التيار الصدري: كلفة البقاء أولاً

قبل أيام، نشر «صالح محمد العراقي»، الناطق غير الرسمي باسم مقتدى الصدر، رسالة مطولة إلى «الصدريين» بعنوان «الفرصة الأخيرة». فرصة حدّدها بما بين الـ20 من آب/ أغسطس الجاري، والـ15 من شباط/ فبراير المقبل، من أجل «رجوع الصدريين إلى نهج الوالد...»، وإلا «سيخيّم شبح الفراق». يستبطن الموقف خشية الزعيم الشاب على مستقبل تيار ورثه عن أبيه محمد، ويرى كثيرون أنه انحرف عن مبادئه في ظلّ قيادة الابن، الذي يهيمن مع مقرّبيه على مركز القرار في «التيار الصدري»، أكبر التيارات العراقية، وأكثرها تعرضاً للانشقاقات منذ الاحتلال الأميركي. يقول بعض المقرّبين من الرجل إن خيارات فُرضت عليه فرضاً «لم يكن ليرضاها... لولا»، في حين يشكّك آخرون في هذه الحجة؛ فـ«قرار التيار الأول والأخير محصورٌ بيد الصدر وحده».
على أي حال، ثمة تحدٍّ كبير يواجهه الصدر اليوم، إذ إن دخول تياره اللعبة السياسية أقحمه في دوّامة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة العراقية، ما عمّق أزمة الطبقية داخل «التيار» الذي تسوده أصلاً الاستنسابية؛ فـ«السيد» يعيّن من يشاء، ويعزل من يشاء، ويمنح غطاءه لمن يشاء، ومن ثم يسلبه من كل خارج عن «طاعته»، تحت شعار إن «فلاناً مبغضٌ لآل الصدر». هذا التحدّي لن يهدد «التيار» وجودياً، بقدر ما قد يكشف هشاشةً تنخر مفاصل تجمع شعبي عاطفي، يفتقد أبسط مقومات الهيكلة الإدارية، التي من شأنها ضبط حركة العاملين فيه والمنتمين إليه.
ولئن تمسّك الصدر بهذه الصيغة/ الشكل الحالي لتياره، معتمداً على الانقياد العاطفي وراء شخصه، إلا أن هذا الولاء قد لا يستمرّ إلى ما لا نهاية في شارع يبحث عمّن يؤمن له أبسط مقومات «العيش الكريم». الانتخابات المحلية والتشريعية المقبلة من شأنها الكشف عن ذلك، وخاصة أن «التيار»، كالأحزاب الأخرى، فشل في تحقيق إنجاز نوعي كفيل بإقناع شارعه بجديته وصدقيته.

التمرد على المنظومة والانخراط فيها!

التمرد على المنظومة والانخراط فيها!

منذ الاحتلال الأميركي للعراق، بقي «التيار الصدري» مثار جدل. مردّ ذلك، بالدرجة الأولى، إلى شخصية زعيمه مقتدى الصدر. يصفها البعض بـ«العاطفية والانفعالية، وصاحبة القرارات الارتجالية». وصفٌ يكاد يجد له...

أمير عبد العزيز ، نور أيوب

بين التاريخي والاجتماعي: مكاسب وإخفاقات

بين التاريخي والاجتماعي: مكاسب وإخفاقات

محاولة فهم «التيار الصدري»، وزعيمه مقتدى الصدر، تقع ما بين عاملين بارزين: التاريخي والاجتماعي. لكن التقاط لحظة مميزة يمكن على أساسها التوصل إلى تشخيص مستقرّ لوجود هذا «التيار» يظلّ عصياً، لغياب صفة...

علاء حميد

من مقاومة المحتّل إلى «فتنة 2006»

من مقاومة المحتّل إلى «فتنة 2006»

بغداد | حتى صبيحة التاسع من نيسان/ أبريل 2003 (تاريخ سقوط بغداد بيد الاحتلال الأميركي)، لم يكن «التيار الصدري» معروفاً، وفق المؤرخ العراقي رشيد الخيون. الباحث العراقي فاضل الربيعي له رأيٌ مماثل، إذ...

أمير عبد العزيز

عرقنة الخطاب والتحالف مع «الشيوعيين»

عرقنة الخطاب والتحالف مع «الشيوعيين»

لعلّ من أبرز الصفات التي تميّز «التيّار الصدري»، الارتباط القوي بين زعيمه وقاعدته الشعبية. وهو ارتباط مثّل مفاجأة لـ«عراقيّي الخارج» (المعارضون العائدون إلى البلاد بعد الاحتلال الأميركي)، خصوصاً أن...

حسين العلي

الجناح المسلح: «جيش» فـ«لواء» فـ«سرايا»

الجناح المسلح: «جيش» فـ«لواء» فـ«سرايا»

بغداد | مطلع أيلول/ سبتمبر من عام 2007، شهدت مدينة كربلاء (100 كيلومتر جنوبي العاصمة بغداد) «فتنةً» أضرّت ــــ جزئياً ــــ بمرقدَي الإمام الحسين وأخيه العباس. عناصر من «جيش المهدي» (الجناح العسكري...

رحيم محمود