القاهرة | فصلٌ جديد من فصول المواجهة بين السلطات في مصر وجماعة الإخوان المسلمين المحظورة التي لا تلبث أن تهدأ حتى تعود لتتكشف معطيات جديدة، تؤكد سعي التنظيم المحظور إلى ضرب هيبة دولة ما بعد «3 يوليو». وسربت الأجهزة الأمنية أمس خبراً أمس عن وجود وثائق عثرت عليها قوات الأمن والجيش في إحدى الحملات الأمنية في محافظة سيناء تكشف عن أن «هناك مجموعات من الأفغان هُرِّبوا من سجن بنغازي في ليبيا بعد اقتحامه، إلى القاهرة ليقوموا بعمليات تهريب سجناء «الإخوان»».
وبحسب الوثائق، فإن «التنظيم الدولي للإخوان طلب الاستعانة بعناصر من حركة طالبان الأفغانية، لتنفيذ مخطط للهجوم على بعض السجون المصرية، وتهريب السجناء بها، وخاصة قيادات جماعة الإخوان وأعضاءها، لتكرار سيناريو الهروب الذي حصل في سجون باكستان والعراق وليبيا».
وأوضحت الوثائق أيضاً، بحسب الأجهزة نفسها، أنه «بالتوازي مع التحضير لتهريب السجناء، تلقّى قادة الجماعة المحتجزون حالياً في سجون طرة وبرج العرب والعقرب تعليمات بإشاعة الفوضى داخل السجون وتحريض باقي السجناء، بالتزامن مع دخول مجموعات الاقتحام يوم 19 آذار الذي يتزامن واحتفالات مصر بتحرير طابا». الخرائط التي ضبطت مع الهاربين من ليبيا، بحسب المصادر، جاءت «لتوضح بوصلة تحركات الجماعات الجهادية داخل مصر وخارجها يوم 19 آذار المقبل، بالإضافة إلى كشوفات بأسماء قيادات الجيش والشرطة، من بينها بيانات تفصيلية عن تحركات الضباط المسؤولين عن تحريك الحملات الأمنية مع تحديد عناوين أبرز القيادات في الدولة».
مصادر عسكرية أكدت لـ«الأخبار» أن «السلطات الأمنية من جيش وشرطة أخذت كل الاحتياطات لإحباط خطط «الإخوان»»، موضحةً أنه «لم يبق إلا العمليات الانتحارية ملاذاً أخيراً للعناصر لتنفيذ مخططاتهم بعد أن أحكمت القيادات الأمنية تأمينها للسجون باستخدام خطة «الطوق الحديدي» لمنع هروب أو التعرض لقيادات «الإخوان» المسجونين».
ولفتت المصادر العسكرية إلى أن قيام العناصر بعمليات تفجيرية سيكون «هدفه إرباك الحالة الأمنية مع افتعال أزمات في الشارع المصري، وخصوصاً في الشوارع الرئيسية لإحداث حالة من الشلل المروري تسبقها عمليات تفجير في مختلف المحافظات، مع إعطاء تعليمات باستهداف رجال الجيش والشرطة، وخصوصاً رجال الأمن المركزي المعروف عنهم أنهم قوات فضّ شغب ولا يملكون رفاهية استخدام السلاح».
من جهة أخرى، كشفت المصادر العسكرية لـ«الأخبار» أن «معسكرات تدريب عناصر الجهاد في ليبيا تحت السيطرة». وأوضحت المصادر أن «عناصر رجال المؤسسة العسكرية ووزارة الداخلية وضعوا خططاً لحماية مصر وتطويق مناطق تحرك الجهاديين في ليبيا، وتحديد قواعد التحرك لهم للقبض عليهم أو تصفيتهم جسدياً، حسب ظروف المطاردة». ورصدت الأجهزة الأمنية تصريحات لمسؤول الجناح العسكري في الجماعة رفاعي طه الفار بأن «معه ما يقارب من 3 آلاف مقاتل، ينتظرون التدخل في الوقت المناسب، وأن من ينتظرون على الحدود من العناصر الأفغانية قد حصلوا على أسلحتهم من ليبيا، بعد القبض عليهم هناك، وجاءت لهم عناصر دعم، وقامت باقتحام السجون في بنغازي وتهريبهم». وفي سياق متصل، أشارت مصادر عسكرية إلى أن «كل خطط إحكام السيطرة على القاهرة والمحافظات جاهزة للتنفيذ في أقل من دقائق»، وأن «انتشار عناصر الجيش والشرطة مدروس بوضع خطط استباقية تغلق الباب أمام العمليات الإرهابية أو الفوضى أو قطع الطريق للشوارع والمحاور الرئيسية وتجهضها في مهدها». وأكدت المصادر لـ«الأخبار» أن «الشعب المصري أظهر أخيراً تجاوباً مع التشديدات الأمنية التي تحدث في البلاد، في محاولة منهم لفرض شبكة أمنية شعبية لحماية شوارع مصر ومبانيها ومؤسساتها من التدمير».
الخبير الأمني اللواء محمود قطري علق على خطط اقتحام السجون بالقول إنّ «أي محاولة إرهابية لاقتحام السجون ستكون فاشلة، وسيقتل جميع من يقوم بها». واستدرك قطري قائلاً «إن ذلك لن يمنع الجماعة الإرهابية وحلفاءها من تنفيذ تلك المحاولات، حتى لو كانت محاولات انتحارية، وعليه يجب أن تضع وزارة الداخلية خططاً أمنية متغيّرة، بشأن تأمين السجون، وأيضاً عملية إخفاء أماكن سجناء الإخوان».