تحفّظ وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، أمام لجنة الخارجية التابعة لمجلس النواب الاميركي على اصرار إسرائيل على شرط الاعتراف الفلسطيني باسرائيل كـ«دولة يهودية»، لانجاز التسوية النهائية، مشيرا إلى أنه «من الخطأ ان يكرر اشخاص معينون»، في اشارة الى بنيامين نتنياهو، «المرة تلو الاخرى، هذا المطلب باعتباره عنصرا حاسما في أساس توجههم لعقد تسوية مع الفلسطينيين»، ومؤكدا «موقفه في هذا المجال، بان الحوار حول هذه المسألة لا يزال مستمرا».
ولفتت صحيفة «هآرتس» إلى أن «موقف كيري يأتي تمهيدا للقاء المرتقب الاسبوع المقبل في البيت الابيض، بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي اعلن أخيرا انه لن يوافق على الاعتراف باسرائيل دولة يهودية».
وفي ضوء ذلك، رأت «هآرتس» أن تصريحات كيري تأتي بهدف التوصل الى حل وسط لحل الخلاف، وتعبيرا عن خيبة امله ازاء المصاعب المتصاعدة التي حالت حتى الان دون تقديم «اتفاق اطار» للطرفين.
وفي محاولة منه لتعزيز موقفه، والايحاء بأن لا حاجة إلى الاعتراف الفلسطيني، اوضح كيري أن «مسألة الدولة اليهودية قد حلت في قرار الأمم المتحدة 181 من عام 1947»، مضيفا أن القرار يأتي على ذكر «الدولة اليهودية» 44 مرة. وادعى كيري أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قال عام 1988 ومرة أخرى عام 2004 إنه يوافق على أن تكون إسرائيل دولة يهودية.
في المقابل، لفتت «هآرتس» إلى تصريح كيري في كانون الأول الماضي، الذي جاء فيه أنه «علينا أن نبحث عن سلام يعترف بإسرائيل كدولة يهودية». كما لمح كيري، بحسب الصحيفة نفسها، الى أن موضوع الدولة اليهودية ورقة مساومة فلسطينية في المفاوضات مع اسرائيل، مؤكداً انه «لم يقل كلمته الاخيرة في هذا الموضوع». وعبر ايضا عن تفاؤله ازاء صيغة الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية، في الاتفاق بين الطرفين، تسودها مساواة تامة في حقوق كل المواطنين، موضحا انه «في المفاوضات اي شخص لن يعطي مسبقا اي امر، وهم سيتخذون قرارات عندما يعرفون ماذا سيتلقون».
في المقابل، ذكرت مصادر سياسية اسرائيلية ان «الادارة الاميركية ترى أن ممارسة الضغوط على اسرائيل امر أسهل من مواجهة الفلسطينيين». واضافت المصادر نفسها ان الادارة ترمي من وراء الضغوط الى دفع اسرائيل من اجل التخلي عن شرط الاعتراف بيهودية الدولة. ولفتت المصادر الى ان موقف كيري يعكس أن الادارة الاميركية باتت تفهم أن رئيس السلطة الفلسطينية مستعد لنسف المفاوضات على هذه الخلفية، لذلك قررت ممارسة الضغوط على اسرائيل.
وبحسب «هآرتس»، تكشف تصريحات كيري عن امور كانت تقال وراء الكواليس من قبل مسؤولين اميركيين يعتقدون أن نتنياهو قد «بالغ» عندما صرح علانية بمطلبه حول الاعتراف بالدولة اليهودية، وتركيزه على ذلك كشرط لا مفر منه للتقدم في المفاوضات. ونقلت «هآرتس» عن مصدر في البيت الابيض قوله «كلما جعل نتانياهو هذه المسألة مركزية أكثر، فإنه يصعب على عباس قبول هذا المطلب». وأشارت الصحيفة، نقلا عن مصادر في نيويورك، إلى أن رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة قد تبنوا موقف نتنياهو، وأنهم على استعداد لتوجيه انتقادات إلى الإدارة الأميركية إذا تلقوا إشارة بذلك من إسرائيل.




شدد عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، أحمد قريع، في كلمة له أمام مؤتمر حزب «ميرتس» اليساري الإسرائيلي أمس، على ان «العقلية المهيمنة في مطبخ القرار الإسرائيلي، وما تحاول إملاءه من فرض أمر واقع على الأرض عبر الاستيطان، ولا سيما في القدس ومحيطها، يجعل من التشاؤم سيد الموقف».
(أ ف ب)