ما كان مرجحاً وتناولته العديد من التقارير الإعلامية الإسرائيلية، أكده السفير الأميركي في تل أبيب، دان شابيرو، الذي رأى أن اتفاق الإطار الذي سيطرحه وزير الخارجية الأميركي جون كيري، «سيتضمن اعترافاً بإسرائيل دولة يهودية»، وهو ما سيشكل تحدياً واختباراً لجدية مواقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن شابيرو قوله إن «الولايات المتحدة دائماً ما رأت إسرائيل دولة يهودية، ويجب أن تبقى كذلك»، مضيفاً أن «الاعتراف بالدولة القومية للشعب اليهودي هو إحدى الطرق لمعرفة ما إذا كنا نتحدث عن نهاية الصراع».
ورأى شابيرو أن على الطرفين اتخاذ قرارات لم يتخذوها لحدّ الآن، وأن يناقشا، من بين جملة قضايا، مصير المستوطنين الذين سيبقون في الجانب الثاني من الحدود. ولفت شابيرو إلى إمكانيات كثيرة في هذا الخصوص، ولكنه لم يصرح بأية تفاصيل.
وأوضح شابيرو أن الإدارة الأميركية تدرك أنّ في الحكومة الإسرائيلية والكنيست من يعارض فكرة «حل الدولتين»، إلا أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قال إنه ملتزم هذا الحل، وإنه يلقى قبولاً من الجمهور الإسرائيلي.
وفي الوقت الذي يُرجح فيه أن يوافق كل من نتنياهو وعباس على ما سيتضمنه الاقتراح الأميركي، محصناً بتحفظات يتذرع بها كل منهما أمام جمهوره، يواصل رموز اليمين الإسرائيلي توجيه الرسائل التي تؤكد تمسكهم بمواقفهم المغلفة بالترتيبات الأمنية. وأعلن وزير الداخلية الليكودي، غدعون ساعر، الذي شارك إلى جانب رئيس الائتلاف الحكومي ياريف ليفين مع ثلاثة آلاف شخص في مسيرة دعم للاستيطان، أن منطقة غور الأردن إسرائيلية، وأن المستوطنات فيها ستبقى وتزدهر.
وأضاف ساعر أن ضمان أمن إسرائيل يستوجب وجود عمق استراتيجي، ولا بد أن تمر الحدود في غور الأردن؛ لأن البديل هو مرورها في كفار سابا ونتانيا، وهذا أمر لا يقبله العقل. وأعرب ساعر عن اعتقاده بأنه ليس هناك وجود عسكري من دون استيطان، موضحاً أنه عندما لا يوجد استيطان ينعدم الأمن ويحضر الإرهاب.
إلى ذلك، رأى ساعر أن تجميد البناء في المستوطنات لن يُسهم في دفع العملية السلمية، وكما رفضت إسرائيل هذا المطلب في السابق، يجب رفضه اليوم أيضاً.
من جهته، قال ليفين: «من حقنا غير القابل للتقويض البناء في غور الأردن وسائر أنحاء أرض إسرائيل».
على مسار آخر وجه عدد من أعضاء الكنيست والوزراء، من الكتل اليمينية، رسالة إلى نتنياهو حذروه فيها من تجميد البناء في الضفة الغربية، بعد معلومات عن أن الأميركيين قد يطلبون من إسرائيل تجميد البناء خارج الكتل الاستيطانية، كشرط لموافقة أبو مازن على تمديد المفاوضات لمدة سنة. وأكد هؤلاء معارضتهم الشديدة لأي نوع من التجميد، بما في ذلك التجميد «خارج الكتل»، ولفتوا إلى أنهم سيعتبرون أي تعهد في هذا المجال «كتحطيم للأواني».
وكان لوبي أرض إسرائيل، برئاسة ياريف ليفين، والنائبة أوريت ستروك، قد بادر إلى الرسالة، مشيراً إلى أنها «دليل على السور المنيع داخل الائتلاف ضد المسّ بالاستيطان».
في المقابل، رأى رئيس المعارضة ورئيس حزب العمل يتسحاق هرتسوغ أن «نتنياهو هو رئيس الوزراء باللقب، لكن أوفير أكونيس وئيف ألكين وداني دانون هم رؤساء الوزراء بالفعل»، ورأى هرتسوغ أن «نتنياهو يراوح مكانه ويخاف من اتخاذ القرارات، ويتحكم به الجناح اليميني في الليكود».