في الوقت الذي تشتدّ فيه المعارك في يبرود في القلمون (ريف دمشق)، بين الجيش السوري والجماعات المسلّحة المعارضة، وفي إطار تقدّم الجيش في المنطقة، استهدف المسلّحون بعض المناطق المتاخمة لحدود مدينة رنكوس، تركَّزت حتى الآن في مزارع المنطقة، في خطوة عسكرية تصعيدية بهدف توحيد قتالهم ضد الجيش السوري هناك. وأُعلن تشكيل «غرفة عمليات سهل رنكوس» التي ستكون إحدى مهماتها الرئيسية التنسيق مع الغرفة المشكَّلة سابقاً على مستوى القيادات العسكرية والمسمَّاة «غرفة عمليات القيادة العسكرية في القلمون».
وتضمُّ غرفة العمليات الجديدة عشرة «ألوية» عسكرية مقاتلة وثلاث «كتائب»، بالإضافة إلى «حركة أحرار الشام» وعدة تشكيلات مسلّحة أخرى، ولم تنضم إليها «جبهة النصرة» التي لا تزال متمسكة بـ«غرفة العمليات الموحدة».
وفي الوقت نفسه، تستمر الاشتباكات العنيفة بين الجيش والمسلّحين في يبرود، ما أدى إلى مقتل 18 مسلّحاً أمس بحسب ما نقل «المرصد السوري المعارض».
وفي سياقٍ آخر، اشتدت وتيرة الاشتباكات العسكرية في حتيتة التركمان (غوطة دمشق الشرقية) بعد أن اقتحم مسلحون من «الجبهة الإسلامية» عدداً من مزارعها القريبة من منطقة مرج السلطان. وأدت الاشتباكات إلى مقتل ما يزيد على 20 مسلحاً وإصابة أكثر من 150 منهم. وعاشت أغلبية مناطق الريف الشمالي تصعيداً جزئياً جديداً حيث كان لمزارع العبّ في دوما النصيب الأكبر من هذا التصعيد، حيث قُصفت معاقل المسلحين فيها منذ الساعات الأولى أمس. في موازاة ذلك، دمّر الجيش أمس نفقاً بعمق 12 متراً يمتد بين عدرا البلد والمدينة العمالية في ريف دمشق. وفيما استمرت المعارك على حالها في مدينة عربين استخدم مسلحو «الجيش الإسلامي الحر» الرشاشات المضادة للطائرات في محاولة منهم لإيقاف عمليات القصف المتواصلة على تجمعات المسلحين في حي جوبر بالتزامن مع اشتباكاتٍ كانت قد طاولت مدينة حمورية. وأعلنت منظمة «الهلال الأحمر السوري» تمكنها من إخلاء أكثر من 1500 عائلة كانت موجودة في مدينة حرستا إلى الأطراف الغربية من المدينة، مستخدمة الطريق بين المزارع لضمان عدم تعرض القوافل إلى إطلاق النار نتيجة للمعارك الجارية في الأطراف الشرقية من البلدة. وتركزت الأعمال العسكرية في الريف الجنوبي على الأطراف الغربية من مدينة داريا، حيث استمرت طائرات الجيش السوري باستهداف معاقل المسلحين هناك.
إلى ذلك، استمرت المعارك في بلدات جملة نوى والنعيمة في محافظة درعا (جنوباً). وأدت الاشتباكات في منطقة تل الزعتر (ريف درعا) إلى مقتل ما يقارب 15 مسلحاً. في المقابل، استهدفت «سرية المضادات» التابعة للمعارضة المسلحة تجمعاً للجيش السوري وقوات «الدفاع الوطني» في حي المنشية داخل درعا البلد. وفي درعا المحطة، استعرت الاشتباكات بين الجيش السوري و«الجيش الحر»، ما دفع مسلحي «الحر» إلى إصدار نداءات استغاثة لباقي الفصائل المسلحة، لفك الطوق الذي فرضه الجيش حول معمل للمشروبات الغازية كان يتحصّن داخله المسلحون.

الجيش يستعيد المسطومة

على صعيد آخر، عادت محافظة إدلب (شمالاً) إلى واجهة الحدث الميداني أمس، حيث دارت معارك عنيفة في المدينة وريفها بين وحدات من الجيش ومسلحين تابعين لـ«الجبهة الإسلامية». أبرز تلك المعارك كانت في بلدة المسطومة ومحيطها، حيث نجح الجيش في استعادة السيطرة على البلدة، كما على طريق إدلب ـــ المسطومة. وكان مسلحون تابعون لـ«جبهة النصرة» و«جيش الإسلام» قد سيطروا على البلدة صباح الثلاثاء الماضي. واعترف مصدر من «النّصرة» لـ«الأخبار»، باستعادة الجيش للبلدة، لكنه وصف الأمر بـ«انحياز المجاهدين من داخل البلدة إلى خطوط الرباط حولها بعد أن حققوا هدفهم بتوجيه ضربة قوية للنظام النصيري في إدلب». كذلك دارت اشتباكات عنيفة على تخوم مدينة إدلب، إثر مهاجمة مسلحين حاجزي الكونسروة وعين شيب. وعلى صعيد متصل، أكد مصدر ميداني معارض لـ«الأخبار» أنه «تمت السيطرة على حاجز مطعم الآغا، وعبره يجري التقدم نحو مدينة إدلب»، الأمر الذي نفاه مصدر عسكري، مؤكداً أن المسلحين «بعيدون كل البعد عن الوصول إلى قلب المدينة، المعارك كرّ وفرّ. وكل ما استطاعوا فعله هو إطلاق قذائف هاون في اتجاه المدينة، ما أدى إلى إصابة ثمانية أطفال قرب حديقة الزير».
وفي حلب، صدّ الجيش السوري هجوماً استهدف سجن حلب المركزي عبر محور الجندول، فيما أعلنت «الهيئة الشرعية في الريف الجنوبي» حظر التجوال في بلدة الحاضر تحت طائلة الاعتقال. وفي حماه، دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدفاع الوطني من جهة، ومسلحي «النصرة» و«الجبهة الإسلامية» من جهة أخرى على الجبهتين الجنوبية والشرقية من مدينة مورك، وسط أنباء عن خسائر كبيرة في صفوف المسلحين. وفي ريف اللاذقية، دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش ومسلحين تابعين لـ«كتائب إسلامية» في جبل النوبة، وتحدث «المرصد السوري المعارض» عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين من دون أن تتوافر معلومات إضافية.