وسقط علي زيدان بالضربة القاضية.محاولات كثيرة جرت خلال الأسابيع الماضية لحجب الثقة عن حكومته في المؤتمر الوطني العام في ليبيا، لكن من دون جدوى. يوم أمس كان اليوم الحاسم. تحققت الغالبية وطار زيدان الذي يحمله كثيرون مسؤولية تدهور الوضع الأمني في بلاده. وضع فرض تكليف وزير الدفاع عبد الله الثني تولي رئاسة الحكومة مؤقتاً بانتظار تكليف رئيس جديد لها.
وقال النائب في البرلمان، محمد عماري زايد، إن «المؤتمر أقال حكومة علي زيدان بـ124 صوتا من أصل 200، وهو النصاب الدستوري الذي تتطلبه العملية». وأضاف أن «المؤتمر صوت لتكليف وزير الدفاع في الحكومة المقالة عبد الله الثني بتصريف أعمال الحكومة لمدة أسبوعين حتى يُختار رئيس جديد للحكومة خلال هذه المدة».
ومساءً ادى الثني اليمين الدستورية رئيساً للحكومة. وجرى انتقاد حكومة علي زيدان بانتظام لفشلها في استعادة الأمن في البلاد، بعد أكثر من عامين على سقوط معمر القذافي. وانتُقدت أيضا لعدم حل أزمة النفط المستمرة منذ أشهر، في أعقاب إغلاق الموانئ النفطية الرئيسية في شرق البلاد من قبل محتجين يطالبون بحكم ذاتي في إقليم برقة.
وازدادت هذه الانتقادات السبت، بعدما أقدم هؤلاء المحتجون على استجلاب ناقلة للنفط تحمل علم كوريا الجنوبية، وعلى إعلان بيع النفط الخام خارج إطار الدولة الرسمي. وقال عضو المؤتمر الوطني الليبي علاء لمقريف «رأينا أن المسألة الأمنية هي الرئيسية، لذلك وقع الاختيار على الثني، وكان عليه توافق كبير (ليحل محل زيدان مؤقتا). هو شخص أمني ولديه خطط لبناء الجيش وحل بعض الإشكاليات». وعقب إقالته، قرر النائب العام الليبي عبد القادر رضوان استدعاء زيدان وعدد من وزرائه للتحقيق بناء على مذكرات ومستندات تدين تورطه في قضايا فساد مالي وإداري في ميزانية ليبيا لعام 2013.
من جهة اخرى، أعلن النائب محمد عماري زايد إن المجلس «وافق على قرارات بإجراء تعديل دستوري يقضي بانتخابات مبكرة لفترة انتقالية ثالثة في بحر ثلاثة أشهر، فيما عدا انتخابات رئيس للدولة»، لافتاً إلى أن «هذا الأمر ترك للبرلمان القادم ليقرر إذا كان يتم انتخاب الرئيس بشكل مباشر أو يتم اختياره من قبل النواب».
إلى ذلك، كشف رئيس حركة النهضة «التونسية» راشد الغنوشي عن جهود يقوم بها في الوساطة بين الفرقاء في ليبيا لحل الأزمة التي تشهدها البلاد.
وقال الغنوشي في مقابلة مع وكالة «الأناضول» إن «هناك بداية للاتصال مع زعماء ليبيا من أجل الإسهام في إجراء حوار وطني بين كل الفرقاء الليبيين توصّلاً إلى توافق، وإلى وضع المسار الانتقالي الليبي على طريق النجاح الديمقراطي». وعن ما تم إنجازه بهذا الشأن، أوضح الغنوشي «نحن لا نزال في بداية الطريق».
(الأناضول، أ ف ب، الأخبار)