أفشل الجيش السوري هجوماً هو الأعنف على نقاطه في جبل التركمان في ريف اللاذقية، في معركة أطلق عليها المسلحون تسمية «رص الصفوف»، والتي تهدف إلى استعادة بعض النقاط التي خسروها خلال العملية العسكرية التي بدأها الجيش منذ 3 أشهر.
وبدأ الهجوم فجر أمس بمشاركة 16 فصيلاً مسلحاً بعد استقدام تعزيزات كبيرة من ريفي إدلب وحماة، مستغلين الظروف الجوية التي شهدها ريف اللاذقية. وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنّ أعنف المعارك دارت في محيط جبال زاهي وعطيرة وبيت أبلق في جبل التركمان، والتي استخدم فيها المسلحون عشرات القذائف والصواريخ في عملية التمهيد قبل بدء الهجوم البري الذي انطلقوا منه عبر محاور بلدة ربيعة والدرة والحدود التركية. وأشار المصدر إلى أن المسلحين تمكنوا من الوصول إلى مدرسة عطيرة، إلا أن القوات المتمركزة في الجبل المطل على البلدة استهدفت المسلحين المتسللين، ما أدى إلى سقوط قتلى في صفوفهم وإجبارهم على الانسحاب، مؤكداً أن كافة النقاط التي تعرضت للهجوم لم يتمكن المسلحون من إحراز أيّ تقدم فيها. وأفاد المصدر بأنّ المسلحين حاولوا استغلال الظروف الجوية، إلا أن كافة النقاط التي يتمركز فيها الجيش مشرفة على المواقع التي هاجم منها المسلحون الذين تعرضوا لخسائر بشرية كبيرة أجبرتهم على الانسحاب. وأعلنت «تنسيقيات» المعارضة مقتل عدد من المسلحين خلال الاشتباكات، إضافة إلى إصابة القائد العسكري لـ«جبهة الشام» مهدي الفضل.
التحضيرات لاستئناف العملية باتجاه بلدة ربيعة مستمرة
وكان «قاضي جيش الفتح»، السعودي عبدالله المحيسني، قد قال على صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي إنّ «جيش الفتح أرسل تعزيزات كبيرة للمشاركة في معركة الساحل. وفي السياق، صرّح مصدر عسكري أنّ التحضيرات العسكرية لاستئناف العملية باتجاه بلدة ربيعة مستمرة بانتظار تحسن الظروف الجوية، مشيراً إلى أن هجوم المسلحين كان متوقعاً، في محاولة منهم لرفع معنويات مقاتليهم واستعادة بعض النقاط، إلا أن الجيش أفشل مخططهم وكبّدهم خسائر بشرية كبيرة. وأضاف المصدر أن عمليات الجيش في جبل الأكراد مستمرة باتجاه ما بقي من نقاط، وصولاً إلى بلدة كنسبا، إلا أن الظروف الجوية أخّرت عملية التنفيذ.
أما في حلب، فما زالت الاشتباكات مستمرة بين الفصائل المسلحة وتنظيم «داعش» في الريف الشمالي، حيث شهد محيط بلدة المالكية أعنف الاشتباكات، بينما دمرت لجان حماية بلدتي نبل والزهراء دبابة للمسلحين بصاروخ موجه بين قريتي ماير وكفين، شمال حلب. إلى ذلك، تمكّن الجيش السوري من تدمير نفق للمسلحين في حيّ صلاح الدين، ما أدى إلى مقتل من بداخله. ومن جهة أخرى، استهدف المسلحون حي الراموسة بعدة قذائف أدّت إلى استشهاد فتاتين وإصابة 8 آخرين. وفي حمص، سيطر الجيش على نقطة روابي الطحين الثالثة، والقريبة من المثلث الفاصل بين بلدات مهين والقريتين والمحسة الواقعة تحت سيطرة تنظيم «داعش».
وفي دمشق، سيطر الجيش على أجزاء واسعة من المنطقة الفاصلة بين داريا والمعضمية. وحمّل جيش الاسلام فصائل المعضمية مسؤولية خسارة تلك النقاط نتيجة انسحاباتهم من مواقع الرباط دون تنسيق مع «جيش الاسلام».
وفي موازاة ذلك، وقعت أول عملية تبادل للأسرى بين «جيش الاسلام» وتنظيم «داعش» في ريف دمشق. وقال الناطق الرسمي باسم «جيش الاسلام»، إسلام علوش، إن عملية التبادل تمت عند حاجز العروبة في شارع بيروت الفاصل بين بلدة يلدا ومخيم اليرموك، مشيراً إلى أن «جيش الاسلام» أطلق سراح 11 مقاتلاً من «داعش» مقابل إفراج التنظيم عن 11 مدنياً من أهالي المنطقة. وفي درعا، وثّقت «تنسيقيات» المعارضة أسماء 70 مسلحاً قتلوا خلال المعارك مع الجيش السوري في مدينة الشيخ مسكين.