حلب | عشية الذكرى الثالثة لبدء الأزمة السورية، سيتنفّس أهالي حلب الصعداء بعد الإعلان عن تسيير ثلاث رحلات أسبوعية بين مطاري دمشق وحلب، بدءاً من الأسبوع المقبل. وكانت طائرة ركاب أقلّت إعلاميين حطّت في المطار في 22 كانون الثاني الماضي، بعد سيطرة الجيش على المناطق المحيطة، وإصلاح الأضرار التي لحقت به.
مدير المطار، باسم منصور، قال في حديث إلى «الأخبار» إنّ «كل التحضيرات اللازمة لعودة المطار الى سابق عهده قد تمّت»، فيما أكد مصدر في شركة «سوريا للطيران» أنّ «باكورة استعادة المطار لدوره كمنفذ لمدينة حلب ستكون عبر ثلاث رحلات أسبوعية بين مطاري دمشق وحلب كمرحلة أولى، على أن ينظر في تسيير عدد من الرحلات وإضافة خطوط أخرى من مختلف المحافظات بعد تأمين طريق بري آمن للركاب». بدوره، رأى مصدر عسكري أنّ هذه الخطوة هي بمثابة «منعطف جديد لإعادة الاستقرار الى حلب والشمال، حيث بات للمدينة منفذان بري وجوي». وسيبلغ ثمن التذكرة 4000 ليرة سورية، أي ما يعادل 28 دولاراً أميركياً.
على صعيد آخر، وبالعودة الى معارك المعارضة في ريف حلب، بين «الجبهة الإسلامية» و«جبهة النصرة» و«جيش المجاهدين» من جهة و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» من جهة أخرى، نقلت مواقع تابعة للمعارضة أمس مقتل «أبو محمد المصري»، أحد أمراء «داعش»، في الاشتباكات قرب بلدة صرين شمال شرق حلب.
في غضون ذلك، كثّف سلاح الجو أمس غاراته على منطقة الشيخ النجار (شرق حلب)، لا سيّما بعدما أعلنت «غرفة عمليات أهل الشام»، التي تقود المعارك في المنطقة، استهداف حواجز الجيش ومواقعه في محيط «اللواء 80». في موازاة ذلك، وفي ظل استمرار المعارك العنيفة في يبرود في ريف دمشق، بين الجيش والجماعات المعارضة، نشرت المواقع التابعة للمعارضة ليل أول من أمس خبر مقتل قائد كتيبة «أبدال الشام» فواز الداري مع مجموعة من أفراد كتيبته قرب يبرود.
في المقابل، قالت «الهيئة العامة للثورة»، أمس، إنّ «الغيوم الكثيفة في سماء يبرود في منطقة القلمون شكّلت ما يشبه الحظر الجوي بالنسبة لطائرات النظام الحربية وحالت دون شنّه غارات على المدينة».
الى ذلك، كثّفت الطائرات الحربية غاراتها أمس على حيّ جوبر والزبداني وفي محاور عدة في داريا وخان الشيخ في ريف دمشق، فيما جرت تسوية أوضاع 55 مسلّحاً سلّموا أنفسهم وأسلحتهم للجهات المختصة في بلدة زاكية في ريف دمشق، بحسب ما نقلت وكالة «سانا». وفي ريف حمص، ذكرت «سانا»، نقلاً عن مصدر في محافظة حمص، أنّ 25 مسلحاً من منطقة الحصن والزارة سلّموا أنفسهم وأسلحتهم.
وفي القنيطرة (جنوب غرب)، شنّ الجيش عمليات عسكرية عنيفة ضد الجماعات المسلّحة، في ظل ارتفاع حدة المعارك بينه وبين المسلّحين.

3 آلاف مقاتل من «داعش» في ريف حماه!

أعلن قيادي في «الجيش الحر» في حديث الى وكالة «الأناضول»، أمس، أن نحو 3 آلاف مقاتل من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وأمراء لهم، تجمعوا في جبال البلعاس في ريف حماه الشرقي ضمن الصحراء السورية، وتحصّنوا في الكهوف والمغارات التي تحويها، ويستعدون لإعلان إمارة لهم هناك. وأوضح القيادي الذي رفض الكشف عن اسمه أن مقاتلي «داعش» لجأوا إلى تلك الجبال لـ«كونها تتحكم في عقدة طرق استراتيجية وسط سوريا تقطع خطوط إمداد وتنقل مقاتلي الحر وحلفائه من الفصائل الإسلامية، كما أنها تضم حقلين نفطيين هما الشاعر والجلمة». وحول تمكن مقاتلي «داعش» من التجمع في هذه المنطقة دون قتال، لفت «القائد العسكري» إلى أنّ «بعض مقاتلي الفصائل الإسلامية، ويقدر عددهم بحوالى 1500 شخص، بايعوا التنظيم منذ أشهر، ما مهّد لدخول أعضائه إلى المنطقة والتمترس فيها».