على رغم الاتفاق الروسي ــــ التركي، الذي قضى بوقف نهائي لإطلاق النار في الشمال السوري، وبداية مرحلة جديدة من تنظيم الدوريات المشتركة، وانسحاب «قسد» حتى 32 كلم جنوبي الحدود مع تركيا، إلا أن يوم أمس شهد اشتباكات في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة رأس العين. وفيما أجرى الرئيس الأميركي اتصالاً بالقائد العام لـ«قسد» مظلوم كوباني، قال إن الوقت حان «ليتوجّه الأكراد نحو النفط»!خرق الجيش التركي والمجموعات المسلحة المدعومة منه اتفاق وقف إطلاق النار مع الجانب الأميركي، واتفاق «سوتشي» مع الجانب الروسي، والذي قضى أيضاً بوقف كامل لإطلاق النار. إذ هاجمت مجموعات «الجيش الوطني»، مدعومة بمدفعية الجيش التركي، مواقع لـ«قسد» في الريف الجنوبي والشرقي لمدينة رأس العين. وتركزت الهجمات على بلدتَي المناجير وأبو راسين وعدة قرى تابعة لرأس العين، في محاولة لطرد «قسد» من كامل أرياف المدينة التي تبعد أكثر من 30 كلم عن الحدود مع تركيا. وأدّت الهجمات التركية إلى سيطرة المجموعات المدعومة من أنقرة على بلدة المناجير وقرى ليلان والعامرية والأربعين شمالي الطريق الدولي «حلب ــــ الحسكة». كما طاولت الهجمات مواقع للجيش السوري في الكوزلية وتل اللبن جنوبي الطريق الدولي «M4»، مع تمكن الجيش من استيعاب كامل الهجمات.
تعهّد الرئيس الأميركي بعدم السماح لتنظيم «داعش» الإرهابي بالاستيلاء على حقول النفط


وفي ظلّ التطورات الميدانية، حمّل القائد العام لـ«قسد»، مظلوم كباني، الولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب مسؤولية خرق تركيا لوقف إطلاق النار، بعد التزام قواته بتطبيق بنود الاتفاق، معتبراً أن «أميركا ورئيسها معنيان بإيقاف الهجمات التركية». وفي إطار تطبيق بنود الاتفاق الروسي ــــ التركي، وصلت عصر أول من أمس دوريتان للشرطة العسكرية الروسية إلى مدينة القامشلي، في أول حضور عسكري روسي في الجزيرة السورية منذ بداية الحرب. ونفذت الدوريتان، برفقة عناصر من «الأسايش» الكردية، عدة طلعات على الطريق الرابط بين القامشلي وعامودا والدرباسية، في ما بدا أنه تسيير رمزي للإعلان عن دخول الاتفاق شرقي الفرات مرحلة التنفيذ. مع ذلك، أعلنت «قسد» أن قائدها العام أجرى اتصالاً متلفزاً مع وزير الدفاع ورئيس الأركان الروسي، أبدى فيه «تحفظاً على بعض بنود الاتفاق التي تحتاج إلى نقاشات وحوارات لتقريب وجهات النظر». عدم وضوح موقف «قسد»، حتى الآن، من اتفاق سوتشي تُرجم عبر عرقلة استكمال الجيش السوري انتشاره بمحاذاة طريق «M4» الدولي، ومنع وصول تعزيزات أُرسلت من الحسكة باتجاه الطريق. كما أن العرقلة الكردية أدت إلى تأجيل انتشار الجيش على طريق الحسكة ــــ القامشلي القديم (طريق تل براك)، من دون معرفة الأسباب. وتُفهم عرقلة «قسد» الأخيرة على أنها محاولة لإبقاء خطوط إمداد الجيش السوري ضمن الحسكة وباتجاه المحافظات الأخرى مقطوعة، لمنعه من رفع قدرته العسكرية، خشية لجوئه إلى القوة إذا لم ينجح الاتفاق أو طرأ عليه طارئ.
في غضون ذلك، تعهّد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس، بعدم السماح لتنظيم «داعش» الإرهابي بالاستيلاء على حقول النفط شمال سوريا. وقال ترامب، في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»، إن «حقول النفط التي جرت مناقشتها في خطابي حول تركيا والأكراد أمس كانت تحت سيطرة داعش حتى سيطرة الولايات المتحدة عليها بمساعدة الأكراد (...) لن نسمح أبداً لداعش الذي يتشكّل مجدداً بالاستيلاء على تلك الحقول!». وأضاف ترامب، في تغريدة أخرى، إنه أجرى محادثة مع قائد «قسد» في سوريا، المدعو فرحات عبدي شاهين، الملقب باسم «مظلوم كوباني»، وقال: «لقد استمتعت حقاً بمحادثتي مع الجنرال مظلوم عبدي. إنه يقدّر ما فعلناه، وأنا أقدّر ما فعله الأكراد. ربما حان الوقت لأن يبدأ الأكراد في التوجه إلى منطقة النفط!». في المقابل، قال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أمس، إن تركيا اتفقت مع روسيا على إقامة منطقة مراقبة على الطرف الشمالي الغربي من مدينة منبج السورية بهدف حماية المنطقة.
وأضاف «(إننا) طلبنا منطقة بطول 19 كلم، وعرض 5 كلم، في شمال غرب منبج لحماية المنطقة. وتوصّلنا إلى اتفاق في هذا الصدد مع روسيا. إنها مثل موقع مراقبة».