لم تفلح الدورية الروسية – التركية الـ26، في قطع مسارها على طريق حلب ــــــــــ اللاذقية الدولي (M4)، إذ تعرّضت، للمرة الثانية في غضون أقلّ من 10 أيام، للنار أثناء عبورها، بعدما استُهدفت آلية روسية بالقرب من قرية أورم الجوز على الطريق الدولي في ريف إدلب الجنوبي. استهدافٌ تبنَّته مجموعة تطلق على نفسها اسم "كتائب خطّاب الشيشاني"، عبر قناتها الرسمية على "تيليغرام"، علماً بأنها ليست المرة الأولى التي يتبنّى فيها هذا الفصيل استهداف الدوريات المشتركة. في هذا السياق، أعلن مركز المصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية في سوريا عن "تعرض دورية روسية ـــــــــــ تركية في إدلب لإطلاق نار من قاذفة قنابل، ما أدّى إلى إصابة جنديَّين روسيَّين بارتجاجات خفيفة في الدماغ"، مؤكداً أنه "تم الآن إيقاف الدوريات، وعاد الجيش الروسي إلى القاعدة".من جهة أخرى، أعلن ناطق باسم القوات الروسية العاملة في سوريا، عن زيادة ملحوظة في نشاط المسلّحين في وسط سوريا، والذين ظهرت غالبيتهم بعد عفو "الإدارة الذاتية" الكردية عنهم. وقال إن "الإرهابيين يعرقلون إعادة إعمار سوريا وإقامة علاقات بين القبائل ودمشق، وهذا مفيد للولايات المتحدة ويسمح لها بتبرير وجودها"، لافتاً إلى "انضمام مسلحين تدرّبوا في الأراضي التي تحتلها الولايات المتحدة في منطقة التنف والفرات السوري إلى عصابات داعش في وسط سوريا". وتابع الناطق: "شهد الشهر الماضي في منطقة تُعرف بالصحراء البيضاء في وسط سوريا، زيادة ملحوظة في نشاط التشكيلات المسلحة المكوّنة من عناصر تنظيم داعش السابقين. في الوقت ذاته، ظهر معظم المسلحين في المنطقة بعد (العفو) الذي أعلنته ما تعرف بالإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا، التي تسيطر عليها الولايات المتحدة".
معظم المسلحين ظهروا في المنطقة بعد العفو عنهم من قبل الإدارة الذاتية الكردية


في موازاة ذلك، ندّد "ثلاثي أستانة"، تركيا وروسيا وإيران، في بيان مشترك، عقب مشاوراته حول سوريا في جنيف، بالصفقة النفطية بين إحدى الشركات الأميركية والتنظيمات الكردية في سوريا، وكذا بالهجمات الإسرائيلية المتواصلة. وجاء في البيان: "أبدى الأطراف اعتراضهم على المصادرة غير القانونية وتحويلات عائدات النفط، التي يجب أن تؤول إلى سوريا"، وكذلك على الصفقة النفطية "غير القانونية بين شركة تحمل ترخيصاً أميركياً والتشكيلات غير القانونية". وقالت الدول الثلاث إن الهجمات العسكرية الإسرائيلية "تمثّل انتهاكاً لمبادئ القانون الدولي، وتضرّ بسيادة سوريا وجيرانها، وتهدّد الأمن والاستقرار في المنطقة". وبحسب البيان: "أكد الأطراف عزمهم على مكافحة كل أشكال الإرهاب والتصدي للأجندة الانفصالية، التي من شأنها الإضرار بسيادة سوريا". كما اتفقوا على "مواصلة التعاون بهدف القضاء التام على الجماعات الإرهابية مثل داعش والنصرة والقاعدة والجماعات الأخرى المرتبطة بها، والمصنّفة من قبل الأمم المتحدة أنها إرهابية".

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا