اجتماع عادي لوزراء الخارجية العرب تحضيراً لقمة الكويت آخر هذا الشهر، لكنه استثنائي في توقيته في ظل انقسام خليجي بلغ حد سحب سفراء من قطر، وقرارات «إقليمية الطابع»، بدأتها السعودية بحظر الإخوان و8 منظمات أخرى، واستكملتها مصر أمس بالدعوى إلى تبني قرار اعتبار الإخوان منظمة إرهابية على المستوى العربي.
ومع ذلك، بقيت فلسطين العنوان الجذاب، مع تأكيد الوزراء تضامنهم مع الرئيس محمود عباس في رفضه الاعتراف بـ«يهودية الدولة». ولعل أكثر ما لفت الأنظار في هذا الاجتماع انخفاض تمثيل قطر، التي غاب وزير خارجيتها، خالد العطية، وحضر مساعده محمد بن متعب الرميحي. ومعروف أن سلفه حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لم يكن يفوّت اجتماعاً للجامعة، وخاصة خلال السنوات الماضية التي بدا وكأن هذه المنظمة الإقليمية ليست سوى فرع من شركاته. كما لفت أيضاً حضور وفد يمني برئاسة وزير الخارجية أبو بكر عبد الله القربي، ووزير الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية جنوب السودان، برنابا بنجامين، الذي دعا الدول العربية إلى مساندة بلاده مادياً والمشاركة في مشاريع استثمارية.
ورحب الوزراء العرب «بما تم إنجازه على المسار الديموقراطي وخريطة الطريق في كل من مصر وتونس، وخاصة ما يتعلق بمسألة إقرار الدستور كخطوة على طريق الاستحقاقات الديموقراطية الأخرى».
وهنأ وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل «مصر بنتيجة الاستفتاء على الدستور الجديد الذي جسّد وحدة الشعب المصري وعبّر عن إرادته الحرة، الأمر الذي يؤكد جدية الحكومة المصرية في استكمال مراحل تنفيذ خريطة الطريق».
وأدان الفيصل بشدة «الأعمال الإرهابية التى يشهدها عدد من الدول العربية، بما فيها مصر والبحرين واليمن»، مؤكداً أن «السعودية لم تأل جهداً للتصدي لهذه الآفة الخطيرة، وعبرت عن ذلك بالفعل لا بالقول فقط من خلال إصدارها القوانين والتشريعات المجرمة للإرهاب والتنظيمات التى تقف خلفه»، مشدداً «في الوقت ذاته على أهمية التعاون الكامل بين الدول العربية لمكافحة هذه الآفة وتجفيف منابعها».
من جهته، طالب وزير الخارجية المصري نبيل فهمي الدول العربية بعدم «إيواء الإرهابيين أو الداعين إلى الإرهاب وتجنب تمويلهم». وقال أمام الوزراء إن «خطر الإرهاب في المنطقة بات يفرض نفسه أكثر من أي وقت مضى... ويُهدد جهود البناء والإنماء». وأضاف «أود أن أشير إلى قرار الحكومة المصرية باعتبار جماعة الإخوان... جماعة إرهابية، وإلى عزمنا على تفعيل هذا القرار في إطار الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب».
ودعت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، الدول كافة إلى «التآزر والتعاون من أجل تفعيل هذا القرار (السعودي) ليؤتي ثماره درءاً للفتنة، ومنعاً لمزيد من التمزق الذي يواجه الأمة».
وتبنّت الجامعة العربية رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس مطلب إسرائيل الاعتراف بها كدولة يهودية.
وقال بيان صادر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب «أكد مجلس جامعة الدول العربية دعمه للقيادة الفلسطينية في مسعاها لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، مشدداً على رفضه المطلق للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية».
وفي السياق، قالت مصادر في الجامعة العربية إن اجتماعاً مشتركاً بينها وبين لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه سيعقد اليوم في القاهرة. وأضافت إن الاجتماع سيحضره عن الأمين العام نبيل العربي والسفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين، بينما ستشارك اللجنة بوفد يرأسه عبد السلام ديالو رئيس «لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف» التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
(الأخبار, أ ف ب، الأناضول)