سقوط الحزم سيفتح الطريق لقوات الجيش واللجان نحو السيطرة على مديرية خب والشغف
وفي أعقاب سقوط «اللواء 127»، بدأت بقية القوات والميليشيات الانسحاب، فيما سلّمت كتيبة كاملة ينحدر عناصرها من قبيلة حاشد نفسها للجيش واللجان، ليتمّ تأمينها من ضربات طائرات العدوان. وفي خلال اليومين الماضيين، انتقلت المعارك نحو منطقة المحزمات ووادي حليف جنوب غربي الجوف، بعدما دفعت قوات هادي بتعزيزات كبيرة إلى المنطقة مسنودة بغارات طائرات العدوان، وفي ظلّ إعلان قائد عملياتها، اللواء صغير بن عزيز، عن «عملية عسكرية لاستعادة الجوف». وحاولت القوات الموالية لـ«التحالف» التقدّم في منطقة المحزمات الواقعة جنوب مدينة الحزم، كما حاولت تحت غطاء جوي كثيف التقدّم في وادي حليف، فضلاً عن إحداث اختراق في جبهة مجزر الواقعة ما بين محافظتَي مأرب والجوف، للتقدّم نحو مديرية المصلوب.
تقدّم قوات صنعاء في الجوف، ووصولها إلى مشارف مركز المحافظة، أثارا فزع السعودية، التي سارعت إلى محاولة شراء ولاء القبائل التي كان عدد منها أعلن انحيازه لـ«أنصار الله» خلال الأسابيع الماضية. وترى الرياض أن سقوط مدينة الحزم سيفتح الطريق لقوات الجيش واللجان نحو السيطرة على مديرية خب والشغف وصولاً إلى منطقة اليتمة الحدودية مع نجران. ونظراً إلى ارتباط الجوف بحدود صحراوية مع محافظة حضرموت الجنوبية، تتخوّف الرياض أيضاً من أن يمهّد سقوطها لوصول قوات صنعاء إلى محافظة المهرة عبر الطرق الصحراوية التي تسيطر عليها القبائل المناهضة لـ«التحالف». وبفعل تلك المخاوف، وصلت قيادات عسكرية سعودية برئاسة قائد «التحالف» في المنطقة العسكرية السادسة، العميد عبد الله بن حصيد العنزي، إلى مديرية حزم، تحت مبرّر تقديم العزاء لمحافظ الجوف أمين العكيمي بمقتل نجله. وتعهّدت تلك القيادات للعكيمي بتقديم الدعم العسكري وتكثيف الإسناد الجوي مقابل المضيّ في المعركة.
في غضون ذلك، تصاعدت الاتهامات المتبادلة بين القوى الموالية للرياض وتلك المحسوبة على أبو ظبي، على خلفية تطورات الجوف. وفيما تنبّأت قيادات من «المجلس الانتقالي الجنوبي» بسقوط محافظتَي الجوف ومأرب بيد قوات صنعاء من دون قتال، بموجب ما زعموا أنها «صفقات سرية نكاية بالإمارات»، اتهم وزير الدولة في حكومة هادي، عبد الغني جميل، في تغريدة على «تويتر»، الإمارات بالوقوف وراء «مؤامرة» إسقاط المحافظتين. ودعا جميل، المقرّب من الجنرال علي محسن الأحمر، السعودية إلى «التدخل بقوة لإفشال المؤامرة».