حذّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مستهل اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح الذي عقد في مقر الرئاسة في رام الله، إسرائيل من مغبة الإخلال بالاتفاق الموقّع معها عبر التهرب من إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين في سجونها، في وقت كان فيه رئيس حكومة غزة إسماعيل هنيّة، يتوعد قادة الاحتلال، وخاصة أن «زمن تهديداتهم قد ولّى إلى غير رجعة».وقال عباس: «نحن بانتظار إطلاق سراح الدفعة الرابعة التي اتُّفق عليها مع الإسرائيليين من خلال الولايات المتحدة». وتابع: «نحن نقول: إذا لم يطلق سراح هؤلاء، فهذا إخلال كامل بالاتفاق، ويعطينا الحق لأن نتصرف بالشكل الذي نراه مناسباً ضمن حدود الاتفاقيات الدولية».

وكرر عباس أن القيادة الفلسطينية «لن تقبل بأقل من دولة فلسطينية كاملة السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، وأنه لا تنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني، بالرغم من الضغوط التي تمارس عليه»، من دون أن يوضح تلك الضغوط.
من جهته، رأى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومسؤول ملف المفاوضات فيها صائب عريقات أمس، أن «الحكومة الإسرائيلية تعمل على توجيه ضربات للمفاوضات، وتحاول إجبار الجانب الفلسطيني على مغادرتها من خلال استمرارها في ممارساتها اليومية».
ورأى عريقات أن عزم إسرائيل على بناء 2500 وحدة استيطانية على أراضي الدولة الفلسطينية «انتهاك للقانون الدولي»، في الوقت الذي يسعى فيه الجانب الفلسطيني للوصول إلى اتفاق سلام، مشيراً إلى أن سلسلة من التصريحات التي أدلى بها مسؤولون إسرائيليون خلال فترة المفاوضات، تشير بوضوح إلى عدم رغبة الائتلاف الحاكم في إسرائيل بالتوصل إلى حل الدولتين. وقال: «هذه حكومة لا تريد حلاً، ولا تستمع حتى لأصدقائها. هي عازمة على تدمير حل الدولتين وقتل أي فرصة للسلام»، مؤكداً في الوقت نفسه التزام الجانب الفلسطيني بعملية السلام التي من شأنها تحقيق دولة فلسطينية خالية من المستوطنين.
في غضون ذلك، حذّر رئيس الوزراء الفلسطيني في غزة إسماعيل هنية، في كلمة له أمام آلاف الجماهير الفلسطينية في مهرجان «الوفاء والثبات على درب الشهداء» وسط مدينة غزة، إسرائيل من شن أي عدوان جديدة على القطاع، مؤكداً أن «أي حماقة يرتكبها العدو ضد غزة ستكلفه غالياً». وقال هنية مخاطباً الاحتلال الإسرائيلي: «إن زمن تهديداتكم قد ولّى إلى غير رجعة»، مضيفاً: «أقول لمن يهدد باحتلال غزة إن المقاومة تضاعفت وتطوّرت أضعافاً مضاعفة، وما أخفته المقاومة أكبر مما تقدرون».
وأكد هنية أن أنفاق المقاومة في غزة تشكل استراتيجية جديدة في مواجهة المحتل، مشدداً على أن غزة اليوم ليست مُحاصَرة لكنها مُحاصِرة. وأضاف: «من الأنفاق ومن تحت الأرض ستخرجون أيها المحتلون من أرضنا، ولا بقاء لكم على أرض فلسطين»، مؤكداً أن الشهادة والمقاومة هي طريقنا لتحرير فلسطين واستعادة القدس والأقصى.
ورأى هنية أن ما جرى في مخيم جنين واغتيال قائد القسام حمزة أبو الهيجا واثنين من المجاهدين، يؤكد أن الشعب الفلسطيني يتوحد بالمقاومة ويتفرق بالمساومة والمفاوضات.
كذلك جدد إسماعيل هنية تأكيده عدم تدخل حركة حماس في الشأن المصري الداخلي، مشدداً على عدم وجود أي «دور سياسي أو أمني أو عسكري للحركة في شبه جزيرة سيناء المصرية». ورأى أن «كل ما وجّه لحركة حماس من اتهامات بالتدخل بالشأن المصري، أمر عار من الصحة»، داعياً إلى الخروج من دائرة الاتهامات التي لا أساس لها، والتوقف عن شيطنة حماس وغزة والفلسطينيين.
وكان ثلاثة فلسطينيين قد استشهدوا أول من أمس في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية، حين أطلق الجيش الإسرائيلي عملية لتوقيف ناشط، حسبما قال مسؤولون فلسطينيون.
وقالت مصادر طبية وأمنية فلسطينية إن اثنين من القتلى مقاومون والثالث مدني، فيما أصيب 14 فلسطينياً بجروح أيضاً.
وقالت المصادر الفلسطينية إن الجنود الإسرائيليين اقتحموا جنين لاعتقال العضو في كتائب عز الدين القسام، حمزة أبو الهيجا (20 عاماً)، ثم حصل تبادل لإطلاق النار «وتجمع مسلحون آخرون حول المنزل» لمساعدة أبو الهيجا، وبينهم الناشط في حركة الجهاد الإسلامي محمد أبو زينة (19 عاماً)، الذي استشهد مع الهيجا.
وأثنى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في افتتاح جلسة الحكومة الإسرائيلية أمس في مدينة القدس، على منفذي عملية اغتيال حمزة أبو الهيجا، وقال: «أثني على وحدة يمام وعناصر الشاباك (الاستخبارات الداخلية) الذين نفذوا العملية، وتمكنوا من القضاء على شخص شكل الخطر على مواطنينا».
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشى يعالون، أول من أمس، إن «تصفية حمزة أبو الهيجا أحبطت عملية كبيرة». وأضاف أن «أبو الهيجا كان يخطط لعملية مهمة قبل مقتله، وكان من المتوقع تنفيذها ضد أهداف إسرائيلية»، لكن لم يضف تفاصيل أخرى بشأن هذه العملية.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)