نفّذت القوات الروسية والتركية ثالثة دورياتها المشتركة في منطقة الجزيرة السورية، في إطار تطبيق «مذكرة سوتشي» الموقّعة بين الرئيسين التركي رجب طيب أرودغان، والروسي فلاديمير بوتين. وشمل مسار الدورية الثالثة المناطق الحدودية الواقعة غرب القامشلي، مروراً بعامودا والدرباسية، وصولاً إلى الأطراف الغربية لريف رأس العين، حيث منطقة العمليات التركية. وللمرة الثالثة على التوالي، تعرّضت الدوريات المشتركة لموجة من الاعتراضات الأهلية والرشق بالحجارة من قِبَل عدد من سكان القرى، تعبيراً عن رفضهم الدخول التركي إلى مناطقهم. على خطّ موازٍ، تواصل القصف التركي المدفعي، وعبر الطائرات المسيّرة، لعدد من القرى والبلدات، في ريفَي تل تمر الشمالي ورأس العين الشرقي، في قرى الرشيدية والمحمودية والمناخ والربحانية وقبور الغراجنة. وترافقت عمليات القصف تلك مع اشتباكات متبادلة بين «قسد» و«الجيش الوطني» المدعوم تركياً في قرى الرشيدية ومزارع الريحان، وبين الجيش السوري و«الوطني» في قرية المناخ في ريف تل تمر الشمالي والغربي. وأفادت مصادر ميدانية «الأخبار» بأن «منطقة شمال تل تمر وريف رأس العين الشرقي تشهد منذ بداية الأسبوع وصول تعزيزات عسكرية مستمرة إلى المنطقة». ولفتت إلى أن «رتلاً تركياً ضمَّ دبابات ومدرعات وأسلحة ثقيلة من قرية السكرية دخل أمس باتجاه ريفَي تل تمر ورأس العين، مع وصول عناصر من الفصائل المسلحة»، كاشفة أن «الجيش التركي يستعدّ لإطلاق عملية عسكرية للسيطرة على بلدة تمر وطريق تل تمر - الدرباسية». وأشارت المصادر، التي لم تحدّد موعد العملية، إلى أن «الجانب التركي أبلغ روسيا عدم التزام قسد بخطوة انسحابها، وأن العملية تهدف إلى القضاء على مسلحي قسد في المناطق التي لم ينسحبوا منها». في غضون ذلك، شهدت مدينة القامشلي في ريف الحسكة الشمالي، أمس، ثلاثة تفجيرات، اثنان منها متزامنان، عبر سيارة مفخخة ودراجة نارية، بالقرب من فندق هدايا في شارع الوحدة، والثالث بسيارة مفخخة بالقرب من مطعم أبو دليل. ووقعت التفجيرات في وقت انصراف الموظفين والطلاب، في شارع رئيس وسط مدينة القامشلي، ما أدّى الى خسار بشرية ومادية كبيرة. وبحسب مصادر طبية تحدثت إليها «الأخبار»، فإن التفجيرات أدت إلى «استشهاد 6 مدنيين، وإصابة العشرات». وتوقعت المصادر أن «ترتفع حصيلة الاعتداءات، لوجود حالات حرجة».
أعلن الأسد أن انتخابات الرئاسة في البلاد في عام 2021 ستكون مفتوحة أمام أيّ شخص


وتأتي تلك التطورات في وقت تُثبّت فيه الولايات المتحدة عديد جنودها الذين سيبقون في سوريا، حول آبار النفط حصراً. إذ أعلن، أول من أمس، رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي أن عديد الجنود الأميركيين في شمال شوريا سيستقر على الأرجح عند نحو 500 عنصر، وذلك بعد أسابيع من إعلان جديد للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن انسحاب شامل من البلاد لم يُطبّق بالكامل. وفي تصريح إلى شبكة «إيه بي سي» الأميركية، قال الجنرال مارك ميلي: «سيكون هناك أقلّ من ألف (عنصر) بالتأكيد»، مضيفاً أن الرقم سيراوح على الأرجح ما بين 500 و600 عنصر. وأضاف ميلي، الذي قاد سابقاً القوات الأميركية في أفغانستان والعراق، أن «من الأهمية بمكان أن يبقى جنود أميركيون في سوريا ما دام تنظيم داعش لا يزال هناك». ولفت إلى أنه «لا يزال هناك مقاتلون لتنظيم داعش في العراق والشام في المنطقة»، معتبراً أنه «ما لم تتواصل الضغوط، وما لم نبقَ متيقظين إزاء هذه المجموعة، فسيكون هناك احتمال جدي بأن يعود التنظيم إلى الظهور على الساحة».
على صعيد منفصل، أعلن الرئيس السوري، بشار الأسد، أن انتخابات الرئاسة في البلاد في عام 2021 ستكون مفتوحة أمام أيّ شخص يريد الترشح. وفي مقابلة بثتها أمس قناة «روسيا اليوم»، قال الأسد: «كنا في المرة الماضية ثلاثة، وهذه المرة بالطبع سيكون لدينا كلُّ من يريدون الترشح. سيكون هناك العديد من المرشحين».