تواصلت الردود السورية على كلام الوسيط الدولي في سوريا الأخضر الإبراهيمي، الذي ربط مصير مفاوضات السلام السورية مع إجراء الانتخابات الرئاسية. الانتخابات التي يبدو إجراؤها مسألة مؤكدة حسبما يعلن المسؤولون السوريون، إضافة إلى البدء بمناقشة مشروع قانون الانتخابات في مجلس الشعب، تلاقي انتقادات غربية وأممية مستمرة.
وقال وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، للتلفزيون الرسمي السوري، إنّ الأخضر الإبراهيمي تجاوز سلطته كوسيط عندما قال إن مضي سوريا قدماً في إجراء انتخابات من المرجح أن تضمن فترة ولاية جديدة للرئيس بشار الأسد سيبّدد اهتمام المعارضة بمواصلة محادثات السلام مع الحكومة. وأضاف: «الإبراهيمي وربما بسبب تقدم العمر نسي أنه فقط وسيط دولي للمفاوضات بين الحكومة السورية الدستورية الشرعية وبين المعارضة». ورأى الزعبي أنّ «الإبراهيمي لا يحق له تنفيذ السياسة الأميركية في سوريا، والقرار بإجراء الانتخابات تقرّره السلطات السورية، ولا يستطيع أحد أن يعطل الاستحقاقات الدستورية في البلاد».
في المقابل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، موسكو وطهران إلى الضغط على النظام السوري لاستئناف المفاوضات مع المعارضة.
ورأى، في تصريح صحافي إثر اجتماع غير رسمي للجمعية العامة للأمم المتحدة شارك فيه الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي، «أنّ بإمكان الذين لديهم تأثير، مثل الحكومتين الروسية والإيرانية، القول للحكومة السورية بأنّ عليها المجيء إلى مؤتمر جنيف بموقف بنّاء أكثر». وأضاف بان أنّ إيران «بلد مهم في المنطقة يستطيع أن يقوم بدور مهم، مثل إفهام السلطات السورية أنّ عليها أن تشارك في مؤتمر جنيف بشكل بنّاء أكثر». ورداً على سؤال عن الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا، رأى أنّه «إذا كان الرئيس بشار الأسد مرشحاً، فسيكون من الصعب جداً دفع عملية السلام في جنيف».
في المقابل، استنكر المندوب السوري لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، إغفال تقريري الأمين العام بان كي مون والمبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي ذكر الإرهاب في سوريا. وقال: «لم يشر التقريران إلى أننا في سوريا نواجه الإرهاب، وأيضاً تجاهل التقريران أنّنا نواجه معارضة مسلحة كـ«داعش» و«النصرة» وغيرهما من الفصائل الإرهابية المسلحة». وأشار الجعفري إلى أنّ الحكومة السورية ليست ضد وجود معارضة في البلاد، على أن تكون معتدلة وتطمح إلى تحقيق ما يمكن أن يكون في مصلحة الشعب السوري لا العكس.
إلى ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، أنّ الأخضر الإبراهيمي سيزور يوم الأحد إيران حيث سيجري مباحثات مع القادة الإيرانيين. وأفادت وكالة «مهر» الإيرانية أنّه «سيجري مباحثات مع وزير الخارجية محمد جواد ظريف وأمین المجلس الأعلی للأمن القومي علي شمخاني، ومسؤولين آخرين».
في سياق متصل، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنّ من «المهم أن يزور الإبراهيمي إيران وأن يتشاور معها»، معتبراً أنّ «الزيارة لطهران قد تكون مفيدة لقدرتها على ممارسة ضغوط على النظام السوري».
من ناحية أخرى، قال مسؤول في وزارة الخارجية الروسية إنّ كل الأسلحة الكيميائية السورية التي يجب تدميرها خارج البلاد قد تتمّ إزالتها بحلول 13 من نيسان. ونقلت وسائل إعلام روسية عن ميخائيل أوليانوف، رئيس إدارة الأمن ونزع السلاح في وزارة الخارجية، قوله «إنّ سوريا ستقدم لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية خطة جديدة لتدمير منشآتها لإنتاج الأسلحة الكيميائية في نهاية الشهر الحالي».
في سياق آخر، وصفت منظمات إغاثية دولية الوضع في سوريا بكارثة إنسانية «مروعة»، لافتةً إلى أنّ هناك 9 ملايين سوري في حاجة إلى مساعدة عاجلة بينهم 6.5 ملايين نازح داخل بلادهم، نصفهم من الأطفال.
واعتبرت منظمات «الهلال الأحمر العربي السوري» و«الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر» و«الهلال الأحمر» و«اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، في بيان أمس، أن 2.4 مليون شخص فروا من سوريا منذ كانون الثاني 2012، ولجأوا إلى لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر والى بلدان أخرى «حيث يفتقرون إلى جميع أنواع الاحتياجات الأساسية»، لافتاً إلى أن الوضع الإنساني لا يزال يشهد «المزيد من التدهور السريع في أجزاء كبيرة من البلاد».
وقال البيان إنّ الوضع ينذر بـ«الخطر الشديد» في ضواحي دمشق، ومحافظات ريف دمشق وحلب وحمص ودرعا وإدلب وحماه ودير الزور والرقة، وكذلك في محافظة الحسكة.

المعلم يخضع لعملية جراحية

خضع وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، لعملية تغيير شرايين في القلب في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، الذي نقل إليه أول من أمس إثر وعكة صحية، بحسب ما أفاد مصدر طبي لوكالة «فرانس برس». وأضاف المصدر أنّ «العملية استغرقت أربع ساعات، وكانت ناجحة»، مؤكداً أن الحالة الصحية للوزير «مستقرة».
وأكد التلفزيون الرسمي السوري في شريط إخباري عاجل أنّ «نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين الأستاذ وليد المعلم يجري عملية جراحية في القلب كانت مقررة سابقاً». ونقل عن مصادر طبية تأكيدها «نجاح هذه العملية»، وأنّ المعلم «سيعود لممارسة حياته الطبيعية خلال الأيام القادمة».
(الأخبار، الأناضول، أ ف ب)