ما يجعل التهديدات الأميركية جدية أن الولايات المتحدة سبق أن فرضت عقوبات على الصين بعد شرائها المقاتلات الروسية، وصلت إلى حدّ وقف تأشيرات مسؤولين عسكريين وتجميد أموال صينية لديها. بالتوازي، تلقّت مصر تهديدات واضحة من مسؤولين أميركيين بصورة رسمية وعلنية فحواها أن مشتريات القاهرة من السلاح الأميركي ستتأثر، فضلاً عن إمكانية فرض عقوبات بموجب قانون «كاتسا». لكنّ مسؤولين مصريين يقولون إن من حق الجيش شراء المقاتلات الروسية ضمن سعيه لتعزيز أسطوله العسكري، وخاصة مع رفض الولايات المتحدة توريد طائرات «إف ــ 35» التي «طلبنا شراءها منذ 12 عاماً دون استجابة»، علماً بأن الأخيرة اقتصر بيعها في المنطقة على سلاح الجو الإسرائيلي.
مصر هي الدولة الثانية بعد الصين التي تشتري هذا النوع
وسوف يتواصل تسليم روسيا الطائرات لمصر حتى عام 2023 بموجب الاتفاق الذي لم تكشف كل تفاصيله. مع ذلك، يؤكد قادة عسكريون أن العلاقات مع واشنطن لن تتأثر كثيراً حتى مع «كاتسا»، مستندين إلى الاتجاه إلى إبرام اتفاقات عسكرية جديدة مع واشنطن بمليارات الدولارات، يحصل الجيش المصري بموجبها على أسلحة محدّدة يرغب في اقتنائها. وفي غضون ذلك، اهتمت الصحافة الروسية بنشر صور لخمس مقاتلات «سوخوي سو ــ 35» أثناء اختبارها في مصنع «كومسومولسك نا أمور»، قائلة إنها التي اشترتها مصر. وتتميز هذه الطائرات بسرعة تصل إلى 28 ألف كلم كما تطير على ارتفاع 11 كلم، فيما يصل أقصى مدى لها إلى 4500 كلم. ولها أيضاً قدرة فائقة في المناورات ورصد المضادات الإلكترونية وتحييد طيران العدو، مع ميزة التزود بالوقود في الجو. كما قالت تلك المواقع إن مقاتلات «إف ــ 16» لدى الدول العربية لا تستطيع مواجهة نظيرتها الإسرائيلية طبقاً للفارق في التقنيات مع أن المصنّع واحد، ولذلك تمثل «سو ــ 35» تهديداً لـ«إف ــ 35، 22، 15»، كونها مصمّمة لمحاربتها. وحتى كتابة التقرير، لم يصدر تعليق رسمي من واشنطن على إعلان وصول الطائرات الذي ستكشفه القاهرة رسمياً خلال أيام.