سيّرت القوات الروسية والتركية الدورية المشتركة الثامنة على طريق حلب ــــ اللاذقية الدولي (M4). وللمرة الأولى، تجاوز مسار الدورية بلدة النيرب غربي سراقب، حيث كانت الفصائل المسلحة تقيم «اعتصاماً» تقطع به الطريق على الدوريات. وأعلن «مركز المصالحة» التابع لوزارة الدفاع الروسية أن «مسار الدورية تضاعف»، مذكّراً بأنه «وفقاً للاتفاقات بين الرئيسين، الروسي والتركي، التي تم التوصل إليها بتاريخ 5 مارس (آذار) 2020، في موسكو، تم (أمس) تسيير الدورية المشتركة الثامنة... في منطقة خفض التصعيد في إدلب، الواصل»، في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع التركية المضمون نفسه.وتمكنت الدورية من تجاوز النيرب وقطع ضعف المسافة التي كانت تقطعها الدوريات السابقة. وقالت تنسيقيات المسلّحين إن قيادة «هيئة تحرير الشام» اتخذت قراراً بإنهاء «اعتصام النيرب» في ريف إدلب الجنوبي الشرقي بعد افتتاحها معبراً تجارياً مع مناطق سيطرة الجيش السوري، وهو ما أدى إلى تخلّيها عن هدفها الذي أعلنته بمنع مرور الدوريات الروسية. ونقلت التنسيقيات عن مصادر أن قيادة الهيئة أوعزت إلى «حكومة الإنقاذ» التابعة لها «إنهاء الاعتصام ووقف المناوبات للموظفين والمسلَّحين... بعد افتتاحها معبراً في منطقة معارة النعسان (راجع عدد الجمعة 1 أيار) في ريف إدلب الشمالي الشرقي»، رغم تعليقها العمل به لمدة لم تحدّدها. كما أعادت الهيئة نصب حواجزها العسكرية على الطريق الدولي بين منطقتي أريحا في ريف إدلب الجنوبي، ومحمبل في ريف إدلب الجنوبي الغربي، إذ بدأت تمارس عمليات التفتيش المعتادة على المدنيين.
قررت الهيئة إنهاء الاعتصام بعد افتتاحها المعبر التجاري محلّ الخلاف


على صعيد موازٍ، نقلت تنسيقيات المسلَّحين عن مصادر محلية أن وفداً من قوات «التحالف الدولي» دخل مساء أول من أمس إلى سجن «الصناعة» في حي غويران في مدينة الحسكة للتفاوض مع سجناء تنظيم «داعش» داخله. وأكدت المصادر أنّ الاجتماع جرى بين قياديّين أميركيّين بحضور شخصيات من «قسد»، مع أربعة مسؤولين سابقين في «داعش»، مضيفة إن التفاوض «جرى حول أسباب العصيان المتكرّر». كما أشارت إلى أنَّ السجناء نفَّذوا العصيان الأخير على خلفية «تقديم حراس السجن معلبات المرتديلا للفطور الرمضاني، إذ تعتبر هذه المادة محرّمة عند داعش». وفي سياق متصل، نقل «المرصد السوري المعارض» عن مصادر وصفها بـ«الموثوقة» أن عمليات لبناء قاعة، من أجل اتخاذها محكمة دوليّة في سوريا لمحاكمة مسلحي «داعش»، بدأت ضمن الحي الشرقي من مدينة القامشلي في ريف الحسكة الشمالي الشرقي، بدعم كامل من دول غربية ضمن «التحالف»، بينها فرنسا والولايات المتحدة، مقدّرة أن يتم البناء في غضون شهرين إلى ثلاثة.