دعا رئيس مجلس النواب العراقي، أسامة النجيفي، حكومة بلاده إلى وقف إطلاق النار في محافظة الأنبار على نحو كامل، رافضاً تأجيل الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها نهاية شهر نيسان المقبل، فيما اتهم رئيس «الكتلة الوطنية» إياد علاوي رئيس الحكومة نوري المالكي بمحاولة «تقسيم البلاد».
وقال النجيفي، في مؤتمر صحافي عقده أمس في مقر البرلمان، في العاصمة بغداد، إن «على الحكومة أن تعمل على وقف إطلاق النار في الأنبار بصورة كاملة، ويجب أن يعود النازحون إلى ديارهم التي خرجوا منها هناك».
وأضاف «على الحكومة تنفيذ مطالب المتظاهرين في محافظة الأنبار، ومنها إقرار قانون العفو العام»، مبيناً أن «هذا القانون لم يصل من الحكومة إلى البرلمان حتى الآن، حتى يجري إقراره وتشريعه». 
من جهة أخرى، رفض النجيفي تأجيل الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها نهاية شهر نيسان المقبل، وعد أن «الحرب ونزوح السكان من مناطقهم» عوامل «تهدد» بتأجيل الانتخابات البرلمانية.
وفيما حذر من دخول البلاد في «دوامة العنف» بسبب الوضع الحالي للبلاد، حمل الحكومة مسؤولية ما يحصل من «تهجير وتدمير منازل وقتل» في محافظة ديالى ومحافظات أخرى، بسبب «فشلها في إدارة الملف الامني».
من جهة ثانية، لفت النجيفي إلى أن «قرار زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر بالانسحاب من العملية السياسية، مضر ومخل بالتوازنات السياسية، وسيؤدي إلى تداعيات سلبية كثيرة»، داعياً إياه إلى «العدول عن قرار الاعتزال، والعودة والمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة بقوة».
في اطار آخر، اتهم رئيس «الكتلة الوطنية» إياد علاوي رئيس الحكومة نوري المالكي بمحاولة «تقسيم البلاد» من خلال اتباع «النهج الطائفي واقصاء وتهميش» من يعارضه. 
وقال علاوي خلال مؤتمر صحافي أمس، إن «الحكومة بدأت تكيل العدوان على الكتلة الوطنية وبدأت سياسيات الاجتثاث العشوائي تطاول البريء والمذنب»، مشككاً في نزاهة الانتخابات البرلمانية المرتقبة.
ولفت إلى أن الأوضاع الحالية «غير مشجعة» على الانتخابات، ووضعت في موضع خطر جدا بسبب آلاف النازحين واستمرار التصعيد الأمني في المحافظات.
كذلك أبدى علاوي دهشته من وقف العمليات العسكرية في الأنبار ضد «داعش»، قبل أن يوضح أن القضية ليست في وجود «داعش»، لكن القضية هي استهداف العشائر وأهالي الأنبار.
ورأى رئيس الوزراء السابق أن دحر «القاعدة»، «لا يكون بالقوة بل من خلال توحيد الشعب العراقي لا تقسيمه وفق معطيات طائفية سياسية، وتهميش وإقصاء ورفض للمعارضين»، متّهماً الحكومة بالسير نحو تأزيم الموقف من خلال اللجوء إلى استخدام القوه العسكرية.
بدوره كشف نائب رئيس الورزاء والقيادي في «الكتلة الوطنية» حامد المطلك، من أن الكتلة سيكون لها «موقف آخر» من العملية السياسية في حال استمرار الوضع المأساوي في الأنبار والمحافظات الأخرى.
أمنياً، نجا محافظ نينوى اثيل النجيفي للمرة الثالثة خلال الشهر الحالي من محاولة اغتيال بانفجار عبوتين ناسفتين استهدفتا موكبه في حي العربي، في شمال الموصل، ما ادى إلى اصابة عضوين في مجلس المحافظة، هما عبد الرحمن الوكاع وغانم عبيد بجروح.
وفي اول تعليق له، اتهم النجيفي الميليشيات وتنظيم «داعش» باستهدافه، عازياً ذلك إلى «ارتباطهما بمصالح مشتركة كثيرة».
(الأخبار، الأناضول، أ ف ب)