استيقظت عرسال صباح أمس على دويّ انفجارات صواريخ طائرات حربية سورية في جرود السلسلة الشرقية، في كل من محلة الرهوة والمصلحة والخاشعات ووادي الرعيان، حيث استهدفت فلول المجموعات المسلحة التي انسحبت من يبرود ورنكوس وفليطا في اتجاه جرود عرسال. وأشارت مصادر أمنية لـ«الأخبار» إلى أن الطائرات السورية استهدفت سيارات تنقل مسلحين على طرقات تربط القرى السورية (فليطا ويبرود والمعرة) ببلدة عرسال، وأدت إلى مقتل خمسة مسلحين وإصابة عشرات الجرحى، نقل عدد منهم إلى مستشفى ميداني في بلدة عرسال.
وأطلق عناصر دورية للجيش اللبناني النار باتجاه سيارة من نوع «بيك آب» قادمة من الأراضي السورية عبر طريق ترابية في جرود عرسال، وقد أصيبت بطلقات عدة، إلا أنها تمكنت من العودة إلى الأراضي السورية. وفي وقت لاحق، أوقفت دورية من الجيش سيارة من نوع بيك آب في منطقة وادي حميد، آتية من الأراضي السورية، «وبداخلها ثلاثة سوريين ضبطت بحوزتهم كمية من المخدرات».
من جهته، نفى نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي لـ«الأخبار» دخول مسلحين إلى عرسال، أو نقل قتلى أو جرحى إليها «ما خلا عائلة من بلدة المعرة، وتضم خمسة أفراد تلقوا العلاج، وسرعان ما عادوا أدراجهم إلى بلدتهم في سوريا».
من جهة ثانية، رفض الفليطي الحديث عن منع بلدة عرسال دخول الدولة إليها، متسائلاً «كيف نمنع دخول الدولة وفي محيط عرسال تسع نقاط للجيش اللبناني»، مشدداً على أن جرود البلدة «ليس بإمكان أهالي عرسال أو مأموري أحراج أو حرس حدود أن يضبطوها، فهي تمتد من ريف حمص لأكثر من خمسين كيلومتراً، وتربطها بالقرى السورية العديد من الطرق».
وكانت عرسال قد شهدت على مدى اليومين الماضيين حركة نزوح كثيفة من القرى السورية، زادت من تخمة البلدة بالعائلات النازحة. وأكد الفليطي «أن حوالى 2500 عائلة نزحت إلى عرسال. وفي الوقت الذي توفر فيه للبعض حشره مع عائلات أخرى، في انتظار توفير خيم لهم، لا تزال عائلات أخرى تنتظر في سياراتها توفير المأوى لها، وخصوصاً أن النزوح حصل مساء السبت ويوم أمس الأحد في غياب وجود لمفوضية أو أية جهات مانحة لتقديم المساعدة لهم».
على صعيد آخر، استهدفت المجموعات المسلحة في المعارضة السورية، المتمركزة في جرود عرسال، أحياء بلدتي اللبوة والنبي عثمان بخمسة صواريخ «غراد»، أدت إلى استشهاد عباس سيف الدين (16 عاماً) وجرح ثائر نزهة، فيما تسببت الصواريخ الأربعة الأخرى بإصابة خضر وزاهر دندش بجروح ونقلا إلى مستشفى دار الحكمة في بعلبك.
وعم الغضب في بلدتي اللبوة والنبي عثمان على أثر شيوع خبر استشهاد سيف الدين، فأقفل شبان من البلدتين الطرقات المؤدية إلى عرسال بالسواتر الترابية. واستمر إقفال الطريق من عصر السبت حتى عصر أمس، حيث أزيلت الأتربة، بعد اجتماع عقدته عائلة سيف الدين بعد تشييع ابنها، في بلدة النبي عثمان ووجّهت فيه نداء إلى «العقلاء والشرفاء من إخوتنا وأهلنا في عرسال التي قدمت الشهداء من أجل الوطن»، طالبة منهم «الوقوف وقفة عز ورجولة للتصدي للمؤامرة التي تحاك لزرع الفتنة والطائفية والمذهبية».