بعد أيام قليلة على بدء تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران، كرر وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعلون، تحديد رؤية تل أبيب لطهران، بالقول إن «إيران كانت ولا تزال منذ الثورة الإسلامية في عام 1979، في مقدمة أعداء إسرائيل»، موضحاً أنه «طوال السنوات الماضية أدارت إيران قتالاً غير مباشر ضد إسرائيل، عبر (حركتي) حماس والجهاد الإسلامي». وحسم يعلون الموقف، خلال مشاركته في أعمال مؤتمر أبحاث الأمن القومي أمس، بالقول إنه في حال «كان الخيار بين إيران وداعش، فأنا أفضّل داعش»، مستدركاً: «لا يوجد لدى داعش القدرات الموجودة لدى إيران».
وحول الاتفاق النووي، رأى أنه «أعاد الساعة التكنولوجية من ثلاثة أشهر إلى سنة. لو شعرت إيران أنها آمنة اقتصادياً كان يمكن أن تنطلق إلى صناعة القنبلة النووية في أي وقت مضى». وتابع: «هناك معسكر كان يريد الاعتماد على قيادة أميركية، وأحياناً يخيب أمله إلى حدّ كبير، لأن الأميركيين يرون في إيران شريكاً!».
وفيما انتقد يعلون ما سمّاه أصواتاً تحدثت بشيء آخر، قال: «حزب الله هو مبعوث إيران مع قدرة فيتو على الخروج للحرب، وقد وصف رئيس الأركان (غادي ايزنكوت) هذا الأمر جيداً هنا (خلال المؤتمر)». وإزاء مستقبل الصراع في سوريا قال: «في حال أدى المسار السياسي إلى انتصار إيران كدولة مهيمنة في سوريا، سيشكل هذا الأمر تحدياً بالنسبة إلينا... من الصعب أن أرى كيف ستؤدي المحادثات في فيينا إلى حل ما».
ولجهة الخطورة التي يشكلها تنظيم «داعش»، لفت يعلون إلى أن «فكر داعش يتجاوز الحدود القومية، ويتغلغل قليلاً لدينا، ولكن ليس بأحجام كبيرة». أما بالنسبة إلى حركة «حماس»، فرأى أنها «مردوعة منذ عملية الجرف الصامد، ولم تطلق رصاصة واحدة (ضد إسرائيل) ولا نتحدث عن صاروخ واحد». وعن الصواريخ التي تتساقط من حين إلى آخر انطلاقاً من قطاع غزة، لفت إلى أنها «تعود إلى تحدي داعش وجهات سلفية لحماس، عبر عمليات زرع عبوات، كما حدث في الأسبوع الماضي».
رغم ذلك، قال وزير الأمن إن «حماس تعمل ضد تلك التنظيمات، وهي مهتمة بالمحافظة على الهدوء وعدم قيادة التصعيد، ولكنها على خط مواز تواصل بناء القدرات العسكرية»، مشدداً في الوقت نفسه على أن «الردع الناجع ضد حماس يعود أولاً إلى الثمن الذي دفعته في عملية الجرف الصامد ومن السياسة التي نتبعها اليوم، التي تقوم على أن حماس مسؤولة على كل عملية إطلاق نار يطلقها أي طرف من غزة».
لجهة الصراع مع الفلسطينيين، رأى يعلون أن «من يعتقد بأن الحل معروف، وفقط عبر جلوس الأطراف ونفرض عليهم حلاً سياسياً، هذا لا يجدي»، داعياً إلى البحث عن طريق آخر، والعمل من الأسفل إلى الأعلى. ويوجد لدينا الكثير مما نقترحه على الفلسطينيين. وفي محاولة للقول إن الاستقرار الأمني يعود في الجزء الأكبر منه إلى أداء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أضاف أن «80% من عمليات الإحباط للعمليات في الضفة تجري على أيدي قواتنا، و20% على أيدي الفلسطينيين دوننا... ربما نشأ هناك حماستان، وربما داعش».
كذلك ردّ يعلون على وزير التربية ورئيس «البيت اليهودي»، نفتالي بينيت، بالقول إن هناك من يدعو إلى الخروج إلى عملية «سور واقي» إضافية. موضحاً أنه في عام 2002 «دخلنا إلى المدن الفلسطينية في مناطق (أ) بعدما خرجنا من هناك منذ اتفاق أوسلو. وكان يحتاج الأمر إلى فرق كاملة من أجل مواجهة الفلسطينيين. أما اليوم، عندما يتوافر لدينا إنذار، ندخل فوراً ونعالج الأمر بشكل مركز، ودون المس ببقية السكان الفلسطينيين، حتى لو كان المطلوب موجوداً في مستشفى. كل من يقول إنه الآن ينبغي بسبب موجة الإرهاب الانتقال من الدفاع إلى الهجوم؛ نحن طوال الوقت في حالة هجوم».
وانتقد أيضاً ما سمّاها الهجمات التي تتعرض لها إسرائيل، واصفاً اياها بأنها تثير السخرية، ومعتبراً أن «صراعنا ليس في أعلى سلم الأوليات، حتى لدى الدول العربية، لكن في الاتحاد الأوروبي ينشغلون بنا، هناك لاجئون سوريون أكثر من الفلسطينيين، وهم لا يزالون ينشغلون بنا».
وتناول يعلون المشاركة الروسية في سوريا، بالقول: «الروس اعتقدوا أنه خلال ثلاثة أشهر سيتمكنون من الوصول إلى نهر الفرات». وأضاف: «الجيش الروسي لم يحقق هذا الهدف، وأيضاً لم يصلوا إلى هذه الإنجازات في هضبة الجولان».
في المقابل، رأى أن هناك «إنجازات في القتال الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، الذي تلقى هزائم غير بسيطة في العراق وسوريا. ونحن نؤمن بأن داعش سيهزم في نهاية الأمر من الناحية الجغرافية بعد الضربات التي تلقاها، وأيضاً على ضوء الهجمات التي تلقتها مخازن النفط».

نتنياهو: أصل الصراع رفض الفلسطينيين الاعتراف بحق اليهود بدولة

قال رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، إن «النزاع مع الفلسطينيين يعود إلى رفضهم الاعتراف بحق اليهود في قيام دولة، سواء في تل أبيب أو في أي مكان آخر». وأضاف، تعليقاً على عملية مستوطنة «عاتنائيل»، أن «الجيش الإسرائيلي سوف يقوم بكل ما هو ممكن لوقف عمليات القتل، ليس فقط من خلال اعتقال المنفذين وهدم بيوتهم ومطاردتهم وسحب تصاريح العمل من عائلاتهم، ولكن من خلال فضح موقف الجانب الفلسطيني أمام العالم وطرح الحقيقة. الحقيقة واضحة، وتقول إن الفلسطينيين يريدون القضاء علينا، ليس هنا في عتنائيل، بل في تل أبيب ويافا».
ورأى نتنياهو أن «ما يحدث (العمليات) هو نتيجة للتحريض الذي تمارسه السلطة الفلسطينية وحماس والحركة الإسلامية وآخرون، وهو يعتبر جذر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وعلينا قول هذه الحقيقة لكل العالم الذي ينتقدنا». وفي كلمة أمام الكنيست بمناسبة الذكرى الـ67 لتأسيسه، كرر مقولة أن «جذور النزاع هي رفض أصل وجود إسرائيل، الذي يطمح إلى إزالتنا من الوجود». ثم وصف إسرائيل بأنها «على خط الجبهة في المعركة ضد الإسلام المتطرف في العالم».
في سياق متصل، هدّد نتنياهو بمنع دخول العمال الفلسطينيين للعمل في المستوطنات وداخل فلسطين المحتلة «إذا لزم الأمر واستمرت العمليات». وأوضح أن هناك الكثير في جعبة الحكومة والجيش الإسرائيلي، من إجراءات لم تتخذ.. «لن نتردّد في اتخاذها إذا لم توقف العمليات الفلسطينية».
من جهة أخرى، رأى رئيس حزب «البيت اليهودي» ووزير التربية والتعليم، نفتالي بينيت، أن «التهديد الرئيسي على أمن إسرائيل لا يأتي من الشمال والجنوب، وليس من صواريخ حماس وحزب الله، وليس حتى من إيران، والجمود الدبلوماسي ليس بالتهديد الرئيسي علينا، بل الجمود في تفكيرنا». وأوضح بينيت مقصده بالقول: «بدلاً من رسم مستقبلنا بأنفسنا، يتم جرّ إسرائيل من خلال الواقع القائم»، واصفاً ذلك بأنه «أكبر خطر على أمننا».
وانتقد بينيت «الفرضيات العملانية التي تنطلق من اعتبار حزب الله هو العدو، فيما يتم تحييد إيران»، بعدما كان الخطاب الإسرائيلي ليلاً ونهاراً يؤكد أن إيران هي العدو وأن حزب الله هو الذراع التشغيلية لها. و«إذا كانت هذه هي الحال، يصبح هناك مجال للمناقشة في ما إذا كان صحيحاً استثمار كل هذه الجهود في مواجهة الذراع التشغيلية في حين يتم منح العدو الحقيقي، إيران، الحصانة»، كما يقول بينيت، و«على القيادة السياسية والأمنية أن تسأل نفسها عن السبب الذي نزف فيه الجانب الإسرائيلي دماً في كل مرة دخل فيه صراعاً مع حماس وحزب الله، في حين أن رأس الأفعى يتمتع بحصانة».