استنفار مصري في ملف «سد النهضة» مجدداً، رغم مرور شهور من الركود والتأجيلات انتهت بعودة المسألة إلى التداول في أروقة الدولة. ما حرّك المياه الراكدة هو موافقة مجلس الوزراء الأوغندي على عرض «اتفاقية عنتيبي» على برلمان البلاد تمهيداً للتصديق عليها، وهي الخطوة التي جاءت مفاجئة للقاهرة، وخاصة مع تجميد مفاوضات السد منذ عام تقريباً، وتحديداً منذ إعلان أديس أبابا وجود أزمة في عملية البناء تؤجل الانتهاء منه حتى 2021 أو 2022، جراء اكتشاف شبهات فساد لدى الجهات القائمة على تنفيذ المشروع.جراء هذا التطور المفاجئ، عقدت «اللجنة العليا لمياه النيل بمجلس الوزراء» اجتماعاً طويلاً برئاسة رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، فيما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس رئيسة البرلمان الأوغندي التي تزور البلاد، وذلك لمناقشة مسألة «عنتيبي». وعلمت «الأخبار» أن السيسي وجّه مدير «المخابرات العامة»، اللواء عباس كامل، إلى «سرعة العمل على استئناف مسار المفاوضات، سواء بحضور الجانب السوداني أو على انفراد مع الجانب الإثيوبي»، وخاصة أن الأوضاع الحالية في السودان أجلت انعقاد اللجان المشتركة. كذلك، طلب السيسي من كامل إعداد «تقرير وافٍ» خلال الأسابيع المقبلة مع تسليمه له شخصياً، بجانب التنسيق مع الوزارات المعنية، كما حضر الاجتماع مدبولي الذي عرض تقريراً من وزارة الري حول التفاصيل الفنية والآثار القانونية لتصديق أوغندا على «عنتيبي».
ربط القائم بأعمال السفير الأميركي بين «صفقة القرن» و«الناتو العربي»


في سياق آخر، صرح القائم بأعمال السفير الأميركي لدى القاهرة، توماس جولدبرجر، خلال لقاء مع عدد محدود من الصحافيين في مقر إقامته، بوجود رغبة لدى بلاده في زيادة الاستثمارات في مصر، بعدما أشاد بـ«النسخة الجديدة من قانون الجمعيات الأهلية»، لأنها «عالجت الشواغل والتخوفات» الغربية، ما سيسمح للمجتمع المدني بدور أكبر في التنمية. مع ذلك، قال جولدبرجر إن «التعاون وثيق في ملفي الأمن والاستخبارات، ويجرى البحث بدقة في موقف جماعة الإخوان المسلمين واحتمال ارتباطهم بالإرهاب».
لكن الملف الأهم الذي كشف عنه المسؤول الأميركي أن هناك «تقدماً في المشاورات المرتبطة بالناتو العربي الذي يتضمن تشكيلات من القوات البحرية والجوية والبرية لمواجهة التحديات المحيطة بالمنطقة، ويتضمن أيضاً تعاوناً اقتصادياً بين دول المنطقة والولايات المتحدة، بجانب التنسيق السياسي»، مشيراً إلى أنه يجري العمل على إطار حاكم لتشكيل التحالف وانطلاقه. وحول خطة «السلام» (صفقة القرن)، قال إن دور واشنطن في هذه الخطة «ليس فرض أي شي على الأطراف المعنية، بل فتح المجال لأفكار جديدة... علينا أن ننظر إلى المكاسب التي من الممكن أن تحققها الخطة، وخاصة أن المشاريع المنتظر تنفيذها في مصر ستكون لخدمة المصريين». وأضاف: «الخطة مكونة من 60 صفحة، ونأمل حين نشرها أن ينظر الجميع إليها جيداً فى مجملها، إذ هناك بالطبع بعض النقاط من الممكن ألّا تعجب البعض، وهناك نقاط أخرى يمكن أن تعجب البعض، لكن في النهاية هي شيء متكامل».
إلى ذلك، وعقب يوم واحد من ذبح مجموعة مسلحة أربعة مواطنين على أحد الطرق السريعة في سيناء، رغم تكتّم الجيش على الحادثة التي جرت بين كمينين له، أعلن المتحدث العسكري للقوات المسلحة، العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، «إحباط هجوم انتحاري على أحد الارتكازات الأمنية في شمال سيناء، حيث تم استهداف الإرهابي قبل وصوله»، لكن ذلك أسفر عن مقتل مجند.



كاتس وابن أحمد في واشنطن «معاً»


استمراراً في مسار التطبيع البحريني مع العدو الإسرائيلي، وبعد أسابيع قليلة على «ورشة المنامة»، التقى وزيرا خارجية الجانبين، خالد بن أحمد، ويسرائيل كاتس، في واشنطن أمس، بوساطة من الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران في الخارجية الأميركية، براين هوك. ونشر مساعد الرئيس الأميركي ومبعوثه الخاص لعملية «السلام»، جيسون غرينبلات، على حسابه في «تويتر»، صوراً عن الاجتماع الذي يمثل «أول لقاء تطبيعي علني مباشر يجمع مسؤولاً إسرائيلياً بآخر بحريني»، لكن القناة الـ13 في التلفزيون الإسرائيلي قالت إن اللقاء «كان قصيراً وبوساطة هوك... (مع ذلك) يحمل رسالة سياسية تمثلت بالصورة المشتركة والموافقة على نشرها علناً». ونُقل عن ابن أحمد أنه قال لصحافيين هناك: «عندما نقول إن إسرائيل جزء من الشرق الأوسط، فهذا ليس بالأمر الجديد. نحن بحاجة إلى مواصلة جهودنا للوصول إلى الشعب الإسرائيلي. إنهم يريدون أيضاً أن يرتاح بالهم على حياتهم وأجيال المستقبل».