«إسقاط نتنياهو»، «إسقاط اليمين الفاشي»، «إسقاط الليكود»، وغيرها، كلّها شعارات انتخابية أطلقها خصوم رئيس حكومة العدو الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من دون أن يفلحوا في تحقيق هدفهم، وهو ما يبدو أنه سيتكرر في انتخابات الكنيست الـ22 المرتقبة بعد أسبوع. كُثر يرغبون في إسقاط نتنياهو، وفي مقدمهم رئيس «القائمة العربية المشتركة»، أيمن عودة، الذي لا مشكلة لديه في التحالف مع خصوم رئيس الوزراء الذين لا يختلفون عنه سوى في مدى تفانيهم في سبيل المشروع الصهيوني، ثم تأتي مجموعة الجنرالات أو من يعرفون بـ«القبعات الحمراء»، وليس أخيراً الشرطةُ التي تحقق مع نتنياهو منذ سنوات.أيّ من هؤلاء لم يستطع ترجمة شعاره، أقلّه بالدعاية الانتخابية. وحدها صواريخ قطاع غزة المحاصر هزّت صورة رئيس الوزراء، وهو نفسه وزير الأمن، ورئيس حزب «الليكود»، وزعيم «اليمين الفاشي». فبينما كان نتنياهو يعِدُ جمهوره بالأمن في مهرجان انتخابي في مدينة أسدود المحتلة (جنوب فلسطين) على الهواء مباشرةً، انطلقت صفّارات الإنذار مُنبِئةً بإطلاق صواريخ من غزة، ليُسحب نتنياهو فوراً وسط تدافع طاقم من الحُراس وعناصر الأمن المرافقين له، الذين أخلوه إلى «مكان مُحصّن».
استغلّ خصوم نتنياهو الحادثة للتصويب على سياسته حيال غزة


بعد دقائق من الإخلاء، عاد نتنياهو إلى المنصة ليخاطب الحاضرين: «حماس تطلق علينا النار بينما نعقد مهرجاناً انتخابياً لليكود. وهذا يؤكد أنهم لا يريدوننا هنا». وللمصادفة، لم يكن رئيس الحكومة وحده في أسدود، بل كان هناك أيضاً أشدّ السياسيين عداوة له: زعيم حزب «إسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان، من أجل مخاطبة جمهوره في المدينة المحتلة. ليبرمان، الذي كان استقال من منصبه وزيراً للأمن قبل سنة احتجاجاً على سياسة نتنياهو حيال غزة، استغلّ ما حدث ليوجّه رسالة إلى رئيس الوزراء، عبر تغريدة في «تويتر» قال فيها: «في نهاية لقاء مع ناشطين في أسدود سُمعت صفارات الإنذار. وكما الآخرون، اضطررت إلى ترك المكان. لا أزال الآن في أسدود أشدّ على أيدي السكان الذين يُظهرون رباطة جأش أمام التهديدات الإرهابية». وأضاف: «ما حدث اليوم (أمس) يثبت أن سياسة الاستسلام للإرهاب التي ينتهجها نتنياهو مفلسة. يجب أن نغيّر هذه السياسة، وأول جزء يبدأ في الـ17» من الشهر الجاري (موعد الانتخابات). وسريعاً ردّ نجل نتنياهو، يائير، المعروف بحركته النشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، على ليبرمان بمخاطبته بالقول: «هل اغتلْتَ إسماعيل هنية؟»، في إشارة إلى وعيده السابق، عندما كان وزيراً للأمن، باغتيال هنية.
أما رئيس حزب «أزرق أبيض»، بيني غانتس، فاستغلّ الحدث هو الآخر لانتقاد خصمه، إذ أشار في مقابلة مع موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن «الحاضرين لم تكن لديهم فرصة للهرب بخلاف نتنياهو»، مضيفاً: «لو كنت مكانه ما تزحزحت أو تركت المنصة، ولو أنني أترأس الحكومة لغيّرت القواعد المتبعة إزاء حدث كهذا». وتابع غانتس: «سعيد لانتهاء الحدث عند حدود الضرر السياسي لنتنياهو، لأنه كان سيحدث ما هو أسوأ بكثير لو أنه ليست لدينا القبة الحديدية. ليس هناك ردع بين نتنياهو وحماس التي تستطيع أن تفعل ما يحلو لها وقتما تشاء». رداً على هذا، تساءل نتنياهو: «من الذي يشعر بسعادة أكبر؟ بيني غانتس ويائير لابيد وغابي أشكنازي (قادة «أزرق أبيض»)، أم حماس؟».