شنّت قوات حكومة «الوفاق»، أمس، ضربات جوية على قاعدة الجفرة وسط البلاد، معلنة استهداف مجموعة طائرات قتالية. في الجهة المقابلة، شنت قوات المشير خليفة حفتر عمليات قصف بالأسلحة الثقيلة على عدد من المواقع في طرابلس. وفي الأثناء، تتواصل التحركات السياسية الخارجية للجانبين، متركزة على إرسال وفود برلمانية إلى «دول كبرى» مؤثرة في الملف الليبي.أطلقت قوات حكومة «الوفاق»، فجر أمس، هجوماً جوياً على قاعدة الجفرة الجوية وسط البلاد، والتي تمثل قاعدة خلفية لقوات المشير خليفة حفتر، وخطّ ربط بين شرق البلاد وغربها. ووفق ما نقل شهود عيان، تلقت القاعدة خمس ضربات على الأقل، خلّفت انفجارات نتيجة استهداف مخازن أسلحة على الأرجح. وفي بيان له، قال آمر «غرفة العمليات المشتركة إلى المنطقة الغربية»، اللواء أسامة جويلي، إن قواته تمكنت من «تدمير حظيرة الطائرات المسيّرة وطائرة شحن (من طراز) يوشن 76 تستخدم لنقل الذخائر ومنظومات الدفاع الجوي». من جهتها، رسمت قوات حفتر صورة أخرى للهجوم، نافية أن تكون الأهداف التي تعرضت للقصف عسكرية. وفي بيان لها، قالت «شعبة الإعلام الحربي» إن «طائرة تركية مسيّرة» استهدفت «طائرة نقل في قاعدة الجفرة خصّصتها القوات المسلحة لنقل الحجيج».
لكن القاعدة لم تكن الهدف الوحيد لقوات «الوفاق»، التي أعلنت، ظهر أمس أيضاً، تنفيذ سلاح الجو التابع لها ضربة قتالية ضد تمركز لقوات حفتر في المنطقة نفسها، على الطريق المؤدي إلى طرابلس. استهداف «الوفاق» خط الإمداد الرئيسي لقوات حفتر جعل هذه الأخيرة تردّ بتشديد ضرباتها في التخوم الجنوبية للعاصمة، فاستهدفت أمس «معسكر حمزة» الواقع على طريق المطار براجمات صاروخية، وكذلك «معسكر 77» القريب من مجمع باب العزيزية.
حتى الآن، وبعد حوالى أسبوع من إعلانها «الساعة الصفر» لدخول العاصمة، لم تتمكن قوات حفتر من تحقيق أي تقدم مهم تجاه العاصمة، على رغم استقدام قوات إضافية من شرق البلاد شملت حتى تشكيلات من الأمن العام. أحد الأهداف المرسومة للتصعيد الحالي هو استعادة غريان، لكن حكومة «الوفاق» تحكم سيطرتها على المدينة الجبلية، وهي تخطط الآن لاستعادة مدينة ترهونة التي تمثل آخر المعاقل المهمة لقوات حفتر جنوبي العاصمة، وذلك عبر تحريك خلايا نائمة، وإطلاق عملية مباغتة على شاكلة ما حصل في غريان.
وفود برلمانية... شرقاً وغرباً
منذ أيام، يجري وفد برلماني من شرق ليبيا زيارة للولايات المتحدة، تهدف إلى تقديم صورة إيجابية للهجوم على طرابلس. وقال رئيس الوفد، طلال الميهوب، أمس، إنه يأمل أن تكلّل مساعيهم بتنظيم زيارة لخليفة حفتر لواشنطن، وإقناع الإدارة الأميركية بأن الهجوم يهدف إلى محاربة الإرهاب. وتجدر الإشارة هنا إلى أن موضوع زيارة حفتر لواشنطن تعمل عليه أيضاً شركتان أميركيتان للعلاقات العامة منذ أشهر، لكن الأمر يبدو صعب المنال، وخاصة أن مشرّعين أميركيين أرسلوا سابقاً برقية إلى القضاء تطالب بفتح تحقيق في جرائم محتملة ارتكبها حفتر، وذلك بوصفه حاملاً للجنسية الأميركية.
في الجهة المقابلة، قام فرع البرلمان المتركز في طرابلس، والذي يشمل قرابة 50 نائباً انتقلوا للعمل في المدينة مع بدء الهجوم عليها، بإرسال وفد إلى روسيا. والتقى الوفد، أمس، نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، ونائب رئيس مجلس الدوما، ليونيد سولتاسيكي. ووفق بيان صدر عن المجموعة البرلمانية الموالية لحكومة «الوفاق»، قال بوغدانوف إنه «حذّر» حفتر من نتائج الهجوم، وأكد أنه «لا سبيل للحل إلا عن طريق الحوار».