قرعت «الجبهة الإسلامية»، أمس، نواقيس الخطر، تزامناً مع التقدّم الذي حققه الجيش السوري على جبهتي حلب ودير الزور. فإثر مواصلة الجيش تقدمه باتجاه سجن حلب المركزي، أطلقت «الجبهة» ما سمته «معركة إنقاذ حلب الشهباء». ومع انتصاف نهار أمس، استقدمت تعزيزات من «المهاجرين» التابعين لـ«حركة أحرار الشام»، يُرجح أنها قدمت من إدلب المجاورة.
وكان الجيش السوري قد استهلّ معارك أمس بتقدم في اتجاه سجن حلب المركزي، وأكد مصدر عسكري لـ«الأخبار» أن «سيطرة الجيش على المجبل تعني أن المسافة إلى السجن قد تقلصت إلى أقل من كيلومتر واحد». في هذه الأثناء، تصدّى عناصر حماية السجن لمحاولة اقتحام جديدة شنّها مسلحو «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية». وقال مصدر من داخل السجن لـ«الأخبار» إنّ «المسلحين يشنون محاولات يائسة، هي أشبه بمحاولات النزاع الأخير. فوصول وحدات الجيش إلى أسوار السجن بات قريباً، ما يعني أن المسلحين سيقعون بين فكي كماشة». بدوره، أعلن الهلال الأحمر السوري أن متطوعيه تمكنوا صباح أمس من إجلاء 22 جثة لسجناء قضوا داخل السجن، ومن إدخال عشرة آلاف وجبة غذائية مطبوخة وثلاثة آلاف ربطة خبز، وكميات من الدواء. وعلى محور الريف الجنوبي، تمكنت وحدة من الجيش السوري بمؤازرة وحدة من قوات «الدفاع الوطني» من صد هجوم شنّه مسلحو «الجبهة الإسلامية» على قرية عسان، فيما هزّ انفجار عنيفٌ حي «بني زيد» في مدينة حلب. وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنه «نجم عن استهداف الجيش مستودع سلاح وذخيرة ضخم».
وعلى صعيد آخر، نشبت معارك بين «لواء التوحيد» التابع لـ«الجبهة» و«لواء عاصفة الشمال» الحليف المفترض لها. وقال مصدر ميداني معارض لـ«الأخبار» إنّ «ستة عشر قتيلاً على الأقل سقطوا في صفوف الطرفين، ومعظمهم من لواء التوحيد». وأوضح المصدر أن المعركة نشبت بسبب السعي إلى السيطرة على معبر «باب السلامة» الحدودي، بعد انسحاب مسلحي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» منه. وقال المصدر إن «انسحاب داعش من معظم مراكزه في ريف حلب كشف عن تهالك في بنية لواء التوحيد بشكل كبير». وقال المصدر إنه خلافاً لما أُعلن، فـ«القوات التي دخلت أعزاز بعد انسحاب داعش منها تشكلت من جيش المجاهدين؛ وأهم مجموعاته لواء الأنصار القادم من منطقة أورم (ريف إدلب)، ومعه كتائب النور». ووفقاً للمصدر، فإن «لواء التوحيد كان المفترض أن يقوم بهذه المهمة، لكنه لم يستطع أن يحشد أكثر من 150 مسلحاً، دخلوا إلى جانب 50 من عاصفة الشمال، و30 من جبهة النصرة». وأكد المصدر أن «هذا الانكشاف المفاجئ لانحسار عديد مسلحي التوحيد واكبه انكشاف مماثل في صفوف مسلحي أحرار الشام في حلب». وتفسّر هذه المعطيات نداء الاستغاثة الذي أطلقته «الجبهة الإسلامية» لـ«إنقاذ جبهة حلب». وإذا كان لـ«أحرار الشام» مراكز نفوذ في عدد من الجبهات الأخرى، فإن الحال مختلفة بالنسبة إلى «لواء التوحيد»، الذي بات نفوذه محصوراً في «مارع»، وفي «مدرسة المشاة». وفي موازاة ذلك، خرجت تظاهرة حاشدة لأهالي مدينة أعزاز نادت بخروج مسلحي «الجبهة الإسلامية» وكل التنظيمات الأخرى بسبب أعمال النهب التي لم تتوقف خلال يومين.
وعلى نحو مماثل، أطلق مسلحو دير الزور نداء استغاثة، جاء فيه أنّ «المرابطين في قطاع حويجة المريعية بحاجه ماسة إلى إمدادات». وأكد مصدر ميداني معارض لـ«الأخبار» أن «خط موحسن ــــ الميادين قابل للسقوط بأيدي النظام في أية لحظة». وتزامن ذلك مع استمرار المعارك العنيفة في محيط مطار دير الزور العسكري، وقرية الجفرة.
وفي إدلب، تجددت الاشتباكات بين «جبهة النصرة» و«لواء الأمة» من جهة، والجيش السوري من جهة أخرى، وذلك بالقرب من «حاجز قدرو»، وفي محيط «حاجز عجيب»، وكلاهما في منطقة خان شيخون. وانفجرت سيارة مفخخة في قرية الحويز في ريف حماه، ما أسفر وفقاً لمصدر من الأهالي عن مقتل امرأة، وإصابة أربعة عشر شخصاً. وفي حمص، قالت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» إنّ «انفجارين ضخمين هزّا حي الميدان، وشوهد تصاعد سحب الدخان وألسنة النيران بكثافة بالقرب من مدرسة سعد بن أبي وقاص». من دون تقديم تفاصيل إضافية.