على استحياء، وبعد نحو أسبوع من بدء العدوان التركي على الشمال السوري، أصدرت حركة «حماس» بياناً حول الحدث، جراء تعرّضها للإحراج من قِبَل السلطات التركية التي طلبت منها موقفاً مؤيداً لهجومها، خاصة بعد إصدار 12 فصيلاً فلسطينياً بياناً عارضت فيه الاعتداء التركي، وفقاً لمصادر في الحركة. وقبل إصدار الفصائل بيانها، أبلغت «حماس» السلطات التركية أنها لا ترغب في إصدار بيان باسمها حول العملية العسكرية، لأنه يتعارض مع سياستها التي أقرّتها في وثيقتها السياسية عام 2017، والمتمثلة في «النأي بالنفس» عن شؤون الدول الأخرى.لكن بيان الفصائل، يضيف المصدر، أثار غضب أنقرة التي رأت فيه «طعنة في الظهر»، وهو ما دفع الأتراك إلى الضغط على «حماس» لتحديد موقفها، الأمر الذي ناورت إزاءه الحركة، ولذلك حمل بيانها (أول من أمس) صيغة مواربة تمثلت في قولها إنها تبدي «تفهّمها لحق تركيا في حماية حدودها والدفاع عن نفسها وإزالة التهديدات التي تمسّ أمنها القومي أمام عبث جهاز الموساد الإسرائيلي في المنطقة الذي يسعى لضرب الأمن القومي العربي والإسلامي»، وتشديدها في الوقت نفسه على «وحدة الأراضي السورية على كامل ترابها وحدودها الوطنية». صيغةٌ تبلورت بعدما قرّرت قيادة الحركة، الموجودة في قطاع غزة، ألا يتضمن البيان أي شيء يؤثر سلباً في علاقتها بمحور المقاومة. ويتابع المصدر نفسه أن عدداً من الفلسطينيين في تركيا اشتكوا من دعوات عنصرية من بعض الناشطين الأتراك للتحرك ضدهم.
أفرجت المخابرات عن 30 فلسطينياً توازياً مع زيارة وفد من «الجهاد» للقاهرة


في غضون ذلك، وصل أمس وفدان قياديان من «الجهاد الإسلامي» إلى العاصمة المصرية القاهرة، للقاء قيادة جهاز المخابرات العامة والبحث معه في ملفَّي المصالحة وتفاهمات التهدئة والعلاقات الثنائية، توازياً مع إفراج المخابرات المصرية عن قرابة ثلاثين عنصراً من «الجهاد» كانوا معتقلين منذ أشهر، وهم في طريق عودتهم إلى غزة عبر مطار القاهرة، وفق ما كشفت مصادر فلسطينية. وقال القيادي في «الجهاد» أحمد المدلل، إن الزيارة تهدف إلى «مناقشة عدد من الملفات المهمة مع المصريين، بما فيها معاناة سفر الفلسطينيين عبر معبر رفح، خاصة المرضى الذي يعانون كثيراً»، إضافة إلى «سعي الحركة للتباحث حول ملف المحتجزين في مطار القاهرة ومحاولة تسهيل سفرهم إلى غزة ثانية». كذلك، تهدف الزيارة، وفق المدلل، إلى الطلب من المصريين «الضغط على الاحتلال لتنفيذ إجراءات كسر الحصار»، باعتبار أنهم من يرعى التفاهمات. كما يناقش الوفد «الرؤية الوطنية لإنهاء الانقسام» التي قدمتها ثمانية فصائل، والتي طالب المدلل مصر بدعمها «لأنها جاءت تقاطعاً مع الجهود المصرية لتحقيق المصالحة».