استكمالاً لقرارها فتح أجوائها، الاثنين الماضي، أمام أوّل رحلة من تل أبيب إلى أبو ظبي لطائرة من خطوط «إل - عال» الإسرائيلية، أعلنت السعودية، رسمياً، السماح لخطّ الطيران الثابت بين إسرائيل والإمارات بالمرور عبرها. ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، أمس، عن مصدر مسؤول في الهيئة العامة للطيران المدني، أنه «صدرت موافقة الهيئة على الطلب الوارد من الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية، والمتضمّن الرغبة في السماح بعبور أجواء المملكة للرحلات الجوية القادمة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة والمغادِرة منها إلى الدول كافة».وتأتي الخطوة السعودية في إطار «مباركة» المملكة الضمنية لاتفاق التطبيع الإسرائيلي - الإماراتي المُعلَن أخيراً، وتسهيلاً لمهامّ خطّ الطيران المباشر بين تل أبيب وأبو ظبي كون العبور في الأجواء السعودية يُقصّر أمد الرحلة بأكثر من 4 ساعات، ويُقلّل التكلفة المادية بالنسبة إلى المسافرين الإسرائيليين، وهو ما اعتبره رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، «اختراقاً ضخماً» لصالح تل أبيب. مع كلّ ذلك، لم يتردّد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، في تكرار معزوفة بلاده بشأن «ثبات» مواقفها تجاه القضية الفلسطينية، وأن تلك المواقف «لن تَتغيّر بالسماح بعبور أجواء المملكة للرحلات الجوية القادمة لدولة الإمارات والمغادِرة منها إلى الدول كافة». وأضاف بن فرحان أن الرياض «تقدّر جميع الجهود الرامية إلى تحقيق سلام عادل ودائم وفق مبادرة السلام العربية».
وجاء القرار السعودي الأخير بعيد لقاء جمع ولي العهد، محمد بن سلمان، بمستشار الرئيس الأميركي لمنطقة الشرق الأوسط وصهره، جاريد كوشنر، وذلك في إطار الجولة التي يقوم بها الأخير على دول الخليج لدفعها إلى أن تحذو حذو الإمارات. وهو ما تدأب واشنطن على الترويج له خصوصاً بالنسبة إلى السعودية التي جدّد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، توقّعه انضمامها إلى التحالف الإسرائيلي - الإماراتي. إذ قال ترامب، ردّاً على سؤال وُجّه إليه خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض حول ما إذا كان يتوقّع أن تنضمّ الرياض إلى الاتفاق: «نعم، أتوقع ذلك»، مضيفاً أن «هناك دولاً لا تخطر ببالكم ستنضمّ إلى الاتفاق».
أعادت الرياض تكرار معزوفتها عن «ثبات» مواقفها تجاه القضية الفلسطينية


في سياق متصل، جدّدت مصر، أمس، دعمها الاتفاق الإسرائيلي - الإماراتي، واعتبارها إيّاه «خطوة في الاتجاه الصحيح»، وفق ما جاء في محادثة هاتفية بين نتنياهو والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي. وأعرب السيسي، بحسب بيان لمتحدث باسم الرئاسة المصرية، عن «دعم مصر لأيّ خطوات من شأنها إحلال السلام في المنطقة، بما يحافظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ويتيح إقامة دولته المستقلة ويوفر الأمن لإسرائيل». ومع أن المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل قد توقفت منذ سنوات، حتى قبل الإعلان عن «صفقة القرن» أو إعلان إسرائيل قرارها ضمّ مناطق من الضفة الغربية المحتلة والأغوار، وعلى الرغم من استمرار الاحتلال في محاولاته تكريس الأمر الواقع في تلك المناطق عبر التوسّع الاستيطاني، فقد ربط السيسي بين أهمية «عدم إقدام الجانب الإسرائيلي على اتخاذ خطوات أحادية الجانب، وخاصة الامتناع عن ضمّ أراض فلسطينية»، وبين «إتاحة المجال لتضافر الجهود بين مختلف الأطراف الإقليمية والدولية لتحريك الجمود الحالي الذي تشهده القضية الفلسطينية، والدفع باتجاه استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا