بدأت وزارة الخارجية المصرية العمل على «توفيق أوضاع» عدد من السفارات الأجنبية الموجودة في القاهرة من أجل حصولها على أراضٍ في حي السفارات في العاصمة الإدارية الجديدة. ويتوقع نقل غالبية السفارات الأجنبية إلى الحي الجديد الذي يحمل اسم «الحي الدبلوماسي»، على أن تبني كل سفارة، أو منظمة دولية، المبنى الذي يناسبها، بالتنسيق مع الجهات الرسمية. وقرّرت «شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية»، المسؤولة عن المشروع بالكامل ويتشارك في رأسمالها وزارة الإسكان مع القوات المسلحة، زيادة سعر المتر في «الدبلوماسي» لتكون 500 دولار (ما يعادل نحو 8 آلاف جنيه) بعدما كان نحو 400، أي ضعف سعر المتر المخصّص للأراضي التي تمّ الحصول عليها من أجل الإسكان.في مساحة كبيرة، تجهز الشركة نحو 1300 فدان للسفارات المختلفة، فيما جاء لافتاً إقبال عدد من السفارات على شراء مقرات جديدة في «الإدارية» برغم تجديد مبانيها السابقة وكذلك مواقعها المتميزة في القاهرة، وفي مقدمتها السعودية التي تمتلك في محافظة الجيزة أكبر سفارة لها في العالم، واستغرق بناؤها سنوات، وتضم برجين فاخرين. في التفاصيل، حدّدت إدارة العاصمة الجديدة الأراضي بين فدان واحد إلى 24 فداناً طبقاً لما تطلبه سفارة كل دولة، مع مراعاة أمور منها طبيعة المهمات التي ستنفذ في السفارة وعدد الموظفين المحتملين.
طلبت السعودية مقراً جديداً لسفارتها رغم أنها تملك سفارة ضخمة في الجيزة


وستوفر «الإدارية» للسفارات مساحات خضراء وطرقاً تمثل نحو 40% من إجمالي المخصّص للمنطقة، مع «مراعاة الشكل الحضاري في البناء وتوفير تأمين كامل يختلف جذرياً عن وسائل التأمين التقليدية المتبعة في مقرات السفارات في الوقت الراهن في قلب العاصمة»، طبقاً لمصادر مسؤولة. أيضاً يجري توفير عروض للحصول على مبانٍ سكنية تصلح للسفارة والعاملين فيها بالقرب من «الحي الدبلوماسي» الذي لا يزال قيد الإنشاء.
في المقابل، طلبت سفارات دراسة مبادلة مبانيها القائمة في القاهرة مع المباني الجديدة في «الدبلوماسي»، وهي طلبات تدرسها حالياً الخارجية المصرية. واستبدال مباني السفارات في القاهرة الكبرى مع المباني الجديدة سيزيد فرص زيادة الأرباح التي تجنيها «شركة العاصمة الإدارية»، وخاصة مع القيمة العالية للأولى فضلاً عن موقعها المميز الذي يمكن الاستفادة منه لبناء أبراج سكنية تحقق أرباحاً ضخمة، وهو ما يجري دراسته بهدوء، وخاصة أن التفاوض على الاستبدال يقوم على أساس تجهيز مبانٍ مماثلة وربما أفضل للسفارات مقابل تنازلها عن السابقة.