أعلن الأمن هوية الانتحاري لكنه لم يعلن المكان الأساسي الذي كان يقصده
الرواية الرسمية تعني أن «الأمن الوطني» («أمن الدولة» سابقاً») له نشاط فعال في الوصول إلى معلومات مهمة عن التنظيمات المسلحة في البلاد خاصة بعد ظهور «حسم» و«لواء الثورة» المحسوبَين على «الإخوان»، وأن الجهاز الأمني استطاع الوصول إلى أكثر من 80% من أفراد هذين التنظيمين الذين كشفوا بدورهم عن المزيد من المعلومات التي تخص نشاط التنظيمين وأفرادهما، ما سهّل تتبع حركة الجماعات، كما يجزم بصحة جزء من بيان «الداخلية» الخاص بتتبع سير السيارة من المنوفية، وظهور المتهم الرئيسي في مقطع فيديو مصور نُشر لوسائل الإعلام والرأي العام. كذلك، حديث «الداخلية» عن المنوفية كمكان سرقة السيارة المستخدمة في الحادث له حيثياته، وهي أن هذه المدينة تتمتع بظهر صحراوي استطاع عناصر «لواء الثورة» ثم «حسم» التدريب فيه وتنفيذ بعض العمليات ضد عناصر الشرطة هناك، بالإضافة إلى تمركز عناصر من «حسم» أيضاً في صحراء مدينة كرداسة بمحافظة الجيزة، حيث يتدربون بعيداً عن أعين الأمن.
مصدر أمني تحدث إلى «الأخبار» عن سيناريوهات تبحثها «الداخلية» حالياً على أن تعلنها لاحقاً، مشيراً إلى أن الشاب قائد السيارة لم يكن من القاهرة في الأساس، وربما لم يدرك جيداً طبيعة الشوارع ذات الاتجاه الواحد والاتجاهين، ما تسبب في دخوله بالخطأ إلى أحدها أثناء وجود المتفجرات في سيارته ثم اصطدامه بحافلة صغيرة هناك. وأضاف المصدر أن تقديراتهم النهائية أن الحادث وقع في المكان الخطأ، وعلى الأرجح «الجهة المقصودة كانت هيئة دبلوماسية أو مركز شرطي، لكن التصادم تسبب في الانفجار... يجري حالياً مراجعة مواكب تأمين المسؤولين لمعرفة هل كانت السيارة تستهدف موكباً سيمر أو اعتاد المرور من ذلك المكان أو قريباً منه». وتابع: «الضربات الاستباقية نجحت في إحباط عدد كبير من العمليات لكن العمليات الانتحارية لا يمكن إحباطها إذ تحركت بالفعل»، مشيراً إلى أن تبرؤ «حسم» من التفجير «لا يعني عدم مسؤوليتها عن الحادث الذي أصاب المدنيين وليس العسكريين، كما كانت عملياتها في السابق».