حالما تحدث أي مشكلة أو تفجير أو خراب في أي مكان يجري التشهير بالفاعل، وخصوصاً إن كان فلسطينياً، من قال إن الشعب الفلسطيني مجموعة ملائكة وأنبياء؟ من المستهجن أن يقوم فلسطيني بهذا العمل؟ لا يا أيها الإخوة العرب، الفلسطينيون شعب كباقي الشعوب، فيهم الصالح والطالح، كما في شعوبكم أيضاً، عندما يحدث تفجير في مصر وسيناء وتُتهم حماس.. تبدأ وصلات الردح والشتم والقدح والذم بالفلسطينيين، لا بحماس! كذلك عندما يقتل أحد الإرهابيين في سوريا ويتضح أنه فلسطيني.. تبدأ التعليقات الفظيعة من نوع «حرر فلسطين وجاء لتحرير حلب»..إلخ. تعليقات تكون مفهومة ومبررة، لكنها ملغومة أحياناً.
يتناسى المصريون أحياناً أن حسن البنا وجماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية نشأت من مصر، وينسون خصوصاً أن زعيم القاعدة اليوم أيمن الظاهري، مصري الجنسية والمنشأ، ويتناسى الإخوة السوريون أحياناً أن قائد الجيش الحر والمنشقين و«فلول الخونة» كانوا سوريين في يوم ما، اما في لبنان؟ فكأن أحمد الأسير مثلا جاء من شاتيلا!
لماذا لا نعدّ الشعب المصري إخوانياً لأنه أنتج هذه الجماعة؟ ولا نعدّ السوريين على شاكلة العرعور ورياض الأسعد؟
الإجابة بكل بساطة أن هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم! وكذلك الأمر بالنسبة إلى كل فلسطيني يتورط بدمٍ أو بإرهاب. الانتساب إلى الفكر الظلامي التكفيري يسبب فقدان الأصل والحسب والنسب، ينتسب الشخص إلى ابن عبد الوهاب، فيصبح وهابياً بدون جنسيته السابقة التي كفر بها وخلعها، وكذلك من يقتل ويدمر أبناء الشعب المصري، ليس مصرياً ولا فلسطينياً. باختصار هو إرهابي وكفاه بذلك خزياً.
لن أعتذر باسم الشعب الفلسطيني عما يفعله المخلوعون من إنسانيتهم، لأنني لا أعُدُ من ذبح المدنيين في صبرا وشاتيلا لبنانياً، بل أعدُّه قاتلا.
جرت «شيطنة» الفلسطينيين في مصر وسوريا ولبنان والأردن، وتجري الشيطنة لتضييق الخناق على اللاجئين الفلسطينيين في دول الطوق المحيطة بفلسطين التاريخية. اما لماذا؟ فمن أجل الضغط عليهم لقبول التهجير إلى كندا واستراليا والولايات المتحدة، بحسب ما يخطط له كيري وأبو العبس وأبو العبد وأبو الياهو، حتى يصبح صقيع تورنتو أكثر دفئاً من نظرة المصريين إلى الفلسطيني، الذين يصنفونه إرهابيا أو حمساويا، أو لتصبح حرارة صحراء فكتوريا الكبرى أكثر لطفاً ورحمة من نظرة اللبنانيين إلى المُهجَر الفلسطيني.
إخوتي العرب: لا تكثروا من الدعاء على الفلسطينيين «كل ما دق الكوز بالجرة»! لأنه «أكثر من القرد الله ما سخط» كما نقول نحن الفلسطينيين!
أو كما يقول المثل المصري: «أدعي عليك بإيه وانت فيك كل العِبَر؟».
* فلسطيني (وناوي يبطل!)
5 تعليق
التعليقات
-
كل من يعمم تصّرفات بعضكل من يعمم تصّرفات بعض الفلسطينيين على الشعب الفلسطيني يحقّق تماما الغاية التي اختاروه لأجلها أن يكون فلسطيننا ! والأمر لايتمّ من قبيل الصدفة عند من يختاروهم بالتأكيد ، حتى الكتائب العاملة في سيناء تم تسميتها بأكناف بيت المقدس للربط بين الإرهاب وبين بيت المقدس حتى يكفر الإنسان بهذه التسمية .! حماس تتحمّل جزءا لابأس به مما وصل إليه الحال وعليها أن تعيد بوصلتها حيث يجب أن تكون وقبل فوات الأوان وعساه لم يفت !! البارحة خالد مشعل في حضرة القرضاوي الذي ملأ الإعلام بفتاوي الجهاد في سوريا ! ألم يسأله ماذا عن الجهاد في فلسطين ؟! تغييب العقول من خلال رجال دين كهؤلاء أو رجال سياسة كهولاء يحيّد اليوصلة عن وجهتها الحقيقية فلا يجب أن نساعدهم في مسعاهم هذا ولذلك كسورية أرفض بالمطلق الربط بين هؤلاء وبين باقي الشعب الفلسطيني الجبّار وأتمنى لو يستطيع كل إنسان الفصل بين الأمرين وإلا إن توسّعنا قليلا بانتمائهم على خلفيّة دينية لوجدنا أن طائفة تعدادها يفوق المليار مسؤولة عن التفجيرات !! كل انتحاري يمثّل نفسه ومن حرّضه و درّبه ومن مولّه وبعيدا عن هذا الثالوث الشيطاني لاأحد مسؤول عن هذا التصرّف القذر
-
آخ وألف آخ.. فتحتلي كلآخ وألف آخ.. فتحتلي كل جروحي.. شعرت بالقهر الشديد عندما حصلت على جنسية أخرى وتحولت من "stateless" أي عديمة الجنسية إلى .... صاحبة جنسية، وبالتالي وكأنني أصبحت فجأة إنسانة لها كرامة رهيبة ومحترمة.. الله يلعن الورق والبشر والقوانين الوضعية
-
و أرجوك ايّها الفلسطينيّ الذيو أرجوك ايّها الفلسطينيّ الذي غدرك الزّمان و أهل هذا الزّمان لا تستقيل..ابقَ فلسطينيّا و أوعاك (تبطّل).. خلّيك فلسطيني يا (خيّا) و (كتّر).. سوري:)
-
مؤثّر جدّاً و صحيحمؤثّر جدّاً و صحيح جدّاً.. أنا سوري و في قلبي هو فلسطين.. تحيّة لكم يا أحبّتي
-
ألم مخيم اليرموك وقول الرجلألم مخيم اليرموك وقول الرجل المريض الطاعن بالسن " خدوني عند اليهود" ربما يصح معه القول أن اسرائيل ارحم من بعض نظم العرب،، مخيم اليرموك.