وسط إجراءات صحية وقائية مشددة، حطّ وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في العاصمة السورية دمشق، بعد نحو عام على آخر زيارة له إليها. كان في استقبال ظريف في المطار نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، لتُفتتح المراسم بزيارة للسفارة الإيرانية، ثم لقاء الرئيس بشار الأسد، وأخيراً بلقاء الوزير وليد المعلم في مبنى الخارجية السورية. خلال اللقاء مع الأسد، استنكر الاثنان استمرار الولايات المتحدة في فرض عقوبات اقتصادية على دول تحارب وباء كورونا، كما أفادت وسائل الإعلام السورية، فيما قدم الأسد تعازيه لإيران التي تعدّ واحدة من الدول الأكثر تضرراً بـ«كورونا»، وخاصة مع تسجيل 5209 حالات وفاة من أصل 83505 إصابات. كما أبدى الأسد، وفق بيان الرئاسة، «أسفه لتحوّل هذا الوباء إلى مجال للاستثمار السياسي من بعض الدول في الغرب، على رأسها الولايات المتحدة التي تستمر في نهج فرض العقوبات على الدول، رغم هذه الظروف الإنسانية الاستثنائية»، معتبراً أن «أزمة كورونا فضحت فشل الأنظمة الغربية أولاً، ولاأخلاقيتها ثانياً».كذلك، انتقد ظريف استمرار العقوبات الأميركية، معتبراً أن «أجندة الولايات المتحدة الحقيقية بشأن عدم رفع العقوبات الوحشية على الدول أثناء محاربتها هذا المرض باتت جلية الآن»، علماً بأن هذا المسار يشمل سوريا أيضاً، رغم دعوات من جهات كثيرة لتعليق العقوبات على الدول التي تعاني بشدة من تبعات الفيروس، ولا سيما نداء الأمم المتحدة لـ«تخفيف أو تعليق» هذه العقوبات. من جانب آخر، تناول اللقاء مستجدات المسار السياسي السوري، ومن بينها «اللجنة الدستورية» و«عملية أستانا» وتطورات الميدان في الشمال. هنا أكد الأسد أن «تصرفات تركيا على الأرض تفضح حقيقة النيات التركية (جراء) عدم التزامها الاتفاقات التي أبرمتها، سواء في أستانا أو سوتشي، وتنص جميعها على الاعتراف بسيادة ووحدة الأراضي السورية». بدوره، شجب ظريف «المحاولات الغربية الحالية لإعادة استثمار موضوع الأسلحة الكيميائية... (إنه) سلوك مخزٍ أن يعاد استخدام هذه الذريعة في هذه الظروف التي يمر بها العالم، رغم كل ما شاب هذا الموضوع من تشكيكات وثغرات» سابقاً.
كان إردوغان بالتزامن يتهم دمشق بخرق اتفاق وقف النار في إدلب


وخلال استقبال وليد المعلم، للضيف الإيراني والوفد المرافق له، صدر بيان مشابه يتحدث عن «بذل المزيد من الجهود والضغوط لرفع الإجراءات الأحادية الجانب ومساعدة الشعوب المتضررة على تأمين ما يلزمها لمواجهة كورونا»، كما أكد الطرفان أهمية «التنسيق المستمر وتبادل المعلومات والتجارب... وتأمين ما يلزم من احتياجات ومستلزمات الوقاية والتشخيص والعلاج». وفضّل ظريف ألا تجرى أي مقابلات صحافية التزاماً بالإجراءات الوقائية المتخذة.
في المقابل، كان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، يكيل اتهامات ضد الحكومة السورية بـ«انتهاك وقف النار في إدلب»، محذراً من أن «دمشق ستواجه خسائر فادحة إذا استمرت في ذلك». وقال إردوغان في تصريحات بعد اجتماع لمجلس الوزراء التركي، أمس، إن «الحكومة السورية تستغل تفشي كورونا لتصعيد العنف في إدلب»، معيداً الحدث عن التزام أنقرة «اتفاق موسكو»، لكن «تركيا لن تسمح لأي مجموعات ظلامية بانتهاك وقف النار أيضاً»، في إشارة الى الفصائل المسلحة التي ترفض الاتفاق وتعيق منذ مدة تطبيقه وفتح الطريق الدولي حلب ــــ اللاذقية (M4).



كمين لآلية أميركية في الحسكة
هاجم مسلحون مجهولون آلية عسكرية للقوات الأميركية عند مفرق قرية رويشد في ريف الحسكة الجنوبي، شمال شرق سوريا، ما أسفر عن تدمير الآلية ومقتل وجرح راكبيها. ونقلت وكالة «سانا» الرسمية عن مصادر أهلية أن عربة «هامر» تقل عدداً من جنود الاحتلال وعناصر من «قسد» تعرضت لهجوم «نفذه مجهولون على طريق الخرافي عند مفرق قرية رويشد... ما أدى إلى تدهور العربة، ومقتل عنصرين من قسد، ووقوع إصابات أخرى». هذه العملية تعدّ الثالثة في سلسلة مشابهة تعرّضت لها القوات الأميركية و«قسد»، آخرها قبل أيام حين شنّ مسلحون هجوماً على مواقع «التحالف الدولي» في حقول النفط بريف دير الزور، وقيل إنهم يتبعون لتنظيم «داعش». وفي وقت سابق من هذا الشهر، تعرضت دورية أميركية لكمين محكم نفذه مسلحون مجهولون أيضاً، أدى إلى مقتل ضابط أميركي.