فيما الأنظار تتجه إلى يبرود في ريف دمشق والحصن في ريف حمص، في ظل التقدّم المتواصل على هذه المحاور، تعرّض سجن غرز المركزي شرق مدينة درعا (جنوب سوريا)، لهجوم شنّته كتائب المعارضة، واستطاعت من خلاله إطلاق 299 سجيناً. الأخبار الواردة من المنطقة تشي بأن أولى المدن السورية «الثائرة» ستعود إلى واجهة المعارك السورية بقوة.
مصدر ميداني أكّد لـ«الأخبار»، أن المسلحين نجحوا في تحقيق هدف الهجوم، وهو إطلاق 299 سجيناً من سجن غرز المركزي، بينهم 50 محكوماً بأحكام خطيرة، وبعضهم الآخر محكوم بتهم جنائية. بقية السجناء، بحسب المصدر، انتهت أحكامهم، إنما لا طرق آمنة لإرسالهم إلى المحكمة الواقعة تحت سيطرة المسلحين في درعا البلد. وفي موازاة ذلك، تركّزت الاشتباكات بين الجيش السوري والكتائب المسلّحة على حاجز الجيش القريب من صوامع الحبوب. عناصر من قوات حفظ الأمن والنظام اتجهت نحو الحاجز للمساندة. ويتمركز الجيش في تلة الصوامع، التي تبعد عن السجن مئات الأمتار. التلة ذات الموقع الاستراتيجي، تعتبر أعلى نقطة في محيط مدينة درعا. ويذكر أن السجن الذي يبعد عن درعا ما يقارب 5 كلم إلى الجنوب الشرقي، محاصر منذ أربعة أشهر. إلا أن المعارك العنيفة اندلعت منذ 4 أيام فقط.
ونشرت أمس، على مواقع التواصل الاجتماعي لقطات مصورة تظهر مقاتلين من «الجيش السوري الحر» يجوبون أرض السجن ويحيون السجناء الذين حرروهم ويعانقونهم. وشوهد رجل في بداية الفيديو واقفاً مع مجموعة يقول: «نحن مساجين سجن درعا المركزي. لقد حررنا بالكامل بعون الله تعالى، ومن ثم الجيش السوري الحر والكتائب التابعة له. ونحن ممنونون له، وله جزيل الشكر».
وتسود المدينة الجنوبية أخبار عن عزم مسلحي المعارضة على القتال لاستعادة السيطرة على الأوتوستراد الدولي، قرب بلدة عتمان التي تتركز فيها الاشتباكات بين الجيش والمسلحين الذين يريدون قطع طريق دمشق ــ درعا. ويسيطر الجيش على منطقة درعا المحطة التي تعتبر نقطة تماس مع الكتائب المعارضة المسيطرة على معظم أحياء درعا البلد.
وفي اللاذقية، سقطت قذائف صاروخية على أوتوستراد الزراعة الشهير، مخلّفة شهيداً و6 جرحى. القذيفتان اللتان سمع أهل المدينة صوت انطلاقهما ثم انفجارهما، خلفتا أضراراً مادية قرب مركز (أم تي أن) للاتصالات، وهلعاً كبيراً لدى المواطنين. وخلافاً لما يقوله بعض السكان عن أن مصدر إطلاق القذائف هو أحد أحياء المدينة، يؤكد مصدر أمني أن منطقة سلمى الخارجة عن سيطرة الدولة في ريف المدينة الشرقي، هي مصدر إطلاق صواريخ يدوية الصنع. وبناءً عليه، فقد واصلت مدفعية الجيش قصف المنطقة المذكورة. وتسود المدينة شائعات عديدة ترجّح بدء عملية عسكرية قريبة في الريف الشرقي للاذقية.
على صعيد آخر، وفي ريف حمص الغربي، أعاد الجيش الاستقرار إلى قرية الشويهد، في الوقت الذي أعلن فيه الجيش مقتل العشرات في كمين في منطقة الرستن (شمالي حمص)، ما يعزز الخناق على المسلحين في بلدة الحصن. وفي موازاة ذلك، اندلعت معارك عنيفة بين الجيش والمسلّحين في الحصن. وفي العاصمة دمشق، أصيب 9 مواطنين بالقرب من حديقة الجاحظ، جراء قذيفة هاون أطلقها مسلحون.
وفي قدسيا، قتل ثمانية في غارات جوية أمس. وأكّد مصدر ميداني لـ «الاخبار»، أنه «كان هناك اجتماع ستنطلق إثره عملية ثأر لأبو عبيدة المضاوي (أحمد بن عبد الرؤوف المضاوي) المقتول بغارة جوية في منطقة وادي بردى، فاستهدف التجمع وقتل أفراد منه».