التجّار يتعرضون لـ«البهدلة» على معبر جابر ــــ نصيب السوريون قالوا إنّ أمر الحدود مع العراق ليس بيدهم

كيف تصفون الحركة التجارية البرية بين لبنان ودول الجوار؟
الشحن من لبنان إلى الخارج براً لا يزال ضعيفاً جداً. والسبب ظروف التصدير الصعبة، ومنها ما يحدث على معبر جابر (نصيب)، بالإضافة إلى المضاربة في الأسواق.

ما المشكلات التي تواجهونها هناك؟
المشكلة في التفتيش المشدَّد جداً في جابر. الحجة هي أن «السْكانر ما عم بلحّق». هم يُنزِلون البضاعة إلى الأرض ويفتشونها، ما يؤدي إلى بقاء الشاحنة في المعبر لمدة تصل إلى 5 أو 6 أيام، فتتضرّر بعض البضائع وتتلف بسبب الحرارة المرتفعة. وهناك صور لما يحدث على المعبر أرسلناها إلى وزير الزراعة، وإلى السفيرة اللبنانية في عمّان ترايسي شمعون، وهي صور مزعجة جداً. وقد اهتما بالموضوع وتابعاه، وتحسّنت الأمور قليلاً، إلا أنها عادت للتأزم من جديد في الفترة الأخيرة. والسفيرة تُراجع، وراجعت مراراً المسؤولين الأردنيين بهذا الخصوص، والجواب دائماً هو أن «الموضوع أمني».

هل ثمة عوائق أمنية فعلاً؟
لا عوائق أمنية على طول الطريق، سواء في سوريا أو في الأردن، الطريق سالكة تماماً، ولم يشكُ أحد من المصدّرين أو السائقين من أي مشكلات أو حوادث.

طيب، بالنسبة إلى البضائع التي تَعبر من سوريا إلى الأردن، ثم إلى دول أخرى، أي ترانزيت فقط، هل تتعرض للممارسات نفسها؟
هناك بعض البضائع يُعَدّ مرورها في الأردن فقط ترانزيت، وهذه أيضاً تواجه مشاكل عديدة، أبرزها التفريغ والتفتيش، هذا «عم ببهدل الدني». وكنا نريد أن نقوم بالتظاهر والإضراب هنا في لبنان احتجاجاً على الممارسات التي تحدث على معبر جابر الأردني، وتواصلنا مع السفيرة التي طلبت تأجيل التحرك، ومنحها فرصة للحل، وقد توافقنا على ذلك. وهي بدورها راجعت الأمنيين الأردنيين، وقد كان جوابهم أن من لديه مشكلة مع الإجراءات على المعبر، فلْيأتِ إلى الأردن للتفاهم معه، ويَعنون بذلك نحن المصدّرين ونقابة البرّادات. ونحن قد اقترحنا حلّاً لتبديد مخاوف السلطات الأردنية الأمنية، وهي أن ترافق الأجهزة الأمنية التابعة للسلطات الأردنية قوافل الشاحنات التي تريد العبور ترانزيت في الأردن على شكل «كونفوي»، أي موكب لشاحنات التصدير ترافقه الشرطة الأردنية منذ لحظة دخوله الأراضي الأردنية، حتى لحظة خروجه نحو دولة أخرى. وهذا أفضل من أن تُفتَّش البضائع عدة مرات، ما قد يعرضها للتلف، وهو إجراء كان متَّبَعاً في السابق.

فضلاً عن الإجراءات التي تحدثتم عنها، هل هناك صعوبات أخرى تواجهونها خلال التصدير إلى سوريا أو العبور منها نحو الأردن؟
المصاريف اليوم في سوريا عالية. عندما أعيد فتح الطريق عبر سوريا، زادت التكاليف على ما كانت عليه سابقاً. في السابق، كان يكلف البرّاد 300 إلى 400$، اليوم أصبح يكلف 1500$ للعبور في سوريا فقط. وقد أرسلنا كتاباً بذلك إلى وزارة الزراعة اللبنانية والمعنيين السوريين. وقد وعد السوريون بمعالجة الأمر، إلا أن ذلك لم يعالَج بعد.

تفيد المعلومات بأنّ معبر البوكمال الحدودي ما بين العراق وسوريا سيُفتح في غضون أسابيع، هل يؤثر ذلك إيجاباً؟ وكيف؟
بالنسبة إلينا، ثمة أهمية كبرى لفتح الطريق إلى العراق من سوريا، سواء من التنف أو من البوكمال، لأن العراق من أكبر المستوردين للبضائع اللبنانية، ولا يُسمح لنا بالعبور من الأردن نحو العراق، إذ يُفرض علينا تبديل الشاحنات ونقل البضائع إلى شاحنات أردنية للعبور بها نحو العراق. لذلك، طريق التنف وطريق البوكمال هما الطريقان الحيويان بالنسبة إلينا. وقد أجرينا اجتماعات مع المسؤولين السوريين والوزراء المعنيين، وسألناهم عن المعابر مع العراق، وهم متحمّسون لفتحها أكثر منّا، ولكنهم قالوا إن الأمر ليس بيدهم.