ريف اللاذقية | بعد أيام من الأخذ والرد حول مصير قمة الـ45 الاستراتيجية (ريف اللاذقية الشمالي، على الطريق الرئيسي المؤدي إلى كَسَب)، تم إعلانها محررة تحت سيطرة الجيش السوري كلياً أمس. وحدات المشاة واصلت تثبيت نقاط ومرابض على كامل أنحاء القمة.
القمة المهمة التي تطل على 4 محاور فاصلة في سير المعارك المقبلة، تكشف أمامها الأراضي التركية من الشمال ورأس البسيط من الغرب. كذلك تنبسط أمامها قرى الساحل، وصولاً إلى مركز مدينة اللاذقية جنوباً، فيما تطل من الشرق على مناطق سيطرة المسلحين في الفرلق وربيعة. تقدم محوري لمصلحة الجيش السوري أخيراً. استرجاع السيطرة على القمة المذكورة أعاد فتح طريق قسطل معاف ـــ كسب، بعد انقطاعه أياماً عدة، خشية استخدام المسلحين القمة في أعمال القنص. احتفالات المسلحين لم تتوقف منذ تمكنهم من السيطرة على التلة، قبل نحو 10 أيام. قصف المدفعية السورية المتواصل على القمة ومحيطها لم يتوقف أبداً منذ خسارتها، وهو ما أفضى إلى إلحاق خسائر بشرية كبيرة في صفوف المسلحين، إضافة إلى تركهم الكثير من الأسلحة والذخائر قبيل انسحابهم تحت وطأة الكثافة النارية للجيش السوري. مصدر ميداني أكد لـ«الأخبار» أن «استرجاع قمة الـ45 سيؤثر إيجاباً في سير المعارك التالية، وهو ما سيجعل الطريق إلى كسب أقرب». ويذكر المصدر أن «الاشتباكات تتواصل بعنف للسيطرة على جبل النسر الذي يستميت المسلحون للاحتفاظ به، وهو يعتبر هدف الجيش القادم». ويتحكم الطرف المسيطر على جبل النسر في الكثير من المفاصل الرئيسية في المنطقة، فضلاً عن سيطرته على تلة الصخرة المتاخمة للحدود التركية»، بحسب المصدر.
سيطرة الجيش على التلال المحيطة بجبل تشالما تجعل من قرية السمرا الحدودية تحت السيطرة النارية. سيطرة الجيش السوري على التلال المحيطة بجبل تشالما المطل على القرية الصغيرة أدى إلى تضارب الأنباء حول مصير القرية المحاذية للحدود التركية. فبعدما نشرت وسائل إعلام (وبينها «الأخبار») أن الجيش السوري استعاد السيطرة على السمرا، نفت مصادر عسكرية ميدانية ذلك، مؤكدة أن البلدة لا تزال تحت سيطرة مسلحي جبهة النصرة وحلفائها. وما زالت مناطق أُخرى ترزح تحت سيطرة المسلحين، أبرزها، إضافة إلى بلدة كسب نفسها، منطقة النبعين، نبع المر، اللذين يعتبران نقطتي تماس هامتين يسعى الجيش إلى السيطرة عليهما، إضافة إلى الاشتباكات القائمة في محيط قرية المشرفة.
في موازاة ذلك، ونتيجة المعارك الدائرة في منطقة كسب بين الجيش والمسلّحين، سقطت قذائف داخل أراضي لواء الإسكندرون. وذكرت وكالة أنباء «دوجان» التركية أن الجيش التركي ردّ على مصدر النيران. وأعلن مكتب الحاكم التركي للإسكندرون، في بيان أمس، «ان الجيش فتح النار على الأراضي السورية رداً على إطلاق قذائف مورتر وصاروخ في قصف عبر الحدود أصاب مسجداً في بلدة يايلاداجي».
على صعيد آخر، وفي الوقت الذي تستمر فيه المعارك في قرى القلمون في ريف دمشق، سوّت السلطات السورية أوضاع 48 مسلحاً في معلولا وجبعدين بعد أن سلّموا أنفسهم وأسلحتهم. وذكر مصدر في قيادة الشرطة لوكالة «سانا» الإخبارية «أنه تمت تسوية أوضاع المسلحين بمساع من لجان المصالحة الوطنية في المنطقة بعد تعهدهم بعدم القيام بأي عمل يضرّ بأمن الوطن».


يمكنكم متابعة مرح ماشي عبر تويتر | @marah_mashi