفاقات المهمة التي جرى توقيعها، إنشاء المباني الحكومية في العاصمة الإدارية الجديدة. ووقع التعاقد مع شركة «إس سي إي سي» وتضمن الاتفاق الانتهاء من إنشاء 12 مبنى للوزارات ومبنى مجلس الوزراء، والبرلمان، وقاعة المؤتمرات الكبرى، وأرض المعارض، خلال مدة تراوح بين عامين ونصف عام وثلاثة أعوام على الأكثر، بموجب قروض ستحصل عليها الشركة من أحد البنوك الصينية بقيمة ثلاثة مليارات دولار.
لكن توقيع الاتفاقات وبرتوكولات التعاون تضمن تأجيل توقيع خمس اتفاقات أخرى في مجالات مختلفة نتيجة عدم الاتفاق على صياغتها النهائية بين الوزارات المعنية في البلدين، من بينها مشروع القطار الكهربائي، فيما يستأنف توقيعها بحضور الرؤساء خلال الزيارة المرتقبة للسيسي إلى الصين للمشاركة في قمة العشرين التي تستضيفها بكين في أيلول المقبل، كما وجهت الدعوة إلى رئيس البرلمان المصري لزيارة الصين بصحبة عدد من النواب، فيما التقى شي مع الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، قبل إلقاء كلمة للمندوبين الدائمين في الجامعة.
الرئيس الصيني قال إن «المجتمع الدولي عليه الالتزام بالعدل والعدالة وإحقاق الحق إذا أراد تهدئة الوضع ووقف الصراع عبر استئناف مفاوضات السلام وتنفيذها لأنه دون العدل والعدالة سيؤدي الوضع إلى ما يسمى السلام البارد»، مطالبا المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات أقوى لتفعيل عملية مفاوضات السلام السياسة وتدعيم عملية الإعمار اقتصاديا، «بما يمكّن الشعب الفلسطيني من رؤية النور والأمل مرة ثانية».
وأكد شي أن بلاده «تدعم بكل حسم وحزم عملية السلام في الشرق الأوسط، إضافة إلى دعمها قيام الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة على حدود عام 67، وعاصمتها القدس الشرقية»، معربا عن تفهم بلاده للمطالب المشروعة للشعب الفلسطيني للانضمام إلى المجتمع الدولي بصفة الدولة. وشدد على أن الوضع في سوريا لم يعد قابلا للاستمرار بهذه الطريقة لأنه لا رابح فيما يستمر تضرر الشعب، مشيراً إلى أن الأولوية الآن لوقف إطلاق النار فوراً والبدء في حوار سياسي وإطلاق عمليات الإغاثة الإنسانية.
وأشار، أيضا، إلى تخصيص قروض خاصة لدفع العملية الصناعية في منطقة الشرق الأوسط بقيمة 15 مليار دولار تستخدم في مشاريع تعاونية مع دول المنطقة في مجالات الطاقة الإنتاجية والبنية التحتية مع تقديم القروض التجارية بقيمة 10 مليارات دولار لدول الشرق الأوسط بهدف الدعم في الطاقة الإنتاجية.


الاتفاقات والمذكرات الموقعة بين الوزراء

ووقع وزير الكهرباء المصري اتفاقين إطاريين مع هيئة تأمين الصادرات وبنك الاستيراد والتصدير الصينيين، بشأن تمويل مشروعات شبكة الكهرباء المصرية، كما وقع عقدا بين الشركة المصرية لنقل الكهرباء وشركة «ستيت جريت» الصينية، بشأن مشروع تطوير شبكة الكهرباء المصرية.
ووقع عقد ثانٍ بين الشركة القابضة لكهرباء مصر وشركة «دونج فانج الكتريك» الصينية بشأن مشروع توليد الكهرباء بالحمراوين، فيما وقع رئيس «الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس» ووزير التجارة الصيني اتفاقية بشأن التعاون التجاري في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، كما وقعت الهيئة مذكرة تفاهم للتعاون مع «اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح الصينية».
كذلك وقع وزير الطيران المدني ووزير التجارة الصيني، مذكرة تفاهم بين الجانبين في مجال الطيران المدني، بينما وقع وزيرا التعليم المصري والخارجية الصيني مذكرة تفاهم بشأن التعاون العلمي والتكنولوجي.
ووقع رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ورئيس مكتب الإعلام لمجلس الدولة الصيني، مذكرة تفاهم للتعاون الإعلامي بين الجهتين، كما وقعت الهيئة مذكرة تفاهم مع «وكالة الأنباء الصينية ــ شينخوا» للتعاون في مجال الإعلام، إضافة إلى توقيع «الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء المصرية»، وإدارة الفضاء الوطنية الصينية، مذكرة تفاهم حول مشروع القمر الاصطناعي مصر سات (2) والأقمار الأخرى.