غزة | تراقب السلطة الفلسطينية خطوات رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في جولته الخارجية، وتتتبّع مسار رحلته بعدما سمحت له مصر بمغادرة القاهرة في بداية كانون الأول/ ديسمبر إلى عدد من الدول. جولة هنية هي الأولى له منذ انتخابه رئيساً للحركة نهاية 2017، إذ بقي طوال هذه السنوات حبيس قطاع غزة بقرار مصري وتوصية أميركية وتحريض «فتحاوي» وإسرائيلي، كما تصف الحال مصادر في الحركة، لافتة إلى أن القاهرة منعته أكثر من مرة من إجراء جولات خارجية بذريعة «عدم نضوج الأوضاع» في المنطقة، كما حاولت في بعض المحطات فرض أجندة الزيارة.الجولة الآن شملت عواصم ومدناً مختلفة؛ منها: أنقرة، وكذلك إسطنبول التي قابل فيها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إضافة إلى كوالالمبور والدوحة، وأخيراً طهران التي زارها للتعزية باستشهاد مسؤول «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، ما أثار حملة كبيرة ضدّ «حماس»، وصولاً إلى زيارته مسقط وتعزيته برحيل السلطان قابوس. جراء الزيارة الأخيرة، رأت السلطة أن هنية تَخطّى ما كان متوقعاً أو عادياً، ولذلك شنّ «تلفزيون فلسطين» التابع لها هجوماً فورياً على قيادة الحركة وزياراتها تحت ذريعة التخوف من ازدواجية التمثيل السياسي ومنافسة «الشرعية».
بجانب هجوم الإعلام، تحاول السفارات والقنصليات التشويش على زياراته


وتتخوّف «فتح» من أن يمثل ما يدور في اللقاءات وجع رأس إضافياً لها، أو أن تتمكن غريمتها من فتح قنوات تواصل وتقوية أخرى، فضلاً عن جلب مساعدات أكثر لغزة. ووفق مصادر، عملت رام الله عبر ممثلياتها وسفرائها على التحريض على أكثر من مسار ضدّ زيارات هنية، ولا سيما الدعوة إلى رفض استقباله كونه لا يحمل صفة رسمية. لكن هنية، الذي ينوي البقاء في الخارج حتى الانتخابات الحركية المقبلة (أي نحو عام تقريباً) كما تقول المصادر، يعمل على تعزيز حضور الحركة في محافل سياسية مختلفة، كما يريد متابعة شؤون جرى تأجيل بحثها طويلاً.
وتأتي حملة السلطة على هنية بالتزامن مع استمرار أزمة الانتخابات التي تحاول أن تجريها من دون مشاركة «حماس»، إضافة إلى استمرار الصراع بين قيادات «فتح» حول الموضوع نفسه، والذي تَعثّر أخيراً بعدما رُبط بموافقة إسرائيلية على إجراء الانتخابات في القدس، وهو ما تنتظر «فتح» ردّاً أوروبياً في شأنه على خطّ الوساطة مع الاحتلال.